السبت

قالَ علي الرُّبَاعي:

السَّبتُ داليةٌ تُعِدُّ كُؤوسَهَا.. 

‏لِتُجدّدَ الذِكْرى مَعَ النُّدَمَاءِ..

وقالَ حسن الراوي:

وَالسَّبتُ قَافِيةٌ تُدَوْزِنُ لَحْنَهَا..

‏بِرَهَافَةٍ لِمَشَاعِرِ الشُّعَراءِ..

‏ وَالسَّبتُ سَوْسَنةٌ تُؤَثِّثُ عِطْرَهَا..

‏قَبْلَ الشُّرُوقِ لِمُهْجَةِ الحَسْنَاءِ..

وقُلتُ أنا مُجَاراةً لهُمَا: 

السَّبتُ أُغْنِيةٌ تَمَلّكَ لَحْنُهَا.. 

قَلْبَ المُحِبِّ بِرَوضَةٍ غَنَّاءِ..

وَالسَّبتُ فَاتِحَةٌ يرُتِّلُ آيَهَا..

مُتَبَتِّلٌ في خَشْيَةٍ وَبَهَاءِ..

وَالسَّبتُ مَزْرَعَةٌ تَهيجُ زُرُوعُهَا..

فَرحًا بِغَيْثٍ وَابِلِ الأنْوَاءِ..

وَالسَّبتُ فَاتِنَةٌ تَبَسَّمَ ثَغْرُهَا..

لِلعَاشِقينَ بِضَحْوَةٍ وَمَسَاءِ..

وَالسَّبتُ إسْبَاتٌ وَنَظْمُ قَصَائِدٍ..

تَخْتَالُ بِالإبْدَاعِ وَالخُيَلاءِ..

وَالسَّبتُ يومٌ ولكنْ سَمْتُهُ فَرَحٌ..

تَزْهو تَعَابيرُهُ في صَفْحَةِ الأدَبَاءِ..

فَيَنْظُمُ الشَّاعِرُ المَأسُورُ بَاسِقَةً..

في الوَصْفِ تَخْتَالُ في العَليَاءِ..

يَقولُ في السَّبتِ مَا تَخْفَى مَنَاقِبُهُ..

عَنْ بَعضِ أقْوَامٍ مِنَ العُلمَاءِ..

فَمَا يَراهُ أسَيرُ الشِّعْرِ يَكْتُبُهُ..

بَيْتًا بَدِيعًا مُشَعْشِعًا بِضِياءِ..

فيهِ البَلاغةُ والإبْداعُ مُتَّقِدٌ..

وَالسَّبتُ يَشْهَدُ فِتْنَةَ البُلغَاءِ..

فالسّبتُ شَوْقٌ وَأشْواقٌ مُهذَّبَةٌ..

وَرَاحَةٌ مِنْ ضَنَا جِسْمٍ وأَعْضَاءِ..

وَالسَّبتُ سَوْسَنَةٌ تَنَاثَرَ عِطْرُهَا..

وأرِيْجُهَا يَنْسَلُّ في الأَجْواءِ.. 

وَالسَّبتُ سُنْبُلةٌ تَعَانَقَ حَبُّهَا..

كالعَاشِقينَ بِنَشْوَةِ الإغْرَاءِ..

وَالسَّبتُ لؤلؤةٌ في جِيدِ فَاتِنَةٍ..

تَزْهُو بِهَا بَينَ أحْبَابٍ وَأعْدَاءِ..

وَالسَّبتُ مُؤنِسَةٌ لِكُلِّ مُتَيَمٍ..

عَشِقَ الهُدُوءَ بِخَلوةٍ وَخِبَاءِ..

وَالسَّبتُ مَرْتَبَةٌ عَلتْ في شَأنِها..

بَينَ المَراتِبِ في سَمَا الإطْرَاءِ..

وَالسَّبتُ مَسْبَحَةٌ يُسَبِّحُ عِقْدُهَا..

للهِ في مُدُنٍ وَفي الصَّحْرَاءِ..

وَالسَّبتُ إيْنَاسٌ وَقُرْبُ أَحِبَّةٍ..

وَتَسَامُرٌ في الليلةِ الظّلْمَاءِ.. 

يَا لَيتَ أيَامُنَا سَبتٌ يُزَيّنُهَا..

سَبْتُ الجَمَالِ بِنعْمَةٍ وَرَخَاءِ..

وَنَظَلُّ في سَبْتِ الصَّفَاءِ أحِبَّةً..

نَهْوَى وَنْعِشُق في رِضَىً وَصَفَاءِ..