مختارة من ديواني الشعري “أشياء ”
إِذَا اشْتَكَتْ عَيْنِي النُّعَاسَ فَرَكْتُهَا كَيْ لاَ تَزِيدْ ..
فَأَمَامِيَ الْهَدَفُ الْبَعِيدُ يَشُـــدُّنِي مِنْ غَيرِ جِيدْ..
وَصَدِيقِيَ الْمَمْلُوءُ بِالْعِـــــــــلْمِ الْغَزِيرِ يُعِدُّنِي ..
لِلْخَوْضِ فِي بَحْرِ الْعُلُومِ وَوَاعِــــــدًا بِغَدٍ جَدِيدْ..
وَالَّلِيلُ إِنْ أَرْخَى السُّــــدُولَ مُوشَّحًا بِسُكُونِهِ..
أَقْبَلْتُ بِالْقِنْدِيلِ وَالْمِشْـــــــــكاَةِ لِلأَمَلِ الْوَلِيدْ ..
أُقَلِّبُ الصَّفَحَاتِ مُنْشَــــــــــــرِحُ الْفُؤَادِ مُفَكِّرًا..
أَقْتَاتُ مِنْ فِكْرِ الْحَكِيمِ وَأَنْهَلُ الْعِلْمَ السَّــــدِيدْ..
فَالرَّكْبُ حَوْلِي وَاثِبُونَ إِلىَ الْعُلُــــومِ جَمَاعَةً ..
يَتَنَافَسُــونَ عَلىَ بُلُوغِ الْقَصْدِ فِي زَمَنٍ فَرِيدْ ..
وُبُزُوغُ فَجْرِ الأُمْنِيَــــــــــــاتِ يَبُثُّ نُورَ شُعَاعِهِ ..
لِلطَّامِحِينَ الوَاثِقِيـــــنَ الزَّاحِفِينَ عَلىَ الْجَلِيدْ..
قُتِلَ الْبَلِيدُ.. فَمَا مَشَــــى دَرْبَ النَّجَاحِ مُدَرَّعًا ..
يَعِيْشُ كَالأَنْعَامِ فِي دَعَةٍ وَيَرْغَبُ فِي الْمَزِيدْ ..
قُتِلَ الْكَسُولُ فَمَا جَنَى ثَمَرَاتِ جُهْــــــدٍ مُبْدِعٍ..
مُتَبَلِّدَ الإِحْسَاسِ .. مَسْــــلُوبَ الإِرَادَةِ لاَ يُفِيدْ..
وَالْمَجْدُ لِلْقُـــــــــــــــــــرَّاءِ يَنْثُرُ زَهْرَهُ مُتَبَاهِيًا..
وَعُيُونُهُمْ تَقْتَاتُ مِنْ زَخَمِ الْعُلُومِ كَمَـــــا تُرِيدْ ..
وَعُقُولُهُمْ بِالرُّشْــــــــدِ تَزْهُو لاَ يَكِلُّ نّشَاطُهَا..
تَتَفَيَّؤُ الأَمَلَ الْجَمِيلَ وَتَمْتَطِي صَهَوَ الْبَعِيــــــدْ..
هِيَ جَنَّةُ الْقُرَّاءِ سِـــــــــــــحْرٌ بَاهِرٌ لاَ يََنْتَهِي..
مَن يَدْخُلُونَ جِنَـــــــانَهَا يَحْيَونَ فِيهَا دُونَ قَيدْ..
وَالدَّالِفُونَ لِبَــــــــــــــــابِهَا مُتَآلِفُونَ بِفِكْرِهِمْ ..
مُتَوَاصِلُونَ بِبِرِّهِمْ مُتَعَــــــــاوِنُونَ عَلَى الْكَئِيدْ..
هِيَ جَنَّةُ مَفْتُـــــــــوحَةٌ لِلطَّامِحِينَ إِلى الْعُلاَ..
تُؤْوِيْ مُحِبَّ جِنَانِهَا وَتَشُــــــدُّ أَرَكَانَ السَّعِيدْ ..