حَزَمْتُ حَقائِبَ السَّفرِ الجَدِيدةْ..
لِأبْدَأَ رِحْلَةً مُثْلَى فَرِيْدَةْ..
فَهَاذِيْ رِحْلَةُ السّتينَ عِنْدِي..
أُوَجِّهُهَا إلى بَلَدٍ بَعِيدَةْ..
وَضَعْتُ الخُطَّةَ المُثْلَى لِئَلّا..
أُكَرِّرُ مِنْ بَرَامِجَهَا العَدِيدَةْ..
تَخَيَّرْتُ البِلادَ بِكُلِّ حِرْصٍ..
بِحَيْثُ تَكَونُ آمِنَةً مَرِيْدَةْ..
وَفِيهَا يَسْعَدُ السُّوّاحُ حَتْمًا..
وَفِيهَا لِي عَلاقَاتٌ وَطِيْدَةْ..
وَفِيهَا الطَّقْسُ مُعْتَدِلٌ مَطِيرٌ..
وَفِيهَا البَحْرُ وَالجُزُرُ المَدِيْدَةْ..
وَفِيهَا المَاءُ شَلّالٌ غَزيرٌ..
وَغَابَاتٌ وَأشْجَارٌ تَلِيْدَةْ..
وَفِيهَا النّاسُ خُدَّامٌ كِرَامٌ..
وَلا تَخْشَى بِمَعْشَرِهِمْ مَكَيْدَةْ..
وَفِيهَا الأُنْسُ في لِيلٍ وَعَصْرٍ..
وَفِيهَا تَنْتَشِي رُوحُ العَقِيْدَةْ..
وَفِيهَا الوَرْدُ وَالأَزْهَارُ شَتّى..
وَأطْعِمَةٌ وَأشْرِبَةٌ مُفِيْدَةْ..
وَفِيهَا صَفْوَةُ السُّواحِ مِمْنْ..
يَجِيءُ بِنَشْوَةِ السَّفَرِ الوَلِيْدَةْ..
لِيَسْتَمْتِعْ بِرحْلَتِهِ مُقِيمًا..
لِبَعْضِ الوَقْتِ في أَرْضٍ رَغِيْدَةْ..
فَقُمْتُ بِحَجْزِ تَذْكِرَةً لِنَقْلِي..
بِمَقْعَدِ سَائِحٍ فَرْدٍ أكِيْدَةْ..
بِطَائِرَةٍ لَهَا في الجَوِّ أمْنٌ..
مُرَفَّهَةٍ وَخِدْمَتُهَا مَشِيْدَةْ..
وَحَجْزِ الفُنْدُّقِ الأَفْضَلْ وَكُوخٍ..
عَلَى بَحْرٍ شَوَاطِئُهُ وَعِيْدَةْ..
وَحَجْزِ مَرَاكِبٍ لِتّنَقُّلَاتِي..
مُكَيَّفَةٍ مُنَعَّمَةٍ سَدِيْدَةْ..
وَحَدَّدْتُ البَرَامِجَ دُوْنَ مَزْجٍ..
لِتَشْمَلَ كُلَّ مُنْتَزَهٍ أُرِيْدَهْ..
وَحِينَ وَلَجْتُهَا فَجْرًا سَعِيْدًا..
رَأيْتُ النَّاسَ مِنْ حَولِي سَعِيْدَةْ..
بَدَأتُ بِخُطَّتِي بَنْدًا بِبَنْدٍ..
أنَفِّذُهَا وَأنْظُمُهَا قَصِيْدَةْ..
فَلَمْ أَتْرُكْ مَكَانًا خُطَّ فِيْهَا..
بِقَلْبِ الخُطَّةِ الأُوْلَى المَزِيْدَةْ..
أَنَا فِي رِحْلَتِي مَنْ قَادَ ذَاتِي..
وَخَطَّطَ لِلْبَرَامِجِ مِنْ رَصِيْدَهْ..
أَنَا السَّائِحْ وَقَائِدُهُ المُنَظِّمْ..
وَمَنْ يَمْضِي بِخُطَّتِهِ لِعِيْدَهْ..
أَنَا فِي رِحْلَةِ السِّتّينِ نَجْمٌ..
وَرِحْلَتُهُ تَصَدَّرَتِ الجرِيْدَهْ..
وحُقَّ لِهَذِه الأبْيَاتِ تَغْدو..
بِدِيْوانِي الجَدِيْدِ هِيَ المجِيْدَةْ..
وعِنْوَانًا لِديْوَاني وَمَهْرٍ..
يُمَيّزُهُ بِأحْرُفِهِ المُقِيْدَةْ..