أصُدُّ عنِ السفيهِ إذا أصدُّ
إذا ما كانَ من لقياهُ بُدُّ
فليسَ لِمن تكبّرَ في مقامٍ
بقاموسي إجاباتٌ وَرَدُّ
ففي السفهاءِ من يأتي بإثمٍ
وفي السقطاتِ قد يأتي ويغدو
فإنْ جادلْتَهُ بالحقِ ولّى
وإن سفّهتَ مذهبَه يَمُدُّ
وإنْ أرشدتَه لصوابِ قولٍ
أتَاكَ بِكلِّ سَاقطةٍ يردُّ
فما بِسفيهِ قومٍ عاقلاتٌ
ولا عقلٌ وتحكيمٌ ورُشْدُ
وليسَ بمدركٍ أسَّ القضايا
ولا يُثْنيه تَقويمٌ ونقْدُ
فإن سألَ السفيهُ فلا تُجبْهُ
فخيرٌ منْ إجابتِهِ تَصُدُّ
وتسكتُ إنْ ألحَّ على سؤالٍ
فإنَّ الصمتَ للباغي يَهُدُّ
فكنْ في كلِّ حادثةٍ مُصيبًا
فما لسفاهةِ الكلماتِ بُعدُ
إذا ما كنتَ ترجو سامقاتٍ
كغيداقٍ به برقٌ ورعدُ
فغادرْ مجلسَ السفهاءِ فورًا
فما لِجوارِهم في العقلِ عَقدُ
وما لفراقِهم ضَرٌّ مَشينٌ
وما ببقائِهم فرَحٌ وسَعْدُ
فيا منْ في السفاهةِ قد تَمَادى
وليسَ له في الناسِ حَمدُ
أنا والناسُ والعقلاءُ حتمًا
لنا في رأينا هدفٌ وقصْدُ
فمَا لِسفيهنا فينا مكانٌ
وما لِسفيهِنا عقلٌ يَسُدُّ
فشُدَّ إلى السلامةِ كلَّ رحلٍ
فرحْلُ الغانمينَ لها تُشَدُّ