القدوة

 

 

بعد أن قرأ أخي قصيدتي الأخيرة بعنوان ” الصباح” أرسل لي معلقًا شعرًا قائلاً:

 

يامنْ نَظَمْتَ لآلئًا في عِقدِها

نظمًا جميلًا بعدَ طولِ كِفاحِ

 

فلقدْ عجزنا نظمَ بيتٍ مثلُكم

نِعمَ النجاحُ فذاك كلُّ نجاحِ

 

حيّرتنا أنْ نقتبسْ من نظمِكم

فلأنتَ نجمٌ كالسّنا الوضّاحِ

 

 فرددت بهذه الأبيات :

  لا فُضَّ فوكَ بضحوةٍ وصباحِ

يا منْ أضأتَ بجذوةٍ وضواحِ

 

الشعرُ منك تَناثرتْ حباتُه

وكأنَّه الرّقْراقُ في الأقْداحِ

 

ظني بأنَّكَ شاعرٌ سادتْ له

كلُّ الحروفِ برِقّةٍ وسَماحِ

 

فالشعرُ إما أن تقودُ لجامَه

أو أن يقودُكَ عُنوةً بنجاحِ

 

فإذا ملكتَ زمامَه فاعرجْ به

واصدعْ به في تَلّةٍ وبِطاحِ

 

ما كلُّ شعرٍ تكتملْ أوزانُه

يمضي مضاءَ الواثقِ الجرّاحِ

 

مالمْ تجدْ في أُسِّه أو بعضِه

حِكمًا ونصحًا تَنتظمْ بجناحِ

 

فتهزُّ وِجْدانَ الجميعِ كأنَّها

دررٌ من الياقوتِ في الأوشاحِ

 

فالشعرُ منك كأنّه أُهزُوجةٌ

تُلِيتْ بعُرسٍ فارهِ الأفراحِ

 

إن لم يكنْ في الشعرِ إلا قولَكم

“نعمَ النجاحُ فذاك كلُّ نجاحِ”

 

فلقدْ ملكتَ مشاعري مُتواضعًا

نعمَ الأخُ الأستاذُ للملّاحِ

 

منكم تعلمتُ النجاحَ وإنَّهُ

سمةٌ تُلازمُ سعيَكم لفلاحِ

 

ورضيتُ أُدْرِكُ بعضَ نجاحِكم 

وعجزتُ أُدْرِكُ جُلَّه بكفاحي

 

ولأنكم في السبقِ تاجُ رؤوسِنا

سَبَقَتْ الينا روحُكم بأضاحي

 

أوليتُمونا الفضلَ قبلَ سُؤالنا

وحملْتمُ الأثقالَ في الأتراحِ

 

من لي بمثلِ أخٍ أحنو له

وإذا زَللتُ يُقلُّني وجِراحي

 

يُحبني وأُحبه ويُعزُّني

وأُعزُّ فيه فصاحةَ الفُصَّاحِ

 

مهما بذلتُ له فإنِّي قاصرٌ

فهو الكريمُ بعزةٍ وصلاحِ

 

أنعمْ به من سيدٍ ومعلمٍ

هو تاجُ رأسيْ قُدوتي وجَنَاحي

 

 

 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رحلة الستين

    حَزَمْتُ حَقائِبَ السَّفرِ الجَدِيدةْ.. لِأبْدَأَ رِحْلَةً مُثْلَى فَرِيْدَةْ..