الرئيسية / الجديد من قصائدي / خَطِيئَةُ الْمَعَالِي

خَطِيئَةُ الْمَعَالِي

56

 

 

 

 

أَتَانِي عَزِيزٌ كَانَ بِالهَمِّ مُثْقَلا ،، وَيَشْــــــــــــــكِي وَيَنْدُبُ حَظَّهُ الْمُتَخَلْخِلا ،،
يَقُولُ لَقَدْ كُنتُ الْمُعَزَّزُ فِي يَدِي ،، مَفَاتِيحُ أَمْــــــــــري ثُمَّ أَضْحَيتُ مُهَمَّلا ،،

وَمَا ذَاكَ إلاَّ إنَّ رَأسِــــــــــــــــي رَفَيعَةٌ ،، وَلَمْ أَرْضَ ظُلْمًا أو عَنًا أو تَذَلَّلا ،،
فَجَاؤا بِمَنْ دُونِي وَليْسَ كَفَاءةً ،، فَرَقُّوهُ فَوْقِي عِنْدَمَا كُنْتُ مِشْـــــــــعَلا ،،


فَقُلْتُ لَهُ والْقَلْبُ يَقْطُرُ حَسْرَةً ،، وَقُلْتُ لَهُ وَالْكُلُّ يَشْـــــــــــــــهَدُ مَحْفَلا ،،
أَنِلْتَ الْمَعَالِيَ مِنْ عَظِيمٍ فَعَلْتَهُ ،، أَمْ الوَضْعُ صَارَ اليومَ فِي الْعَدْلِ مُخْجِلا ،،

أَنِلْتَ الْمَعَالِيَ بَعْدَ أَنْ كُنْتَ خَامِلاً ،، فَوَا عَجَبًا يَعْلُو الذِي كَـــــــــانَ خَامِلا ،،
إِذَا مِثْلُكُمْ يَعْلُو مَقَــــــــــــــــــــامًا وَرُتْبَةً ،، وَمَا ذَاكَ إلاَّ كَانَ يَوْمًا مُجَامِلا ،،

فَتِلْكَ مِنَ الآياتِ لِلدَّهْرِ مُنْتَهىً ،، وَكَمْ آيةٌ تَـــــــــــــــأتِي إِذَا مِثْلُكُمْ عَلا ،،
عَرَفْنَا مِنَ التَّارِيخِ مَا كَانَ خِبْرَةً ،، وَعِشْـــــــنَا مِنَ الأحْدَاثِ مَا كَانَ مُثْقِلا ،،

وَمَا ظَنُّنَا أَنَّ الأمُورَ سَـــــــــــــــتَنْتَهِي ،، إِلَى حَالَةٍ تَعْصَى عَلَيْنَا تَعَضُّلا ،،
فَهَلْ مِثْلُكُمْ مَنْ كَانَ فِي الصَّفِ جَانِبًا ،، وَ إمَّعَـــةً يَبْنِي مِنَ الْوَهْمِ مَنْزِلا ،،

يُزَاحِمُ أَكْفَــــــــــــاءً عَلَى كُلِّ غَايَةٍ ،، وَيَسْــــــــبِقُهُمْ لَفْظًا وَقَوْلاً وَمَنْهَلا،،
لَعَمْرِيَ إِنْ غَابَتْ عَلَى النَّاسِ حِكْمَةٌ ،، وَأَصْبَحَ مِعْيَــــــــارُ الْعَدَالَةِ مُهْمَلا،،

فَإنَّ الْمَعَالِيَ لِلْمَعَـــــــــــالِي خَطِيَئةٌ ،، وَمِثْلُكَ يَبْقَى بِالْخَطَـــــايَا مُكَبَّلا ،،
أَلاَ أَيُّهَا الْوَاهِــــــــــــــمْ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ ،، تَوَاضَعْ فَمَا زِلْنَا نَرَاكَ مُجّمّـــــَلا ،،

فِإنْ لَبَّسُوكَ الثَّوبَ مِنْ بَعْدِ مَا بَلَي ،، غَدًا يَنْزَعُونَ الثَّــــوبَ لَوْ كَانَ مُخْمَلا،،
فَتُمْسِي عَلَى مَا كُنْتَ تَهْزَأ وَتَزْدَرِي ،، وَتُصْبِحُ مِنْ بَعْدِ الْمَعَــالِي مُهَلْهَلا ،،

تُرَاوِغُ فِي بَعْضِ الأُمُورِ تَعَنُّتًـــــــــا ،، وَتُضْمِرُ كُلَّ الشَّــــــرِّ عَمْدًا مُضَلِّلا ،،
وَمَا ذَاكَ إِلّا أَنَّنِي كُنْتُ سَامِقًا ،، عَلَى فَرَسٍ يَسْــــــــــمُو وَيَأبَى التَّرَجُلا ،،

أَنَا ابْنُ العُلا مَا كُنْتُ أَرْضَى مَهَانَةً ،، وَقَدْ كُنْتُ لِلْهَيجَـــاءِ فِي القَلبِ مُقْبِلا ،،
فَمَا صَدَّنِي عَنْ غَايَتِي كُلُّ سَافِلٍ ،، وَمَا رَدَّنِي مَنْ كَانَ فِي الْوَعْدِ مُخْذِلا ،،

ســَــــــــــــأرْفُضُ إِنْ عَرَضُوا عَلَيَ مَعَالِيًا ،، وَمِثْلُكَ فِيهَا كَانَ يَومًا مُقَيِّلا ،،
وَأَرْبَأُ عَنْ كُلِّ الْخَطَـــــــــــايَا تَرَفُّعًا ،، وَأسْبِقُ مَنْ كَانُوا إِلَى الْخَيرِ أَعْجَلا ،،

أَنَا أُمَّةٌ يَا أَيُّهَـــــــــــــــــا الْغِرُّ فَانْتَبِه ،، مَقَامِي مَنِيعٌ لَمْ تَجِدْ فِيهِ مَدْخَلا ،،
فَإمَّا حَيَاةُ العِزِّ تَصْفُـــــــــــو بِغَايَتِي ،، وَإِلّا وَدَاعٌ كَانَ لِلنَّفْـــــسِ أَسْهَلا ،،

فَقٌلْتُ لَهُ مِنْ بَعْدِمَا بّثَّ هَمَّـــــــــــهُ ،، وَأَبْصَرْتُ فِي عَينَيهِ دَمْعًا مُجَلِّلا ،،
أَيَا صَاحِبِي هَذِي الْحَيــــــــــاةُ حَيَاتُنَا ،، فَعِشْ سَيِّدًا أَوْ إِنْ أَرَدْتَ مُطَبِّلا ،،

فِإنْ نَصَّبُوهُ اليَومَ عَالٍ خَطِيئَــــــــــةً ،، غَدًا يَنْتَهِي تَحْتَ التُّرَابِ مُجَنْدَلا ،،
فَلاَ تَبْتَئِسْ إِنَّ الْحَيَاةَ قَصِيــــــــــــرَةٌ ،، وَعِزُّ الْمَعَـــــالِي أَنْ أَرَاكَ مُهَلِّلا ،،

فَهَلِّلْ مَعِي وَاللهُ يَعْلَمُ سِــــــرَّنَا ،، وَيَعْلَمُ مّا فِي النَّفسِ لَوْ كَانَ مُوغِلا ،،
وَعِشْ يَاعَزِيزي مِثْلمَا كُنْتَ شَامِخًا،، فَإِنِّي أَرَى فِيكَ السَّــمَاحَةَ أَجْمَلا ،،

وَدَعْ لِلْمَعَالِي مَا تَعَالَتْ بِهِ سُدَى ،، وَلاَ تَبْتَئِسْ فَالأَمْرُ أَضْحَى مُسَلْسَلا ،،
فِإنْ غَابَ عَدْلٌ ثُمَّ غَابَتْ عَدَالَةٌ ،، فَسَــــــــوفَ تَرَى ظُلْمًا وَجَوْرًا مُزَلْزِلا ،،

وَهَذِي هِيَ الدُّنْيَا سَــــرَابٌ وَفَتْنَةٌ ،، وَفِيهَا مِنَ الأَحْدَاثِ مَا كَانَ مُشْغِلا ،،
فَدَعْهَا وَمَا فِيهَا لِمَنْ يَرْتَقِي بِهَا ،، لِتَرْقَى إِلى الأُخْرَى سَـــلِيمًا مُحَجَّلا ،،

 

عن admin

تعليق واحد

  1. طابت لي الاقامة هنا حتى طننت اني لن ابرح هذا المكان
    فلله درك من معلم .. وشاعر،، وآديبٍ وكاتب
    حقاً انت مجموعة انسان. خُلقت للرُقي والتميز تؤم لاينفك عنه
    ؛، كنت هنا ارتوي شعراً واستلهم مفرادت الابجديات
    حتى عجزت عن الاكتفاء. فقررت وضع بصمة الاعجاب قبل الرحيل

    (اعجابي ) الا متناااهي

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شعر جديد

    ما بين شعر مغنّى هزّه الطرب.. وبين شعر مقفّى كله ...