ربيع السكب

 

 

أنْزَلَ اللهُ عَلينَا الغَيْثَ في وَقْتِ الشِّتَاءْ..

وَأسَالَ اللهُ بِهِ الوَادِي فَأزْبَدَ فِيهِ مَاءْ..

 

فَتَعَالى اللهُ مَنْ أنْزَلَ الوَدْقَ لِيْحَيا بِهِ..

سَكَبٌ قَدْ كَاَن بُذُورًا في تُرَابٍ وَغُثَاءْ..

 

فَتَشَقَّقَتِ الأرضُ لِيَخْرُجَ مِنْهَا زَرْعُهَا..

في رَبِيعٍ مُبْهِجٍ قَدْ هَاجَ مِنْ فَيْضِ الرَّوَاءْ..

 

فَاعْتَنَى اللهُ بِهَا حَتّى غَدَتْ أزْهَارُهَا..

تَمْلأُ السَّفْحَ بِلونٍ أصْفَرٍ زَاهيْ البَهَاءْ..

 

كُلُّ رُكْنٍ في سُفُوحِ الأرضِ تُزْهِيهُ الزُّهُورْ..

يَا لِلُطْفِ اللهِ بِالأرضِ وَالزَّهْرِ يَا لَلاعْتِنَاءْ..

 

تَلُ شَابِحَ والشُّعْبِ الذِي يَرْفُدُ جَنْبَّهُ..

أعْرَسُوا بِالزَّهْرِ مِنْ سَكَبٍ وَأشْيَاحٍ دَوَاءْ..

 

فَتَرَى الألْوَانَ شَتّى في رَكَيْبٍ وَجَنَابْ..

وَتَرَى ألْوَانَهَا كَالْمَوجِ إنْ هَبَّ الهَوَاءْ..

 

لَوْحَةٌ لِلفَنِّ قَدْ رُسِمَتْ بِإبْدَاعٍ فَرِيدْ..

يَلْهَجُ المُؤمِنُ تَسْبِيحًا بِرُؤيَتِهَا مَسَاءْ..

 

وَيُكَبِّرُ إنْ رَآهَا بِاسِمَاتٍ في صَبَاحْ.. 

وَيُهَلّلُ إنْ رَآهَا تَمْلأُ السَّفْحَ احْتِواءْ..

 

إنَّهُ عَامٌ بَهيٌ فِيهِ غَيْثٌ وَرَبيعٌ مُزْهِرٌ..

بَعَدَ قَحْطٍ وَسِنينٍ بَعْدَ جَائِحَةِ الوَبَاءْ..

 

حُقَّ لِلأصْفَرِ أنْ يَزْهُو مَعَ سَكَبِ الرَّبيعْ..

وَيُتَوّجَ بَينَ ألوَانِ الزُّهُورِ بِأوْسِمَةِ الوَفَاءْ..

 

مَنْ رَأى الصَّحْرَاءَ جَرْدَاءَ قَبْلَ رَبِيعِهَا..

ثُمَّ بَعْدَ الغَيثِ تَقْلِبُ لَونَهَا ألفًا وَبَاءْ..

 

يَسْجُدُ للهِ الذِي أبْدَعَ الخَلْقَ وَلَمْ..

يَدَعْ الخَلْقَ بِلَا حِفْظٍ وَرِزْقٍ وَاعْتِنَاءْ..

 

فَتَعَالَى اللهُ مَنْ جَعَلَ الزَّرْعَ مِنْ آيَاتِهِ..

عِنْدَمَا تَنْشَقُّ عَنْهُ الأرضُ يَخْرُجُ بِالبَهَاءْ..

 

كَدَلِيلٍ بَيِّنٍ لِلْبَعْثِ مِنْ بَعْدِ المَمَاتْ..

وَدَلِيلٍ لِرُجُوعِ النّاسِ لِلأخْرَى سَواءْ..

 

فَادْعُو إنْ شَاهَدْتَ أزْهَارًا يَمُوجُ بَهَاؤهَا..

فَلَعَلّ اللهُ يَقْبَلُ مِنْكَ ذَيّاكَ الدُعَاءْ..

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شعر جديد

    ما بين شعر مغنّى هزّه الطرب.. وبين شعر مقفّى كله ...