أنا … وشيخي

 

الأولى :

تشرفت بمشاركة زملائي خريجي المعهد العلمي بالطائف عام ١٣٩٨ في لقائهم السنوي الثاني الذي استضافه الزميل أبو سعد عطية الحارثي  خلال شهر فبراير من عام 2022 حيث اجتمعوا فيه بأستاذهم وشيخهم مدير المعهد وأستاذ اللغة العربية فيه سابقًا الأديب محمد بن عائض القرني، الذي نظم قصيدة في اللقاء وأهداها للزملاء في مجموعتهم على الواتساب قال فيها :

طيب العيش:

سأبعث للأحباب بعضَ رسائلي

مشاركةً مني ورمزَ تواصل

 

تحية تقدير لحسن وفائهم

بحب وإخلاص و صدق تقابُل

 

ولما التقينا بعد خمسين حجة

وجدتُ كراما من جميع القبائل

 

فيا سائلي عن أطيب العيش لذةً

وعن خير أعمال الضحى والأصائل

 

مصاحبةُ الأخيار فخرٌ وعزة

تُجددُ إيامَ الشباب الحوافل

 

فشكرا أبا سعد بكل حفاوة

بنو حارث رمزُ الكرام الأفاضل

 

وأعظمُ أعمال الفتى حين يقتدي

بما كان من فعل التقاة الأوائل

 

نبي الهدى والسالكون سبيلَه

أبانوا لنا بالحق كلَّ المسائل

 

وما العمرُ إلا ساعةٌ ثم تنقضي

وكم قد شهدنا راحلا بعد راحل

 

فيا رب أكرمنا بتوبة خاشع

إذا لم ينل إدراكها كل غافل

 

نناجي الذي يُرجى نداه وفضلُه

قريبٌ مجيبٌ كلَّ داع وسائل

 

وأفضلُ من هذا وذاك فريضةٌ

يُنالُ بها قربٌ وفضلُ تواصل

 

فذلك حبلُ الله فاشدُد به يدا

به يرتقي الأبرارُ أعلى المنازل

 

وقمت بالرد على قصيدة أستاذي بالقصيدة التالية :

إلى أستاذي

رسائلُ حبٍّ من عزيزٍ وقائلِ

نضمها من الشعرِ الرصينِ المبجّلِ

 

فخمسونَ عامًا شاهداتٌ بأننا

نفي من وفى فينا بحسنٍ مُجَمّلِ

 

وأنتم كما كنتم كريمًا مميزًا

تعودون للتعليمِ معنا بأجملِ

 

فقلتم بأن المرءَ بالصحبِ يرتقي

فكيفَ إذا أصحابُه من عُلا علي

 

وكنتم دليلَ الصحبِ في كلِّ غايةٍ

تُناصِحُهم بالبِرِّ في كلِّ منزلِ

 

فصحبتُكم أستاذنا الفخرُ كلُّهُ

فشكرًا لكم في كلِّ غدوٍ ومؤلِ

 

وشكرًا كما قلتم لمن فاضَ جودُه

أبي سعدِ رمزِ الجودِ رمزِ الفضائلِ

 

(مصاحبةُ الأخيارِ فخرٌ وعزةٌ )

(تُجدّدُ أيامَ الشبابِ الحوافلِ)

 

وما أجملَ التوجيه ممن نُحبُّهُ

إلى البِرِّ يدعونا بكلِّ الوسائلِ

 

وما أجملَ الأيام إن جادَ حُلوها

بصحبٍ من الأخيارِ في كلِّ مَحفلِ

 

فللهِ درّ الداعمينَ لجمعِنا

وكلِّ حريصٍ جاء من كلِّ مَعْقِلِ

 

ليُسعدَ أصحابَ الصبا بعضَ ليلةٍ

ويَسْعدْ بهم سَعْدَ الحبيبِ المدللِ

 

وأدعو إلهي أن يُقرَّ عيونَنا

بجمعٍ كريمٍ يومَ بالجمعِ نعتلي

 

بجناتِ خلدٍ لا يملُّ نزيلُها

مع خيرِ أصحابٍ بجمعٍ مُفَضَّلِ

 

الثانية :

وتشرفت ليلة السبت ٢٣ جمادى الأولى ١٤٤٤  للهجرة النبوية الموافق للسادس عشر من شهر ديسمبر ٢٠٢٢ م بتلبية دعوة أستاذي الشاعر الأديب الأستاذ محمد بن عائض القرني مدير معهد الطائف العلمي وأستاذ اللغة العربية فيه سابقًا الذي وجه دعوته الكريمه لمجموعة زملاء المعهد العلمي بالطائف خريجي دفعة عام ١٣٩٨ للهجرة النبوية ،وقد رحب الشيخ محمد بتلاميذه بقصيدة شعرية تزخر بكل أساليب البلاغة والبيان والإبداع ، قال فيها

 

بكل عبارات المودة أكتب

وكل مقامات السرور ترحب

 

تراحيبَ غيثٍ بعد طول ترقُّبٍ

تَطيبُ به أرضُ المُحب وتُخصِبُ

 

فأهلا وسهلا ثم أهلا ومرحبا

حضوركمُ فخرٌ لديَّ ومكسب

 

تذكرتُ أيامَ الصبا إذ رأيتُكم

 فكنتم كغيث غامر يتصبب

 

وما أجمل الأيامَ حين ذكرتُها

حلاوتُها في القلب لا تتغيب

 

صحبتكمُ حينا من الدهر يافعا

وكنتُ إلى عهد الفتوةِ  أقرب

 

ومن حِكَمِ الله البديعةِ أن ترى

فتىً بين فتيانٍ  على اللوح يكتب !

 

يكون بأوقات المناشط لا عبا

وفي قاعة التعليم للجد يدأب

 

وحينا ترى ذاك الفتى وهو قائم

يجمِّعُ كراساته ويرتب !!

 

مضى نصفُ قرن والزمان يلفُّنا

يباعدنا حينا وحينا يقرِّب !!

 

فلما التقينا كان فضلا ونعمة

من الله ، والأيام تأتي وتذهب

 

وقد يجمع الله المحبين دونما

مواعيدَ تُرجَى أو رسائلَ تكتب!

 

وزرتم أخاكم من لطيفِ وفائكم

تريدون أجرا عند من لا يخَيِّب

 

فحياكمُ المولى ودام سرورُكمْ

كراما وكلٌ للمكارم   ينسب

 

 وواصلتمُ المعروفَ من غير منةٍ

وذلك طبعٌ في الكرام مجرَّب

 

ومن يفعل المعروفَ يلقَ جزاءَه

له موردٌ عذبُ الورودِ ومشرب

 

وما نحن إلا إخوةٌ وشعارُنا

خلائقُ دينٍ كالزلال وأعذب

 

سيجزيكمُ المولى بحسن صنيعكم

وما عند ربِّ الناسِ أغلى وأطيب

 

فأهلا وسهلا ثم أهلا ومرحبا

كوردِ الربى الفواحِ بل هو أطيب

 

١٤٤٤/٥/٢٢هجرية زيارة زملاء معهد الطائف دفعة ١٣٩٨هجرية

 

وقمت بالرد على قصيدة الشيخ بالقصيدة التالية :

 

 أقول كما قال الخليلُ المهذبُ

ألا أيها الشيخُ النبيلُ الأطيبُ 

 

أخذت من الناس المكارم جلها

وأسبغت عطفًا والكريم مُقربُ 

 

فمن ذاك يسبق في المكارم شيخه 

ومن ذاك مثل الشيخ يعطي ويُسهبُ

 

تعلمت منكم أيها الشيخ آيةً

وفي بعض آيات المكارم مَذهبُ 

 

بأني وإن كنت العزيز بصحبه 

فإني بكم يا شيخ للعز أقربُ 

 

دعوتم فلبينا وجئنا لبيتكم 

لنحظى برضوان العزيز ونكسبُ

 

فكنتم كما كنتم لنا خير ضائفٍ

فلا فضلكم ينسى ولا الشوق يَعزُبُ

 

وكانوا لك الأولاد خير سواعدٍ

غشانا بهم سعدٌ وأنسٌ ومطيبُ 

 

وصحبك من أهل وقربى سلالة 

بهم ترتقي الأمجادُ والعزُ يشربُ 

 

أنِسْنا بكم يا شيخُ والشعرُ شاهدٌ

فشعرك درسٌ في البلاغة يُكتَبُ 

 

وندعوا إله الكون في كل لحظةٍ

يجازيكم الإحسانَ حُسنًا ويُعْذِبُ

 

ويرفعكم قدرًا وشأنًا ومنزلًا 

بجناتِ خلدٍ لا تزول وتغربُ 

 

فما مثلكم إلا له الخيرُ مسلكًا 

وكل كريمٍ في البرايا مُحَبّبُ

 

فدمتم لنا يا شيخ شيخًا معلمًا 

بكم نقتدي ما دام في الأرض مَشربُ

 

أنا واحد من ثلة أنت شيخهم 

أعبر عنهم عندما النفس تطربُ

 

فكل له مثلي من الحب نفحةٌ 

وآمل أني قد أجدتُ فَيطربوا 

 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رحلة الستين

    حَزَمْتُ حَقائِبَ السَّفرِ الجَدِيدةْ.. لِأبْدَأَ رِحْلَةً مُثْلَى فَرِيْدَةْ..