مختارة من ديواني الجديد قصيدة بعنوان : الْبَقَرَاتُ الَّسَّبْعْ
رَقَدْتُ يَوْمًا فَوقَ بَالِيةِ الْحَصِيرْ ،، مِنْ غَيرِ أَغْطِيَةٍ وَلاَ فَرْشٍ وَثِيـــــرْ ،،
فَرَأيْتُ كَالْفِرْعَونَ رُؤيَا مُرْعِبًا ،، لَعَلَ فِيهَـــــــا مَا يُشِــــيرُ إِلَى نَذِيرْ ،،
رَأَيْتُ فِيهَا مَا يَرَاهُ مُـــــدَقِّقٌ ،، سَــبْعٌ مِنَ الْبَقَرَاتِ فِي حَوْشٍ كَبِيرْ ،،
سِتٌ مِنَ الْبَقَرَاتِ مَرْبُوطٌ بِهَا ،،حَبْلٌ وَيَبْدُو الْحَبْلُ أَشْــــــبَهُ بِالْقَصِيرْ،،
تَأكُلْ وَتَقْذِفُ أَكْلَهَا مِنْ سُـــــــمْنِهَا،، وَتَعُودُ تَنْهَشُ بَعْضَهَا يا لَلْمَثِيرْ،،
وَسَابِعُ الْبَقَرَاتِ عَجْفَــــاءٌ لَهَا ،، قَرْنَانِ عِمْلاَقَانِ تَرْبُضُ فِي الأَخِيرْ ،،
جَاؤُا إِلَى الْبَقَرَاتِ قَوْمٌ بَعْضُهُمْ،،يَحْبُو وَبَعْضُ الْقَومِ عَجَّلَ بِالْمَسِيرْ،،
حَلَبُوا مِنَ السّتِّ السِّمَانِ حَلِيبَهَا ،، وَتَرَافَسُوا وَكَأَنَّهُمْ رَتْلُ الْحَمِيرْ،،
وَأُرِيقَ مَا حَلَبُوهُ مِنْ رَفَسَاتِهِمْ ،، وَبَدَا كَمَا الْقِطْرَانِ أَسْوَدَ لِلْبَصِيرْ ،،
وَإِذَا بِقَومٍ يَخْرُجُونَ بَوَاكِيًا ،، مِنْ تِلْكُمُ الْبَقَرَاتِ لَيْسَ لَهُمْ نَظِيـــــرْ ،،
وَثِيَابُهُمْ قَدْ لُطِّخَتْ بِدِمَائِهِــــمْ ،، وَالأَرْضُ تَبْلَعُهُمْ وَتَصْعَقُ بِالزَّفِيرْ ،،
فَنَظَرْتُ حَوْلِي بَاحِثًا عَنْ مُنْجِدٍ ،، فَرَأيْتُ غِرْبَانًـــــا وَبُوْمَاتٍ تَطِيرْ ،،
تَحُومُ فَوْقَ الأَرْضِ تَحْمِلُ رَايَةً،،سَوْدَاءَ خِيْطَتْ بِالْمُقَطَّنِ وَالْحَرِيرْ ،،
وَبِقَلْبِهَا نَقْشٌ بِخَيْطٍ أَبْيَضٍ ،، كَأنَّهُ لَفْظُ الْجَـــــــــــــــلاَلَةِ للْخَبِيرْ ،،
فَتَهَاوَتِ الْغِرْبَانُ فَوقَ دِمَاءَهُمْ،،تَنْقُرْ وَتَعْبَثُ فِي الْكَبِيرِ وَفِي الصَّغِيرْ ،،
وَتَفَجَّرَ الْبُرْكَانُ مِثْلُ مَدَافِعٍ ،، نَارًا تَلَظَّىَ بالصُّهَــــــــــارَةِ و ِالصَّهِيرْ ،،
فَفَزِعْتُ مِنْ رُعْبٍ تَزَايَدَ وَقْعُهُ ،، نَارٌ وَبُرْكَانٌ كَمَا نَارِ السَّــــــــــعِيرْ ،،
فَأَفَقْتُ مِنْ نُومِي وَقَلْبِي خَائِفٌ ،، مُتَعَوِّذًا بِاللهِ مِنْ سُــوءِ الْمَصِيرْ،،
مَنْ ذَا يُئَوِّلُ هَذِهِ الرُّؤْيَا وَمَا ،، تَحْمِلْهُ مِنْ شُــــؤْمٍ وَمِنْ أَمْرٍ خَطِيرْ ،،
فَلَقَدْ قَلِقْتُ لِمَا رَأَيْتُ صَرَاحَةً ،، فَلَرُبَّمَا الرُّؤْيَا بِوَاقِعِنَا تَصِيـــــــــرْ ،،
ابداع في الرؤيا وفي حبكها وفي فكرتها تبارك الله على هذا الفكر وهذا النظر وهذي التطلعات
اعجز يادكتور عن التعبير ، فلا ارى لهذا الشموخ اي ثناء يوفيه حقه ، تقبل ودي