الرئيسية / الجديد من قصائدي / تَوْبَةُ عَاشِقْ

تَوْبَةُ عَاشِقْ

681

 

 

 

 

 

قَالَتْ حَبِيْبِيَ آيَةٌ يَخْتَـــــــــــالُ بَيْنَ الْعَالَمِينْ ،،
مَلَكَ الْفُؤَادَ وَيَا لَهُ مِنْ مَالِـكٍ يَأْبَـــــــــىَ يَلِينْ ،،

قَمَرٌ وَلَكِنْ عَيبُهُ يَغِيبُ عَنِّيْ بِالسِّـــــــــــنِينْ ،،
وَإِذَا بَدَا مُتَعَالِيًا وَلَّىَ إِلَى الْبُـــــــــرْجِ الْمَكِينْ ،،

أَحْبَبْتُهُ وَكَأَنَّنِيْ فِي الْحُبِّ أَبْذُلُ بِالْيَمِــــــــينْ ،،
وَيَرُدُّ لَيْ حُبِّيْ بِهَجْــــــــــــرٍ لاَ يَكَادُ بِهِ يَبِيْنْ ،،

ضَحَّيْتُ فِيْمَا قَدْ مَضَىَ وَرَضِيتُ بِالْوَضْعِ الْمَهِينْ،،
وَسئِمْتُ مِنْ هَجْرِ الْحَبِيبِ وَمِنْ تَبَارِيحِ الأَنِينْ ،،

يَا قَلْبُ إِنِّيْ قَدْ بَذَلْتُ لأَِجْلِ شَـوْقِكَ وَالْحَنِينْ ،،
كُلَّ الْمَشَاعِرِ وَالشُّجُونِ وَذَلِكَ الأَمَلَ الدَّفِينْ ،،

وَبَقِيتَ أَنْتَ كَمَا رَغِبْتَ مُقَاطِعًا لِلْعَاشِـــقِينْ ،،
وَكَأَنَّ قَلْبَكَ قَدْ خَلاَ مِنْ خَفْقَةِ الْحُبِّ الثَّمِينْ،،

كَلَّا لِئِنْ لَمْ تَنْتَهِ عَنْ نَقْضِ عَهْدِكَ وَالْيَمِـينْ ،،
لَأُهَاجِرَنَّ إِلَى بِلاَدٍ لَيْسَ لِيْ فِيْهَا ضَنِــــينْ ،،

وَلَأَدْعِيَنَّ عَلَيْكَ فِي غَسَقِ الدُّجَىَ وَالْمَشْرِقَينْ،،
يَبْلِوكَ رَبِّيْ بِالْهَوَىَ لِتَذُوْقَ سُقْمَ الْهَائِمِينْ ،،

وَتَحِسُ بِالْقَلْبِ الْمُعَذَّبِ فِيْ صُدُورِ الْحَائِرِينْ ،،
وَتَقُولُ رَبِّيْ إِنَّنِيْ قَدْ تُبْتُ تَوْبَ النَّـــــادِمِينْ ،،

فَتَعُودُ تَسْأَلُنِيْ الْوِصَالَ وَتَنْثَنِي بِالرُّكْبَتَينْ ،،
وَأَقُولُ كَلاَّ إِنَّنِيْ قَدْ تُبْتُ وَصْــــلَ الْخَائِنِينْ ،،

كَلاَّ فَإِنِّيْ يَائِسٌ يَئِسَتْ مِنَ الْعِشْقِ الأَمِينْ ،،
وَتَعَلَّمَتْ مِنْ جُرْحِهَا أَلاَّ تُؤَمِـــــــنَ لِلْمَدِينْ ،،

كَلاَّ فَإِنَّكَ هَاجِرٌ وَمُقَاطِعٌ فِيْ كُلِّ حِينْ ،،
وَمُعَانِدٌ مُتَكَبِّرٌ مُسْـــــــتَهْوِنٌ بِالْوَاثِقِينْ ،،

كَلاَّ فَكُلُّ مَشَاعِرِيْ مَاتَتْ بِسَيفِكَ يَا فَطِينْ ،،
كَلاَّ فَلَيْسَ بِقُدْرَتِيْ أَتَحَمَّلُ الْعَوْدَ الْمَشِينْ ،،

كَلاَّ فِإِنِّيْ عِنْدَمَــــــا قَدْ قُلْتُ كَلاَّ بِالْيَقِينْ ،،
فَهَوَ الْقَرَارُ لِتَنْتَهِيْ مَأْسَاةُ عِشْقِ الْلاَعِبينْ،،

فَقُلْتُ : قَرَرْتِ إِذًا كَقَرَارِ كُلِّ الْيَائِسِـــينْ،،
أَلاَّ تَعُوْدِيْ كَرَّةً تَتَأَمَّلِـــــــينَ وَتَعْشَقِينْ ،،

قَالَتْ : نَعَمْ فَلَقَدْ أَبَىَ أَنْ يَسْمَعَ الهَمْسَ الْحَزِينْ ،،
فَوَهَبْتُ قَلْبِيْ خَــالِقِيْ وَوَهَبْتُ رُوْحِيَ وَالْيَدَينْ ،،

وَرَأَيْتُ أَنَّيْ عَاشِقًا فِيمَا مَضَىَ مِنْ غَيْرِ دِيْنْ ،،
عَشِقَتْ لِشَـــــهْوَةِ نَفْسِهَا وَطَاعَةً لِلْعَابِثِينْ ،،

فَتُبْتُ عَنْ ذَنْبِ الْهَوَىَ وَمُقَابَلاَتِ الْمُذْنِبِينْ ،،
وَرَضِيتُ حُبًّا سَــــامِيًا وَمُخَصَّصًا لِلْعَابِدِينْ ،،

فَالْعِشْقُ عِشْقٌ بَارِدٌ إِنْ لَمْ يُوَصِّلْكَ الْيَقِينْ ،،
وَالْحُبُّ حُبٌّ زَائِلٌ لِغَيْــــــــــرِ رَبِّ الْعَالَمِينْ ،،

عن admin

تعليق واحد

  1. رووووعه بمعى الكلمة
    تمكن غير مستغرب من شاعر لايُشق له غبار
    تجولت بين اروقة اسطرك فنهلت من العذوبة حتى ارتوبت شعرا
    شكرا لهذا النزف الغزير الذي يمطر علنا غدقا
    تحيتي

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رحلة الستين

    حَزَمْتُ حَقائِبَ السَّفرِ الجَدِيدةْ.. لِأبْدَأَ رِحْلَةً مُثْلَى فَرِيْدَةْ..