تصميم التعليم والتعلم !!
علم تصميم التعليم والتعلم : حقل من الدراسة والبحث يتعلق بوصف المبادئ النظرية (Descriptive) والإجراءات العملية(Prescriptive ) المتعلقة بكيفية إعداد البرامج التعليمية والمناهج المدرسية والمشاريع التربوية والدروس التعليمية والعملية التعليمية كافة بشكل يكفل تحقيق الأهداف التعليمية التعلمية المرسومة ومن هنا فهو علم يتعلق بطرق تخطيط عناصر العملية التعليمية وتحليلها وتنظيمها وتصويرها في إشكال ونماذج ومجمعات وخرائط مفاهيمية قبل البدء بتنفيذها وسواء كانت هذه المبادئ وصفية أم إجرائية عملية
فهي تتعلق بسبع خطوات أساسية هي: اختيار المادة التعليمية، و تحليل محتواها ، و تنظيمها ، و تطويرها ، وتنفيذها ، وإدارتها، و تقويمها . ويتطلب هذا التوجه من المعلم أن يلعب أدوار تختلف عن الدور التقليدي المحصور في كونه محددا للمادة الدراسية ، شارحا لمعلومات الكتاب المدرسي منتقيا للوسائل التعليمية ، متخذا للقرارات التربوية وواضعا للاختبارات التقويمية ، فأصبح دوره يرتكز على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها وإعدادها، علاوة على كونه مشرفا ومديرا وموجها ومرشدا ومقوما لها .
فالمعلم في هذا التوجه المعاصر للتعليم والتعلم يحاول أن يساعد الطلاب ليكونوا معتمدين على أنفسهم ، نشطين ، مبتكرين وصانعي مناقشات ومتعلمين ذاتيين بدل أن يكونوا مستقبلي معلومات ، وبذلك تتحقق النظريات الحديثة في التعليم المعتمدة والمتمركزة على المتعلم وتحقق أسلوب التعلم الذاتي له ، ويرتبط المعلم في هذا الاتجاه في عصر المعرفة والمعلوماتية والتعلم المفتوح والمنطلق والتعلم عن بعد بأربع مجالات واسعة هي :
1– تصميم التعليم ( Designing instruction Competencies ) .
2- توظيف التكنولوجيا ( Using technology Competencies ) .
3- تشجيع تفاعل الطلاب ( Encouraging students interaction Competencies )
4- تطوير التعلم الذاتي للطلاب ( Promoting students self regulation Competencies )
ويشير رايجلوث( Reigeluth ,1983,pp7-9) ( إلى أن علم التصميم التعليمي يحتوي على ست مجالات تعليمية هي قواعد لنشاطات المصمم التعليمي وهن:
أولا : تحليل النظام التعليمي : ( Instructional Analysis )
وهو المجال الذي يتعلق بتصنيف الأهداف التعليمية إلى مستويات مختلفة وفق التصنيفات التربوية المعروفة في التربية كتصنيف ” بلوم ” وتصنيف ” جانبه ” وتحليل المادة التعليمية إلى المهام التعليمية الرئيسية والثانوية والمتطلبات السابقة اللازمة لتعلمها كما يتضمن هذا المجال تحليل خصائص الفرد المتعلم وتحديد مستوى استعداداته وقدراته وذكائه ودافعيته واتجاهاته ومهاراته … الخ ، وتحليل البيئة التعليمية الخارجية وتحديد الإمكانيات المادية المتوافرة وغير المتوافرة والمصادر و المراجع والوسائل اللازمة للعملية التعليمية ثم تحديد الصعوبات التي قد تعترض سير العملية التعليمية .
ثانيًا : تنظيم النظام التعليمي ( Instructional Design )
و هو المجال الذي يتعلق بتنظيم أهداف العملية التعليمية ومحتوى المادة الدراسية وطرائق تدريسها ونشاطاتها وطرائق تقويمها بشكل يؤدي إلى أفضل النتائج التعليمية في اقصر وقت وجهد وتكلفة مادية ويتعلق هذا المجال أيضا بوضع الخطط التعليمية سواء أكانت أسبوعية أو شهرية أو فصلية أو سنوية .
ثالثًا : تطبيق النظام التعليمي ( Instructional Implementation )
وهو المجال الذي يتعلق بوضع كافة الكوادر البشرية والأدوات والمصادر والوسائل التعليمية واستراتيجيات التعليم المختلفة بما فيها طرائق التدريس والتعزيز وإثارة الدافعية ومراعاة الفروق الفردية وغيرها موضع التنفيذ والتطبيق.
رابعًا : تطوير النظام التعليمي : (Instructional Development )
هو المجال الذي يتعلق بفهم وتطوير التعليم وتحسين طرقه عن طريق استخدام الشكل والخارطة أو الخطة التي يقدمها المصمم التعليمي حول المنهاج التعليمي الذي من شأنه أن يحقق النتائج التعليمية المرغوبة وفق شروط معينة .
خامسًا : إدارة النظام التعليمي ( Instructional Management )
وهو المجال الذي يتعلق بضبط العملية التعليمية والتأكد من سيرها في الاتجاه الذي يحقق الأهداف التعليمية التعلمية المنشودة ويتم ذلك عن طريق تنظيم السجلات المدرسية والجداول وضبط عمليات الغياب والحضور ومراقبة النظام وتطبيق الامتحانات المدرسية في الموعد المحدد والإشراف على تامين كافة الوسائل والأدوات التعليمية التي تضمن سير العملية التعليمية بالشكل الصحيح .
سادسًا : تقويم النظام التعليمي ( Instructional Evaluation )
وهو المجال الذي يتعلق بالحكم على مدى تعلم التلميذ وتحقيقه للأهداف التعليمية المنشودة وتقويم العملية التعلمية التعليمية ككل وهذا يتطلب تصميم الاختبارات والنشاطات التقويمية المختلفة سواء أكانت يومية أسبوعية أو شهرية أو سنوية ، وبالتالي فعملية التقويم تتعلق بتحديد مواطن القوة والعمل على تعزيزها وتحديد مواطن الضعف والعمل على معالجتها.
وهذا الأسلوب المعاصر للتصميم التعليمي يتطلب توفر مهارات عالية في المعلمين وصبر وأناة وتحمل ومتابعة مستمرة لكل التطورات في مجاله ، فما يتطلبه كل موقف تعليمي من تصميم خاص به يستدعي بذل جهد واسع من المعلم في تصميم المواقف التي يشرف على تنفيذها وهنا لا تنفع استعارة التصميمات ولا بنائها بعيدًا عن بيئاتها . واستخدام المعلم هذا الأسلوب العلمي في تصميم التعليم سيفضي بإذن الله تعالى إلى نتائج إيجابية في مكتسبات الطلاب ولعل من أهمها الإدارة الذاتية : ( التحكم بالمهمة ) وهي تتيح للطلاب تحقيق أهداف التعلم وإدارة مصادر التعليم و الدعم، والمراقبة الذاتية : ( الحصول على المعرفة ) التي تتعلق بعمليات إدراك الطالب المعرفية وفوق المعرفية والتي يتحمل من خلالها الطالب مسؤولية بناء المعاني الشخصية وذلك من خلال التأكد من أن البنى المعرفية الجديدة والممتعة تتكامل بطريقة ذات معنى بحيث تحقق أهداف التعليم ، والدافعية التي تتعلق برغبة الطلاب في التعلم ، والمثابرة في عملية التعلم .
وقد اقترح شاين( Chai 1998 ) خمس خطوات للمعلمين والمصممين لتطوير التعلم الذاتي للطلاب وهي على النحو الآتي :
1. استراتيجيات التدريب المتضمنة : تدرس المعرفة فوق المعرفية أو استراتيجيات الإدارة الذاتية ( على سبيل المثال: تخطيط ، تحليل ، مراقبة ، مراجعة ) وهو ضروري لمهمة التعلم ، في العملية التعليمية (استراتيجيات المعرفة) .
2. تشجيع المتعلمين للتحكم بكيفية التعلم ، مع الإحساس بالكفاءة الذاتية ( الاختيار ، الجهد ،والمثابرة ) من خلال الطرق الحديثة (الكفاءة الذاتية).
3. تحسين إحساس الطلاب بالسيطرة على الأهداف وطرق التعلم من خلال التدرب عليها (السيطرة) .
4. تحسين(التعلم المتقن )، عن طريق التزويد بالتغذية الراجعة ، وإبراز المقدرة ، واستعمال الاستراتيجيات.
5. تعزيز التعبير عن الذات ، بتشجيع الطلاب لاستخدام الاستراتيجيات التي تطور عملية التعلم الذاتي .
والدعوة في هذه المقالة لكل المعلمين المعاصرين وفي المستقبل إلى التثقف في مجال علم تصميم التعليم والتعلم فهما أداة المعلم ودليل كفاءته في ممارسة مهنة التعليم والتدريس مستقبلا ، والله الموفق ،،،،،،