الخيال
ذَهَبَ الخَيَالُ إلى الغَدِ المَجْهُولِ..
بَينَ المُحَالِ وَصُورَةِ المَعْقُولِ..
فَرَأيتُ جِيلًا لَا يُقَاومُ عِشْقَهُ..
لِلتّقْنِياتِ وَعِلْمِهَا المَنْقُولِ..
وَرَأيتُ أكْثَرَ مِنْ بَدِيلٍ قَائِمٍ..
لِلنّقْلِ عَبْرَ الجَوِّ بِالتّعْجِيلِ..
فَالإفْتِرَاضي في الحَياةِ مُهَيمِنٌ..
وَالأتْمَتَاتُ تَجَاوَزَتْ في الجِيلِ..
وَبَدَتْ شَوارِعُ خَالِيَاتٌ جُلُّهَا..
مِنْ مَرْكَبَاتِ النّقْلِ وَالتّحْمِيلِ..
فَلِكُلِّ فَرْدٍ في الجِوَارِ وَسِيلَةٌ..
طَيّارَةٌ ذَاتِيَةُ الإقْلاعِ وَالتّحْويلِ..
وَشَرَائِحٌ مَزْرُوعَةٌ بِسَواعِدٍ..
وَمَعاصِمِ الإنْسَانِ للتّحْلِيلِ..
وَمَنازِلٌ شَفَّافَةٌ حِيْطَانُهَا..
لَا تَسْتُرُ السُكَّانَ بِالتّظْلِيلِ..
وَمَطَاعِمٌ لَا يَنْحَصِي تِعْدَادَهَا..
فِيهَا طَعَامٌ زَانَ بِالتّجْمِيلِ..
وَحَدَائِقٌ شَتّى تَفُوحُ زُهُورُهَا..
بِالعِطْرِ في إصْبَاحِهَا وَالليلِ..
يَا لَلْخَيَالِ إذَا سَرَتْ أطْيَافُهُ..
يَأتِيْكَ بَعْدَ تَجَوّلٍ وَرَحِيلِ..
فَتَرَى بِهِ مَالَا تَرَاهُ حَقِيقَةً..
كَالحُلْمِ بَيْنَ مَقُولَةٍ وَالقِيلِ..
فَاطْلقْ خَيَالَكَ حَيْثُ شِئتَ فَإنَّهُ..
سَيعُودُ مَكْسُورًا بِدُونِ دَلِيلِ..
صُورًا تَرَاهَا في الخَيَالِ كَأنَّهَا..
ضَرْبُ المُحَالِ بِواقِعِ التَّأوِيلِ..
هَذَا الخَيَالُ كَأنَّمَا هُوَ سَلْوَةٌ..
لِلعَقْلِ يَذْهَبُ فِيهِ لِلتّهْوِيلِ..
لَا يَنْتَهي طَرْفُ الخَيَالِ لِغَايَةٍ..
وَيَظَلُّ تَسْلِيَةً بِوَقْتِ مَقِيلِ..
وَيَظَلُّ بُرجًا في السّمَاءِ مُعَلّقًا..
وَيَظَلُّ نَجمًا يَنْتَهي بِأُفُولِ..
!!!!!