قدْ كانَ شَوقي كَما الأشواقِ مَأمُولا
وأصبحَ الشوقُ بالأشواكِ مَفْتولا
اشتقتُ للشوقِ والأشواقُ تأسِرُني
وأعشقُ الأسْرَ في الأشواقِ مَكْبولا
فهلْ لِشوقي مَثيلٌ يا لَقسْوتِهِ
أرجوهُ واغدو مع الأشواقِ مَخْذولا
إنْ كنتَ مثلي فَما لِلشوقِ منْ دَثرٍ
عليكَ لو بِتَّ فوقَ النعشِ مَحْمولا
لوْ أنَّ شَوقي يُطيعُ القلبَ لازْدَهرتْ
في القلبِ أزهارُهُ تاجًا وإكْليلا
لكنَّ حربًا لِشوقي أشْعلتْ قبسًا
في القلبِ قدْ أصبحتْ جمرًا وتَغْليلا
يجيءُ حِينًا كمَا لوْ أنَّ صَبْحَتَهُ
تُضيءُ في وَسَطِ الظلْماءِ قِنْديلا
لكنَّهُ حينَ يأويْ في مَكنّتِهِ
يُضْني الفؤادَ كمَا لوْ كانَ مَعْلولا
لا القلبُ يَقْوى على شَوقٍ يُزلْزلُهُ
ولا عيوني تَرى في الشوقِ تَعْليلا
قررتُ أنْ أعْزِلَ الأشواقَ منْ خَلَدي
منْ قبلِ أنْ تَحْرقَ الأشواقُ مَنْديلا
فالشوقُ إمَّا سُرورٌ يَزدَهي فَرحًا
أو جمرةٌ تتلظّى باللّظى صَولا
فمَا تلظّى منَ الأشواق ِمُلتهبًا
فليسَ في القلبِ للأشواقِ تَنْزيلا
ومَا تَسامى منَ الأشواقِ مُتزنًا
فذاكَ أرجوهُ إنْ جازَ الهوى جِيلا
فليتَ شَوقي إذَا الأشواقَ زَيّنها
صدقُ المشاعرِ تَسْليمًا وتَرْتيلا
فيملأُ القلبَ إحْساسًا أُسَرُّ بِهِ
بَرْدًا على القلبِ تأويلاً وتأصيلا
فلْنتقِ الشوقَ إنْ أشْعلْ فتائلَهُ
فإنَّ منْ حَسّهُ قدْ صارَ مَقْتولا