عِش ما تشاء
أعرفتَني من همسِ أقلامي وحبرِ مشاعري ؟،،
أم من دموعِ قصائدٍ قيَّدتُها بمحاجري ؟ ،،
أم من أنينِ مشاعرٍ سطَّرتُها في لوحةٍ؟ ،،
أم من أزيزِ تأوهٍ في صدريَ المتحسّرِ؟،،
أنا عاشقٌ عشقَ الجمالَ وصاغَهُ مُتفنّنًا،،
مُتفائِلاً شعرًا ونثرًا من ثمينِ الجوهرِ،،
أنا عاشقٌ لكنَّ عشقي جارفٌ متطرفٌ،،
أقصاكَ عنِّي رغمَ ما في قلبِكَ المتنوّرِ ،،
قاطعتَني ورفضتَ عشقي عامدًا مُتعمِّدًا،،
وكأنَّني خصمٌ لقلبِ الكارهِ المتذمِّرِ ،،
عشْ ما تشاءُ فلن تجدْ قلبًا أحبَّكَ مُخْلِصًا ،،
يزدادُ عشقًا مثلُ قلبي الطيّبِ المتحضّرِ ،،
عشْ ما تشاءُ لمن تشاءُ كما تشاءُ فإنَّني ،،
حصَّنتُ نفسيَ دون رشقِ الهاجرِ المتبطِّرِ ،،
ورضيتُ أعشقُ دونما أرجوكَ أجرًا راجعًا،،
وكأنَّني قيسُ الملوّحُ أو شقيقُ البحتري،،
وسموتُ عن ردِّ الصدودِ بما تظنُّ لأنَّني ،،
برٌ إذا بذلَ الهوى من جودِه المتطوّرِ ،،
يا غارقًا في الظنِّ مَهْلَكَ إن بعضَ ظنونِنَا،،
إثمٌ ووزرٌ مُهلكٌ يغشى البيانَ بمُنكرِ ،،
وهدى اليقينِ مضيئةٌ والحقُ أبلجُ ساطعٌ ،،
والعاقلُ الفطِنُ الذي يختارُ نهجَ الأطهرِ ،،
فامننْ بدعوةِ صالحٍ يعفو ويصفحُ منّةً ،،
عن كلِّ قلبٍ نابضٍ في شوقِهِ مُتدثِّرِ ،،
ولتكفني العتبَ العنيدَ فما بقلبي طاقةٌ ،،
والشيبُ عانقَ لحيتي ببياضِهِ المتبعثرِ ،،
أنا شاعرٌ فيما أظنُّ وفي شجوني حكمة ٌ،،
يزهو بها شعري وتَجري فيه مثلُ الأنهرِ ،،
سيظلُّ شعري راية ًبلْ آيةً في سيرتي ،،
وعلامةً للباحثينَ عنِ البيانِ العبقري ،،
فاقرأ شجوني إنْ أردتَ مرتلاً ومجوّدًا ،،
أو فاستمع لأنينها في موجها المتكسّرِ ،،