الرئيسية / مقالات / سلسلة خميسيات حالمة (32) من سننتخب لغدنا ؟

سلسلة خميسيات حالمة (32) من سننتخب لغدنا ؟

32) من سننتخب لغدنا ؟

قد يظن البعض بأن ثقافة الانتخابات ثقافة معاصرة ، والحقيقة أن جذورها الإسلامية أثبت من جذورها في أي ثقافة أو حضارة أخرى ، وفي التأريخ الإسلامي نماذج متميزة للانتخابات المنهجية ، لكننا اليوم ونحن في مرحلة الاستعداد لتطبيق النسخة الثانية من انتخابات المجالس البلدية هل فكرنا جديًا في تطوير إجراءاتنا الانتخابية والتثقيف بها على جميع المستويات انطلاقًا من تقويم تجربتنا الأولى والاستفادة من الدراسات التي تناولتها بعلمية ، فقد أجريت على مستوى المؤسسات العلمية العليا والمؤسسات الاستشارية والبحثية ومراكز الأبحاث مجموعة من الدراسات لتقويم الانتخابات واستطلاع الرأي العام حول تطويرها ولعل من أبرز تلك الدراسات العلمية دراسة أجرتها مؤسسة أسبار للدراسات والبحوث، التي أسسها ويرأسها الأستاذ الدكتور فهد العرابي الحارثي. 

وقد جاءت الدراسة في ثلاثة مجلدات ضمت 772 صفحة، واشتملت على 6 ملاحق، و 125 جدولاً إحصائيًّا، بالإضافة إلى 276 شكلاً بيانيًّا. وقد خرجت الدراسة في عشرة فصول تناولت أسباب المشاركة في الانتخابات من عدمها، والرأي في الانتخابات من حيث: مستوى النزاهة، وجودة التنفيذ، ومدى تحقيق الانتخابات لرغبات الجمهور وتطلعاتهم، والرأي حول مشاركة المرأة في الانتخابات بالتصويت، ومن حيث مشاركتها في الترشح للمجالس البلدية. كذلك ضمت الدراسة سبعة فصول حول الانتخابات في القطاعات الأخرى، مثل: مجلس الشورى، ومجالس المناطق، والجامعات، والغرف التجارية، والاتحادات الرياضية، وغيرها… وأخيرًا خلاصة الدراسة وتوصياتها. وهذه الدراسة وغيرها من الدراسات بالإضافة إلى دعوتها الصريحة بإشاعة ثقافة الانتخابات واستخدامها في المجالات المتاحة لها  مثل المجالس البلدية، و مجلس الشورى، ومجالس المناطق، والجامعات، والمدارس ، والغرف التجارية، والاتحادات الرياضية، وغيرها ، تدعو إلى زيادة جرعات التثقيف بالانتخابات وأساليب المشاركة الفاعلة فيها من خلال المؤسسات التعليمية والإعلامية والإليكترونية  وتطالب بعض الدراسات بأهمية إدراج مفاهيم الانتخابات في المناهج التعليمية المتنوعة في التعليم العام وفي التعليم العالي ، وتتناول بعض هذه الدراسة شروحًا وافية للأساليب والإجراءات الممكن تنفيذها في التربية والتعليم لتزويد الناشئة بثقافة الانتخابات ومهاراتها اللازمة .

        وقد تناولت الأستاذة مها بنت فهد الحجيلان في مقالة لها بجريدة الوطن السعودية ما أظن بأنها مجالات انتخابية ممكنة التجريب والتطبيق على مستوى التعليم العام ومنها على سبيل المثال الآتي :

أولا: على مستوى الطلاب أو الطالبات : انتخاب الطلاب أو الطالبات لمن سيكون عريفاً أو قائداً للفصل، بحيث يتم الاختيار لمن يرونه مناسباً ليكون مسئولا عن فصلهم وإسناد المهام المناسبة له، وانتخاب أعضاء أو عضوات لتمثيل الفصول على مستوى المدرسة ليكونوا ضمن مجلس إدارة المدرسة، وتوزيع طلاب أو طالبات الفصل إلى لجان بحسب الأنشطة التي يرغبون فيها، وانتخاب المسئول عن كل لجنة، وانتخاب الطلاب لمعلميهم أو الطالبات لمعلماتهنّ لاختيار رواد للفصول، وانتخاب الطلاب لمعلمين ليكونوا رواداً للأنشطة المدرسية من نشاط اجتماعي وثقافي وفني ورياضي وكشفي ،وانتخاب الطلاب أو الطالبات لمن يدرّسهم أو يدرّسهن وفق اختيارهم في حال وجود أكثر من معلم للمادة الدراسية الواحدة.

 ثانيا: على مستوى المعلمين والمديرين والوكلاء؛ والأمر كذلك ينطبق على المعلمات والمديرات والوكيلات، انتخاب أعضاء مجلس المدرسة من مجموعة معلمين يتم اختيارهم وفق رغبات المعلمين أنفسهم، وانتخاب أعضاء للجمعية العمومية للمدرسة والتي غالباً ما تتكون من المدير ومجموعة معلمين وأولياء أمور الطلاب، وانتخاب أعضاء لمجلس الإرشاد الطلابي، وانتخاب مدير المدرسة والوكلاء المناسبين للمدرسة، وانتخاب مشرفين تربويين مناسبين بحسب اختصاص كلّ مشرف.

 ثالثا: على مستوى المشرفين التربويين والمشرفات التربويّات، انتخاب رئيس/ مدير الإشراف التربوي، وانتخاب أعضاء مجلس الإشراف التربوي، وانتخاب رئيس كل وحدة في جهاز الإشراف التربوي وانتخاب مشرفين تربويين للقيام ببعض المهام المساندة في جهاز الوزارة، وانتخاب أعضاء مجلس إدارة التربية والتعليم على مستوى المنطقة، وانتخاب مدير التعليم ومساعديه.

       ولعلي أوافق كل من يرى بأن الوقت قد حان لمنح الثقة للمواطن لكي يختار ممثله في جميع اللجان والمجالس والجمعيات والإدارات على مستوى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومؤسسات الدولة المعتبرة ، فقط علينا أن نحدد معايير دقيقة لكل عضو ممثل للجماعة ، وكفايات محددة لكل عضوية ، وأساليب وإجراءات علمية وعملية لعملية الانتخابات ، والعمل على التثقيف بهذا كله من خلال مؤسسات التربية والتعليم والتعليم العالي ووسائل الإعلام والثقافة المتنوعة بما فيها التكنولوجية والإليكترونية ، وقد ننافس أمريكا في مجال الانتخابات التي أفضت نتائجها إلى مزيد من النماء والتطور واحترام حق الإنسان في الترشح للمواقع التي يرى كفاءته فيها متى ما توافرت فيه معاييرها ، وحققت نجاحات باهرة في الشفافية وثقة المجتمع بأنظمة الانتخابات وقوانينها . والله الموفق ،،،،

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كلمتي بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الواحد والتسعين 1443-2021

الحمد لله الذي لا إله إلا هو المنعمِ المعطي الوهابِ ربِّ العالمين، ...