قالوا تَغارُ على مَنْ كانَ ريّانَا..
فقلتُ حَتمًا ومَا قدْ كنتُ حَيرانَا..
أغارُ مِنّي إذا ما غِرْتُ مِن أحَدٍ..
ولا أُلامُ إذا مَا غِرْتُ هَيمَانَا..
قَدْ كانَ قلبي شَغوفًا بابتسامتِهِ..
وكنتُ في لَمْحةِ العينينِ نَشْواناَ..
أراهُ مُنفردًا بالقلبِ مُشْتمِلًا ..
على كريمِ صِفاتِ الحُسنِ إنساَنا..
كأنّما النورُ يأتي مِن بَهاءتِهِ..
والبشرُ يَخرجُ من عينيهِ أطْنانَا..
مَنْ لامَني أذْ يَهيمُ القلبُ في طَرَبٍ..
مِن حُبِّه ما سَمَا في الشَّوقِ سَكرانَا..
لهُ مِنَ الودِّ والتقديرِ ما مَلكتْ..
كلُّ الجَوارحِ إكرامًا وإحْسانَا..
ففيهِ كانَ الهوى والشوقُ مُتّزِنًا..
وفيهِ كانتْ لكلِّ الذوقِ أوزانَا..
أغارُ فِعلًا ومَا في غَيرتي قَترٌ..
ولا أقدِّمُ بعدَ الشَوقِ بُرهانَا..
قالوا تَغارُ ولسْتَ تنُكرُ عَامِدًا..
ما كانَ في عِشْقِ المُحبِّ هَوانَا..
قلتُ اشْهدوا أنّي أغارُ وأنَّهُ..
قَدْ كانَ قلبي والهوى أفْنانَا..
ولَهُ قَبولي غَائرًا مُتزمتًا..
أو يَبْتغي عَنْ غَيرتي سُلطَانَا..
فأنَا جُبِلتُ على خُلاصةِ حُبّهِ..
وأرى بِحُبي كائنًا نَشْوانَا..
لوْ لمْ أغَارُ فإنَّ بَعضي ناقِصٌ..
والنقصُ كانَ ولا يزالُ مُهانَا..
ولإنْ نقصْتُ فإنَّ عِشْقي نَاقصٌ..
وبدونَ عِشْقي لمْ أكنْ إنسانَا..
فلِغَيرتي بينَ المشاعرِ وَسْمةٌ..
هي مِيزتي إذْ كانتِ الأيمانَ..
فَلْيعشقِ العُشّاقُ كلٌّ عِشقُهُ..
عنوانُهُ إنْ سطّروا العِنوانَ..
بينَ المُحبِّ ومنْ يُحبُّ علامةٌ..
وأرى حَبيبي في الهوى غَيرانَا..
يغارُ إنْ غِرتُ لا هَضْمٌ ولا مَللٌ..
ومنْ يرانا يظنُّ العِشقَ فُرقانَا..
فهلْ عَرفتمْ لماذَا عِشْقُنا كَنَفٌ..
يُظلُّنا بعدَ كنّا فيهِ فُرسانَا..