كَمْ كِتَابٍ أُلِّفَ في بَحرِ الكِتَابَةْ..
لِيَغُوصَ النّاسُ طَوعًا في رِحَابِهْ..
وَاخْتَفى في مَخْزَنِ النِّسْيَانِ دَهْرًا..
لَمْ يُشَاهِدْهُ سِوَى بَعْضِ القَرَابَةْ..
وَاكْتَفُوا مِنْ شُغْلِهِمْ بِالبَعْضِ مِنْهُ..
يَا لِسُوءِ الخَتْمِ يَا كُثرَ الغَرَابَةْ..
عِنْدَمَا يَمْضِي عَلى الكَاتِبِ وَقْتٌ..
لِيُؤَلّفَ مُحْتَوىً يَنْوي صَوَابَهْ..
وَيَرَى إِنْتَاَجهُ مِنْ بَعْدِ جُهْدٍ..
قَدْ تَغَشَّاهُ مَعَ الهَجْرِ تُرَابُهْ..
فَشُعُورُ اليَأسِ وَالإحْبَاطِ قَهْرٌ..
يَحْتَوي الكَاتِبَ مِنْ سُوءِ عِقَابِهْ..
كَيفَ يَنْوي الخَيْرَ لِلنّاسِ كَرِيمًا..
ثُمَّ يُجْزَى بَعْدَ مَجْهُودٍ عَذَابَهْ..
قَدْ نَقُولُ الآنَ: هَذَا عَصْرُ عِلْمٍ..
عَصْرُ تَطْبِيقٍ وَ ” نِتٍ” وَسَحَابَةْ..
صُورَةٌ تُنْشَرُ عَنْ ألْفِ كِتَابٍ..
وَرُمُوزٌ تُغْنِي عَنْ جُلِّ الكِتَابَةْ..
تِقْنِيَاتٌ قَدْ طَغَتْ في كُلِّ رُكْنٍ..
لَمْ يَعُدْ مَعْهَا لِمَكْتُوبٍ إِنَابَةْ..
فَليُرَاجِعْ كُلُّ مَنْ كَانَ أسِيرًا..
لِكِتَابٍ صَارَ في الرُّكْنِ مَآبَهْ..
مَنْهَجًا قَدْ قَادَهُ لِلأسْرِ كَرْهًا..
فَغَدَى في الأسْرِ مُوثُوقَ اللُّبَابَة….
إنَّ هَذَا العَصْرَ لِيْسَ بِعَصْرِ حِبْرٍ..
وَدَواةٍ حِبْرُهَا بَعْضُ الهَبَابَةْ..
إنَّهُ عَصْرُ الذَّكَاءِ الاصْطِنَاعِي..
وَذَكَاءٌ في الهَواتِفِ وَالطَبَابَةْ..
مَكْتَبَاتٌ أُغْلِقَتْ وَأنْعَثَّ فِيْهَا..
كُتُبٌ صَارَتْ مَعَ الوَقْتِ مُعَابَةْ..
فَكِتَابٌ لَيْسَ يَقْرأُهُ مُحِبٌ..
حَقُّ مَنْ يَكْتُبْهُ أنْ يُغْلِقْ حِسَابَهْ..