أبي

 

مَاكُنتُ يومًا سَأرْثي مَنْ لَهُ أدَبُ..

قَدْ صَاحَبتْهُ مَعَ أشْغَالِهِ الكُتُبُ..

 

فَقَدْ رَثَتْهُ حُرُوفٌ كَانَ رَدَّدَهَا..

تَشْهَدْ بِإيْمَانهِ الصَّافي وَتَنْتَحِبُ..

 

أبِي الذي كَانَ في زُهْدٍ يُجَمِّلُهُ..

قَدْ كَانَ حَقًّا لِكُلِّ الصَّالِحاتِ أبُ..

 

أبِي الذي لازَمَ القُرآنَ مُعْتَكِفًا..

يَتْلو وَلا يَنْثَني لوْ أزَّهُ النَّصَبُ..

 

أبِي الذي كَافَحَ الدُّنْيَا بِزينَتِهَا..

وانْكَبَّ لِلبِرِّ والخّيْراتِ يَنْتَصِبُ..

 

قَدْ نَالَ مِنْ شَرفِ الأنْسَابِ أرْفَعَهَا..

وَلمْ يُفَاخِرْ وَقَدْ أزْهَى بِهِ النَّسَبُ..

 

شَقَّ الطَّريقَ إلى الأُخْرَى بِلا كَلَلٍ..

وَلَمْ يَزَلْ شَاكِرًا وَلِسَانُهُ رَطِبُ..

 

أبِي المُعَلِّمُ عَلَّمَني بِأنَّ لَنَا..

خَيْرَ الحَياةِ بِمَا نُعْطي وَمَا نَهَبُ..

 

وأنَّنَا بِالهُدَى وَالصِّدْقِ نَبْنِي لَنَا..

في جَنةِ الخُلْدِ مَا تَعْلو بِهِ رُتَبُ..

 

أبِي الكريمُ مَعَ القُرْبَى لَهُ أثَرٌ..

لِلوصْلِ يَسْبِقُ لا يَسْبِقْ بِهِ عَتَبُ..

 

يَعْفُو وَيَصْفَحُ لمْ يَحْقِدْ عَلى أَحَدٍ..

والطُّهْرُ مِنْ كَفِّهِ والوَجْهِ يَنْسَكِبُ..

 

بَنَى المَسَاجِدَ في رِيْفٍ وفي حَضَرٍ..

لا يَبْتَغي غيرَ وَجْهِ اللهِ إذْ يَهَبُ..

 

 هَذَا أبِي مَنْ كَسَانِي بِالتُّقى حُلَلاً..

أزْهو بِهَا مثلُ ما تَزْهو بِهَا العَرَبُ..

 

هَذَا أبِي لَيْتَني أُوِفيهِ مَكْرُمَةً..

وَقَدْ جَفَتْهُ مَعَ إِخْلاصِهِ الرِّيَبُ.. 

 

وأسْألُ اللهَ أنْ يُجْزِيهِ مَنْزِلَةً.. 

في جَنَّةِ الخُلْدِ عُلْيِا مَا بِهَا نَصّبُ..

 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شعر جديد

    ما بين شعر مغنّى هزّه الطرب.. وبين شعر مقفّى كله ...