الرئيسية / الجديد من قصائدي / المُسْتَعْمَرون

المُسْتَعْمَرون

 

أمُسْتَعْمِرونَ نحنُ أمْ المُسْتَعْمَرون..

وأَجْهِزَةُ الهَاتفِ تَأسَرُ مَنْ يُؤسَرون..

 

فَفِيها مَنصَّاتُ هَرْجٍ وَمَرْجٍ غَدتْ..

أداةً يُسَلِّطُهَا على فِكْرِنَا المَارِقُون..

 

” انستغرامُ ” ويوتيوبْ” وسِنابشاتْ”

“وفيسبوكْ “وتوكْ توكْ “وكلُّ الجنونْ..

 

“وتويترُ “وقوقلْ ” ولنكدإنْ” وزومْ”

وأُخْرى يُطَارِدُهَا في الهَوى العَابِثُونْ..

 

تُوَجِّهُ أفْكَاَرَنا حَيثُ تَهْوى الغُواةُ..

وتَسْلِبُ ألْبَابَنا بِالهوى والمُجُونْ.. 

 

ويَتضاءلُ النَّفْعُ فِيها وفي جُلِّهَا..

سِهَامٌ على الفِكْرِ وريبُ المَنونْ..

 

فَتِلكَ هي أسْلِحَةُ المُسْتَعْمِرين..

ونَحْنُ بِلا شَكِّ لِغَايَاتِهمْ خَاضِعونْ..

 

فَلمْ تَعُدِ الحَربُ حربُ الرَّصَاصِ..

ولا الطائراتُ ومَا صَنَعَ الجَائِرونْ..

 

ولا بِالعَسَاكِرِ في البَرِّ إنْ دُجِّجُوا..

سِلاحًا وَأتْبَعَهمْ في السَّما الطَّائِرون.. 

 

ولا بِالقَنَابِلِ والسُّفُنِ البَارِجَاتِ..

ولا بِالصَّوَاريخِ ومَا يَرْجُمُ الرَّاجِمونْ..

 

بَلِ الحربُ بِالفِكْرِ على فِكْرِنَا..

بِأجْهِزَةِ الهَاتِفِ في قَلبِها يَحْشِدُونْ..

 

فَلَمْ يَسْلمْ اليومَ مِنْ فَتْكِها مَرَّةً..

صغيرٌ جَهولٌ ولا سَلِمَ العَاقِلونْ.. 

 

فَنَحنُ إذًا في زمانِ الذَّكاءِ لَهَمْ..

أُسَارَى لِمَنْ بِالذَّكاءِ هُمُ الصَّانِعونْ.. 

 

مَشَاهيرُ فِيهَا اشْتَهروا بِالخُروجِ..

عَنِ القِيَمِ الصَّالِحاتِ بِمَا يَعْبَثُونْ..

 

وَتَابَعهُمْ منْ أَحَبَّ الخَنَا والفَسَادَ..

وأيَّدَهمْ منْ أرَادُوا رَواجَ المُجُونْ..

 

فَاسْتَخْدَمَهم تَاجِرٌ جَشِعٌ فَاسِدٌ..

وقومٌ على مَنْهَجِ الرَّفْضِ هُمْ سَائِرونْ..

 

فَبِتْنَا على حَدِّ سَيفِ الهَوى سِلْعَةً..

لِمَنْ هُمْ على جَذْوَةِ النَّارِ مُسْتَقْبَلونْ..

 

فَويْلٌ لِمَنْ تَبِعَ الجَهْلَ في غَفْلَةٍ..

وأقبلَ لِلظلمِ إنْ أقبلَ الظالِمونْ.. 

 

وَوَيْلٌ لِمَنْ رَضِيَ المُنْكَرَ في مَعْرَضٍ..

وَلمْ يُنْكِرْ المُنْكَرَ إنْ أنْكَرَ المُنْكِرونْ..

 

نَعَمْ نَحنُ مُسْتَعْمَرونَ بِأهْوائِنَا..

ولَنْ يَعْمُرَ الأرضَ بِالخيرِ مُسْتَعْمِرونْ..

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رحلة الستين

    حَزَمْتُ حَقائِبَ السَّفرِ الجَدِيدةْ.. لِأبْدَأَ رِحْلَةً مُثْلَى فَرِيْدَةْ..