أَمِنَ البُلبُلُ في مَزْرعتي فَبَنى العُشَّ وَغَرَّدْ..
بَيْنَمَا الإنْسَانُ إذا مَا عَمَّهُ الأمنُ تَمَرَّدْ..
وَيحَ مَنْ بَاعَ لأَجْلِ المَالِ أخْلاقًا وَدِيْنًا..
وَتَحَصَّنْ بِعدو كَمْ لَهُ في الشَّرِّ مَوْرِدْ..
وَدَّعَ الأمْنَ لِيْشِفي صَدْرَهُ غِلًا وَحِقْدًا..
وانْبَرى نَقدًا وَشَتْمًا بينَ أعْداءٍ لِيُحْمَدْ..
ليْتَهُ مِنْ طائِرِ البُلْبُلِ في الحُكْمِ تَعَلَّمْ..
واحْتَرمْ أمْنًا وَفِيرًا وَمُقَامًا قَدْ تَفَرَّدْ..
بلدًا بِالخَيرِ عَمَّ الأهلَ والجِيرانَ دَهْرًا..
وَعَنَى بِالمُسْلِمينَ بِلا مَنٍّ وَمَرْصَدْ..
خَدَمَ البيتَ العتيقَ وَمَنْ حَجَّ وَعَمَّرْ..
لِتُؤدَّى نُسُكُ الحَجِّ في أمْنٍ مُؤكَدْ..
وَفَّرَ الأمْنَ في حَرَمٍ وفي بيَتٍ وَمَشْعَرْ..
يَبْتغي الأجرَ بِخدْمَةِ عُبَّادٍ وَمَعْبَدْ..
وَسَّعَ المَسْجِدَ حَولَ البيتِ مَرَّاتٍ لِيَغْدو..
عَلمًا في الأرضِ يُقَدِّسُهُ مَنْ كانَ يَحْمَدْ..
وَعَنَى بِالمَسْجِدِ النَّبَويِ إعْمَارًا وَأمْنًا..
كي يَزورُ الزائرونَ رسولَ اللهِ مُحَمَّدْ..
في سَلامٍ وَسُكونٍ لا يُكَدِّرُهَا صِرَاعٌ..
أو حُروبٌ تَقْلِبُ الأرضَ لِنِيرانٍ وَمَوْقِدْ..
أيُّهَا الهَاربُ مِنْ أمْنٍ إلى خَوفٍ لِتَهْجو..
بلدًا فيهِ لكم أهلٌ وأولادٌ وَمَقْعَدْ..
ثُبْ إلى رُشْدِكَ واسْتغْفِرْ لِذَنْبٍ..
قَبْلَ أنْ تُدْفَنُ في دارِ الفُجُورِ وَتُلْحَدْ..
مُؤمِنٌ أنتَ فَلا تَكْفُرْ بِتَنْزِيلٍ وَتُلْحِدْ..
مُؤمِنٌ أنتَ بِرَبٍّ خَالِقٍ فَرْدٍ وَتَشْهَدْ..
فَحَرِيّ بِمَنْ يَتْلو مِنَ الآياتِ فَجْرًا..
وَيُصَلّي خَشْيَةً للهِ وَيَرْكَعْ ثُمَّ يَسْجُدْ..
أنْ يَمُدُّ يدًا للهِ فَيَدْعُو ثُمَّ يَسْأل..
مُخْلصًا أنْ يَحفظَ اللهُ بِلادًا فِيهِ تَسْعَدْ..
وَيُجِيرُ الأهلَ والأحبابَ مِنْ فِتَنٍ وَشَرٍّ..
حَاَكهَا الحُسَّادُ جَهْرًا بِلا عَقْلٍ وَمَرْشَدْ..
وَيَذُبُّ السُوءَ عَنْ دَارٍ لَهَا بِرٌّ وَخَيْرٌ..
قَدْ تَعَدَّاهَا إلى مَنْ كانَ بِالفقرِ مُهّدَّدْ..
ذَلكَ البُلبُلُ قَدْ كانَ حَكيمًا ونَبيهًا..
قَدْ بَنَى العُشَّ في حِرْزٍ بِأمْنٍ وَتَأكَّدْ..
فَلعَلَّ العَاقِلُ مِنْ ذلكَ البُلبُلِ يَفْهَمْ..
أنَّ أمْنَ الدارِ أوْلى مِنْ طُمُوحٍ لا يُوَحِّدْ..
وَبِلادُ الخيرِ تَبْقَى في أمَانِ اللهِ ذُخْرًا..
تَخْدِمُ الحَقَّ وَتَمْضي في أمَانِ اللهِ تُحْمَدْ..
وَسِهَامُ الغَدْرِ سَتَرْتَدُّ على الغَادِرِ حَتمًا..
فَحِمَانا قَدْ حَمَاهُ اللهُ مِنْ غَدْرٍ وَمَحْقَدْ..