أنَا صَاحِبُ السُّمو القُرَويّ..
فَمَنْ ذَاكَ يَسْمُو كَمَا قَدْ سَمَوُتْ..
نَسَجْتُ مِنَ المَجْدِ لِي جُبَّةً..
لِألْبَسُهَا في الحَياةِ وَحِينَ أمُوتْ..
فَإنْ مِتُّ قَبلَ انْسِكَابِ الحُروفِ..
عَلى صَفْحَةِ الفِكْرِ حِينَ السُّكُوتْ..
فَهَاتُوا مِنَ الوَقْفِ مَا قَدْ كَتَبْتُ..
حُرُوفًا لهَا في سَمَا المَجْدِ صَوتْ..
وَسُجُّوا بهَا جُثَّتِي عَنْبَرًا عَابِقًا..
وَقُولُوا كَتَبْهَا وَكَانتْ لَهُ خَيرَ قُوتْ..
أنَا القُرَوِّيُ الأَبِيُّ وَإبْنُ السُّرَاةِ..
وُلِدْتُ نَقِيًا تَقِيًا وَلَسْتُ شَمُوتْ..
وَجَاهَدْتُ أَكْتُبُ لِلنَّفْسِ مَا تَشْتَهِي..
وَلِلنَّاسِ مَا يَنْفَعُ النَّاسَ مَمَّا رَجَوتْ..
فَهَلْ لي بِمَنْ قَدْ تَصَدَّى لِأعْمَالِهِ..
وَقَالَ انْفَعِينِي إذَا فَاتَ في الوَقْتِ فَوتْ..
فَإِنِّي لَأَرْجُو انْتِفَاعِي بِمَا قَدْ كَتَبْتُ..
وَلَمْ أنْتَظِرْ فِيهِ مَدْحًا بِأغْلَى النُّعُوتْ..
وَمَا قَدْ وَقَفْتُ مِنَ الفِكْرِ إذْ خَصَّنِي..
بِهِ اللهُ لِلنَّفْعِ وَالخَيرِ مِمَّا تَلَوتْ..
فَمَنْ زَارَ وَقْفِي لِنَفْعٍ يَرَاهُ بِهِ..
فَلِي عِنْدَهُ الحَقَّ يَدْعُو بِوَقْتِ القُنُوتْ..
بِأَنْ يَقْبَلَ اللهُ مِنِّي حُرُوفًا غَدَتْ..
لَهَا النَّفْعُ وَالبِرُّ عَلَيْهَا حَنَوتْ..