يَا أيُّهَا الحُجَّاجُ بَيْتَ الهَادي..
هَيَّجْتُمُ بِالتَّلْبِيَاتِ فُؤَادِي..
سِرْتُمْ إلى حَيثُ المَقامِ وَزَمْزَمٍ..
يَغْشَاكُمُ الأيْمَانُ بِالإِسْعَادِ..
بِمَلابِسٍ بِيْضٍ تَزَينُ مُلَبِّيًا..
طَافَ المَشَاعِرَ بَرَّهَا والوَادِي..
إنّي أرَاكُمْ ترَكْبَونَ مَطَيِّكُمْ..
وأذُوبُ وَجْدًا مِنْ حِداءِ الحَادِي..
وَيَحُزُّ في نَفْسِي جُلوسِي شَاهِدًا..
وتَهِيجُ رُوْحِي عِنْدَ صَوْتِ مُنَادِي..
لَبَّيكَ يَا اللهُ جِئنَا طَاعَةً..
نَشْكُرْ جَلالكَ في حِمى العُبَّادِ..
عَرَفَاتِ حَيثُ الواقِفُونَ تَجَرَّدُوا..
مِنْ كُلِّ مَا شَغَلَ الفُؤادَ الصَّادِي..
وَاسْتَقْبَلوا البَيتَ العَتيقَ بِدَعْوَةٍ..
تَرْقَى بِهِمْ في جَنَّةٍ وَمَعَادِ..
مَنْ نَالَ في العَرَفَاتِ وَقْفَةَ سَاعَةٍ..
نَالَ السُّرُورَ ونَالَ كُلَّ مُرَادِ..
وَتَزَاحَمُوا عِنْدَ الغُرُوبِ بِنَفْرَةٍ..
في ليلِ عِيدٍ أعْظَمِ الأعْيَادِ..
هَاذِي مُنَى قَدْ أدْلَفُوا وِدْيَانَهَا..
وَرَمَوا وَبَاتُوا في رُبًا وَمِهَادِ..
ضَحَّوا ضَحَايَاهُمْ وَسَاقُوا هَدْيَهُمْ..
وَأنَا المُتَيَّمُ غَارِقٌ بِسُهَادِي..
حَلَقُوا الرؤوسَ وقَصَّرُوا وَتَحَللوا..
وَأنَا دُمُوعِي في العُيونِ تُنَادِي..
يَا لَيْتَ شِعْري كُنْتُ ضَيفًا مُثْلُهمْ..
عِنْدَ الكًريمِ بِمَرْكَبي وَعَتَادِي..
في حِجَّةٍ أدْعُو بِهَا مَا طَابَ ليْ..
مِنْ عَفوِ رَبِّي عَنْ ذُنُوبِ عِنَادِي..
يَا رَبِّي أنْتَ مَنَحْتَهُم خَيرًا وَهُمْ..
جَاءُوكَ للرَّحْمَاتِ بِالأكْبَادِ..
فَارْحَمْ عِبَادَكَ يَا إلهي إنَّهُمْ..
رَفَعُوا إليْكَ أَكُفَّهُمْ وَأيَادي..
وارْحَمْنِي يَا مَوْلايَ مَعْهُمْ إنَّنِي..
قَدْ أَوْثَقَتْ رُخَصُ النِّظَامِ قِيَادِي..
اللهُ أكبرُ يَومَ حَجَّ حَجِيْجُنا..
وَعَلا بِمكّةَ تَكبيرُ الأذَانِ الشَّادِي..
اللهُ أكبرُ في كُلِّ الدَّقَائقِ فَضْلُهُ..
قَدْ عَمَّ كُلَّ الخَلْقِ وَالأعْدَادِ..
اللهُ أكبرُ تَكْبيرًا يَليقُ بِعِّزِّهِ..
في كُلِّ ثَانيةٍ تَمُرُّ بالعَدَّادِ..
اللهُ أكبرُ تَكْبيرًا كَثيرًا مُسْهَبًا..
تَزْهُو بِهِ الدُّنيا وَكُلُّ سَوَادِ..