الوقفة السادسة والستون : مستشارًا تربويًا في وزارة التربية والتعليم
في شهر رجب من عام 1424هـ وبعد أن تسلمت وثيقة التخرج في مرحلة الدكتوراه في التربية من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ونلت شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف في تخصص المناهج وطرق التدريس ولله الحمد بعد أن تفرغت داخليًا من وزارة التربية والتعليم لإتمامها ، حملت وثيقتي وقرار تفريغي للدراسة وباشرت عملي السابق مستشارًا في مكتب سعادة وكيل الوزارة للتعليم وكان وكيل الوزارة آنذاك سعادة الأخ الدكتور خالد العواد وفقه الله قد كلف بوكالة الوزارة للتعليم خلفًا للوكيل السابق معالي الدكتور خضر القرشي وفقه الله الذي عين نائبًا لوزير التربية والتعليم لتعليم البنات بالدرجة الممتازة .
وعند مراجعتي لمكتب سعادة وكيل الوزارة للتعليم وسماعه ما تم بشأن تفريغي ووعدي وعودتي قبل انتهاء مدة تفريغي أشار علي بمراجعة معالي الدكتور خضر القرشي وإطلاعه على ماتم ، وعند مراجعة معاليه قدر وفائي بوعدي وعرض علي تعييني مستشارًا تربويًا بالوزارة وتكليفي بالعمل في أمانة مجلس التطوير التربوي حديث النشأة ، فوافقت على الفور مقدرًا ثقة معاليه ، وصدر قرار معالي وزير التربية والتعليم بتعييني مستشارًا تربويًا في الوزارة مكلفًا بالعمل في أمانة مجلس التطوير التربوي ولله الحمد والمنة ، وكان سعادة الأخ الدكتور عبدالله الفهد الأمين العام لمجلس التطوير قد كلف وكيلا للإعداد والتطوير في تعليم البنات ومديرًا عامًا للمناهج والمقررات بتعليم البنات إضافة إلى عمله أمينًا عامًا للمجلس فلم يقف عملي في أمانة مجلس التطوير على ما اختص به المجلس من صلاحيات وأنما كنت أقدم الاستشارة لسعادة الأمين العام في الأعمال الأخرى التي كلف بها ، ومما أذكره أيضًا أنني عملت في تلك المدة في أمانة مجلس التطوير التربوي بين مجموعة من الزملاء القادة في الجمعية العربية السعودية للكشافة ومنهم الأمين العام سعادة الأخ الدكتور عبدالله الفهد ومساعديه سعادة الأخ الدكتور محمد الطويان وسعادة الأخ الدكتور عبدالله بن جحلان ، والأخ الدكتور مقرن المقرن المستشار بالجمعية مما استدعى مشاركتي معهم في الكثير من الرؤى وتقويم بعض الأعمال التي عكف الزملاء على إنجازها آنذاك ومن أبرزها الخطة الاستراتيجية للجمعية .
لقد كان من مهام مجلس التطوير التربوي الأساسية وضع الخطط والاستراتيجيات لتطوير عمليات التعليم والتعلم والإشراف على عمليات تطوير المناهج التي أنشيء لها المشروع الشامل لتطوير المناهج التعليمية وبدأ العمل في التخطيط له وبناء إستراتيجياته ومراحله في تعليم البنين بوكالة الوزارة للتطوير التربوي منذ العام الهجري 1419هـ ، ونتيجة لدمج تعليم البنات في تعليم البنين عمل مجلس التطوير التربوي على توحيد إجراءات مشاريع التطوير الشامل للتعليم بما فيها تطوير المناهج واتخذ قراره بشمول المشروع الشامل لتطوير المناهج تعليم البنين وتعليم البنات وتوزيع جهود التأليف على المناطق التعليمية في كل من الرياض والقصيم والمنطقة الشرقية ومكة المكرمة وجدة للتخصصات المختلفة عدا الرياضيات والعلوم التي أقر لها المشروع الخليجي المشترك لتطوير العلوم والرياضيات وخصصت له ميزانية مشتركة بين دول الخليج الأعضاء ورست عملياته على شركة العبيكان بالتضامن مع شركة ماكروهل البريطانية ، وهو القرار الذي وسع من دائرة مشاركة الأكاديميين والخبراء والتربويين في الجامعات وإدارات التربية والتعليم للبنين وللبنات ، وكلف بعض مديري التعليم للبنين والبنات برئاسة فرق التأليف في مناطقهم إضافة إلى أعمالهم والعمل على تشكيل فرق التأليف وفق المعايير التي حددها مجلس التطوير التربوي وأقرها بعد دراسات ومناقشات مستفيضة ، وأذكر أن جميع الأسماء المعتمدة في فرق التأليف كانت تمر على المجلس ويقرها قبل البدء في عمليات التأليف ، وكانت أمانة مجلس التطوير التربوي خلية نشاطات موسعة وكان علينا في الأمانة التنسيق لإجتماعات المجلس وإعداد كل ما تتطلبه مناقشة الموضوعات المطروحة على جدول أعماله وأذكر أنني أسهمت بالمشاركة مع سعادة الأمين العام في اقتراح مجموعة من المشروعات ذات العلاقة بالأوزان النسبية للمقررات الدراسية والخطط الدراسية في مراحل التعليم المختلفة وبنظرية التكامل في المناهج التعليمية وأهمية اعتمادها كأساس في بناء المناهج التعليمية ، وأهمية بناء وثائق المناهج التعليمية وفقًا لمعاييرها الدولية ، وقد أقرها المجلس ووجه باعتمادها في مشاريع التطوير التربوي .
وفي الوقت نفسه الذي كنت أعمل فيه مستشارًا في الأمانة كنت عضوًا في الأسرة الوطنية للاجتماعيات والتربية الوطنية وقد عملت مع مجموعة من الزملاء من الخبراء والمتخصصين على بناء وثيقة مناهج الإجتماعيات والتربية الوطنية ، وعملت كذلك في نفس المدة في المشروع الخليجي المشترك لتحديد كفايات التدريس لمعلمي الاجتماعيات في مراحل التعليم العام وإعداد الإختبارات المقننة لقياسها ، فكانت فترة ثرية بالمشاركات العلمية والتربوية لاعداد الاستراتيجيات والوثائق والمعايير ، وبعد عام من العمل في الأمانة العامة لمجلس التطوير التربوي عرض علي سعادة الوكيل للتطويرفي تعليم البنات الأمين العام لمجلس التطوير التربوي العمل معه في الوكالة المساعدة للمناهج التي كلف بها في وكالة الوزارة للتطوير التربوي بعد دمج وكالات التطوير التربوي في تعليم البنين وتعليم البنات في وكالة واحدة ، وقمت مع مجموعة من الزملاء بوضع الهيكل التنظيمي الجديد لها بحيث تضم ثلاث إدارات عامة إحداها للمقررات ، والثانية لتطوير المناهج التعليمية ، والثالثة لتطوير عمليات التعليم والتعلم ، وقد قبلت عرض سعادته للعمل معه في الوكالة الجديدة وصدر قرار معالي وزير التربية والتعليم بالفعل بتكليف سعادة الأخ الدكتور عبدالله الفهد وكيلا مساعدًا للمناهج ، وتكليفي مديرًا عامًا لتطوير المناهج التعليمية، وتكليف سعادة الأخ الدكتور مقرن المقرن مديرًا عامًا للمقررات ، وتكليف سعادة الأخ الدكتور صالح العبدالكريم مديرًا عامًا لتطوير عمليات التعليم والتعلم ، وباشرت عملي الجديد مديرًا عامًا لتطوير المناهج في شهر جمادى الأولى من عام 1425هـ .
لقد كان عملي في الأمانة العامة لمجلس التطوير التربوي مدخلا لعملي ضمن القيادات العليا للتطوير التربوي في وزارة التربية والتعليم وهو العمل المرتبط مباشرة بتخصصي في مرحلة الدكتوراه الثانية التي نلتها بفضل الله تعالى من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، فكان العمل في مجال التطوير التربوي يستهويني منذ أمد بعيد إلا أنني بعد أن باشرت عملياته في وزارة التربية والتعليم حرصت على أن تكون لي فيه بصماتي الخاصة ، وقد اجتهدت فيه بقدر ما آتاني الله من طاقة وعزيمة ومثابرة وقد أكون أصبت كثيرًا وأخطأت كثيرًا لكنني كنت أحتسب عند الله ما عقدته من نية صافية وسليمة وعزيمة متقدة لتحقيق التطوير المعياري لمرضاة الله جل وعلا بما يفيد الأمة والوطن العزيز وآمل أن أكون وفقت في تحقيق ما كلفت به على أفضل وجه استطعت تحقيقه . والله الموفق والمستعان .،،،