الْجُحُود

57

 

 

 

 

 

أَحْبَبْتُهَا رَدْحًا وَسَئِمْتُهَا رَدْحًا وَكَانَتْ شُغْلِيَ الشَّــــــاغِلُ بِصُبْحٍ وَالْمَسَاءْ ،،
أَعْطَيتُهَا الْوَقْتَ الَّذِي اسْتَقْطَعْتُهُ مِنْ وَقْتِ أَوْلاَدِي وَأَهْلِي بِصَيفٍ وَشِتَاءْ ،،

أَعْطَيتُهَا مَا عَزَّ مِنْ عُمُرِي وَمَا فَتِئَتْ تُجَرِّحُنِي وَتَسْلُبُني السَّعَادَةَ وَالْهَنَاءْ ،،
مَا كُلُّ مَنْ تُعْطِيهِ شَــــــــــــــيئًا غَالِيًا يُعْطِيكَ حَقَّكَ كَامِلاً دُونَ اسْـــتِيَاءْ ،،

هَذِي هِيَ الدُّنْيَــــــــا تُعَلِّمُكَ الْكَرَامَةَ أَوْ تُعَلِّمُكَ الْمَنَاعَةَ وَالتَّجَاوزَ وَالإِبَاءْ ،،
وَإِذَا غُلِبْتَ عَلَى الْحُقُــــــــــوقِ فَإنَّ حَقَّكَ ثَابِتٌ عِنْدَ الْكَرِيمِ وَعِنْدَ الأَوْفِيَاءْ ،،

أَنَا الإِبَاءُ إِذَا تَجَسَّـــــــــــــــدَ فِي جَسَدْ ،، أَنَا الْمُوشَّحُ بِالْكَرَامَةِ وَالرَّشَدْ ،،
أَنَا الْمُرَصَّعُ فِي تَقَاسِــــــــــــيمِ الْبَلَدْ ،، أَنَا الْمُعَلِّمُ وَالْمُرَبِّـــــيُ مِنْ أَمَدْ ،،
أَنَا مَنْ تَسَــــــامَا فِي الْقِيَادَةِ وَانْفَرَدْ ،، فَلْيَجْحَدُونِي مَا الْتَفَتُّ لِمَنْ جَحَدْ ،،

كُنَّا نَقُولُ بِأَنَّ أَسْــــــــــــــوَءَ مَا يَمُرُّ بِعَاقِلٍ جُحُودُ أَهْلٍ أَوْ جُحُودُ الأَتْقِيَاءْ ،،
وَنَقُولُ أَنَّ الْجَاحِدِينَ مُنَــــــــــــــافِقُونَ مُوَارِبُونَ مُذَبْذَبُونَ وَلَيْسُوا أَسْوِيَاءْ ،،

وَنَقُولُ أَنَّ الصَّامِدِينَ عَلَى الْكَرَامَةِ مُبْعَـــــــــدُونَ لِرَفْضِهِمْ لِلأشْــــــقِيَاءْ ،،
وَنَرَى بِأَنَّ الأَرْضَ قَدْ دَفَنَتْ بَقَايَـــــــــــــــــــا الْعَادِلِينَ الْمُنْصِفِينَ الأَنْبِيَاءْ ،،

وَنَقُولُ صَبْرًا أَيُّهَا الْمَظْلُومُ سَـــــــــــــيَأتِي مَوْعِدُ النَّصْرِ مِنْ رَبِّ السَّمَاءْ ،،
عِنْدَهَا تَسْــــــــــــقُطُ أَقْنِعَةُ الزَّيْفِ وَالزُّورِ وَيَبْدُو الْحَقُّ نَجْمًا فِي الْفَضَاءْ ،،

يَا لَلْأَسَفْ أَصْبَحْتُ فِي وَطَنِي عَدَدْ ،، لاَ سِيْرَتِي شَفَعَتْ وَلاَ شَفَعَ الْكَبَدْ ،،
جَحَدَتْنِي فَاطِمَةُ الْبُنُوَّةِ وَالْوَلَدْ ،، فِي جِيْدِهَـــــــــا غَدْرٌ وَحَبْلٌ مِنْ مَسَدْ ،،
كُنْتُ الأَشَدُّ وَلاَ أَزَالُ أَنَا الأَشَدّْ ،، فَلْيَجْحَدُونِي فَاعْتِصَـــــــــــامِيَ بِالأَحَدْ ،،

مَنْ عَاشَ مِثْلِي فِي دَهَالِيـــزِ الْكِتَابَةِ وَالثَّقَافَةِ ثُمَّ يَأْبَى أَنْ يَكُونَ البَبَّغَاءْ ،،
أَو عَاشَ فِي نَفَقِ الإِدَارَةِ وَالْقِيَادَةِ دُونَ أَنْ يَحْنِي لَهَا رَأسًا وَيَحْتَمِلَ الْعَنَاءْ ،،

مَنْ لَمْ يُطَبِّلْ فِي مَوَاقِيتِ الطُّبُولِ وَيِعْتَزِلْ مِثْلِي النِّفَـــــاقَ إِذَا زَادَ الْغُثَاءْ ،،
سَيَكُونُ مَجْحُودًا وَمَنْبُوذًا وَيُمْسَــحُ مِنْ ثَنَايَا سِيـــرَةِ الْمَجْدِ وَتَارِيخِ النُّبَلاءْ ،،

هَكَذَا يُدْفَنُ مَجْدُ الْمَاجِدِينَ وَلاَ يَبْقَى سِــوَى الْمُتَطَفِّلِينَ الفَارِهِينَ الأشْقِياءْ ،،
هَكَذَا يُغْتَــــــالُ حَقُّ الْعَادِلِينَ الْمُنْجِزِينَ الْمُبْدِعِـــــــينَ الْمُنْتِجِينَ الأَبْرِيَاءْ ،،

مَنْ يَبْتَعِـــــــدُ عَنِّي فِإنِّي مُبْتَعِدْ ،، وَسـَــــــــــــأُغْلِقُ الأَبْوَابَ حَتْمًا لِلأَبَدْ ،،
وَسَأمْسَحُ الْمَاضِي وَأقْبَلُ بِالْجَلَدْ ،، فَأَنَا عَزِيزُ النَّفْسِ مَوْثُــــــــــوقُ الْوَتَدْ ،،
مَا هَزَّنِي صَدٌّ إِذَا الْكُلُّ قَصَـــــــــــــدْ ،، فَلْيَجْحَدُونِي مَا الْتَفَتُ لِمَنْ جَحَدْ ،،

 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رحلة الستين

    حَزَمْتُ حَقائِبَ السَّفرِ الجَدِيدةْ.. لِأبْدَأَ رِحْلَةً مُثْلَى فَرِيْدَةْ..