خمسٌ وستون

 

 

تمضي السنونُ وتُطوى فيكَ أسرارُ 

ولا يظلُ بباقي العمرِ أعذارُ 

 

قد كنتَ يومًا شغوفًا لا يكدرُه

مُرُّ الزمانِ ولا لَغبٌ ومشوارُ 

 

إنْ تُشعلَ النارَ يومًا ثم تتركُها

لسوفَ تخْبو وتخْبو مثلُها نارُ

 

خمسٌ وستونَ عامًا أدْبرتْ ولها ..

فيما تبقّى منَ الأيامِ آثارُ

 

ها قدْ وصلتُ إلى المرسى ولي أملٌ 

يطيبُ لي بعد هذا العمرِ إبحارُ

 

إنّ الحياةَ كما لو أنّها سُحبٌ

تمضي سِراعًا وتهْمي منها أمطارُ

 

قد ينفع اللهُ فيها منْ يُرادُ له 

حسنُ المصيرِ معَ منْ مثلِه سَاروا

 

وقد يتوهُ بها من كانَ مُفتتنًا 

بزينةِ العبشِ لا تُضنيه أكْدارُ 

 

خمسٌ وستونَ عامًا كانَ أولُها

أملٌ يزيدُ وأشواقٌ وإصرارُ 

 

واليومَ أنظرُ فيها لم تعدْ أملًا 

وقد تداعتْ على أعتابِها الدّارُ

 

خمسٌ وستونَ عامًا لا يُؤرقني 

سوى المخافةَ من عارٍ به عارُ 

 

وسوءَ ختمٍ بشؤمٍ لم أقدّرْه

فتنهي معه أقلامٌ وأحبارُ 

 

يا ربِّ إنِّي لِما أسلفتُ من عملٍ

أرجو رضاك فأغفرْ أنت غفارُ 

 

وامحو ذنوبًا لعبدٍ أنت تعلمُها

والناسُ تجهلُ ما قد كنتُ أختارُ

 

إنِّي أنَا عبدُك المسكينُ متّكلًا

عليكَ وحدَك فالطفْ أنت جبّارُ

 

تشاءُ أنْ تختمَ الدنيا بمرحمةٍ

وتقبلُ العذرَ إنْ في العذرِ إِعْذارُ

 

استغفرُ اللهَ ما أذنبتُ أو جَهِلتْ 

عليَّ نفسي وما في القلبِ إنْكارُ

 

استغفرُ اللهَ والآمالُ تَغْمرُني 

أنْ يغفرَ اللهُ لي فاللهُ غَفّارُ

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أقرأي ما كنت أكتب

  من ديواني ” أشياء ”   إقرأي ما كنت أكتب .. ...