الحمدُ للهِ ربِّ العالمين القائلِ في مُحكمِ التنزيل (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ بنُ عبدِ اللهِ معلمِ البشريةِ وخاتَمِ الأنبياءِ والمرسلين الداعيَ إلى الخيرِ والبرِ والتقوى والإنفاقِ في سبيلِ اللهِ تعالى ، وعلى آلِهِ وصحابتِهِ والتابعين لَهُ إلى يومِ الدين ، أما بعد :
صاحبَ السمو الملكي الأمير مِشاري بن سعود بن عبدالعزيز أميرَ منطقةِ الباحة ، الداعمَ والمحفزَ لمنجزاتِ أبناءِ منطقةِ الباحةِ النوعيةِ والمشجعَ على المشاريعِ الخيريةِ وتكريمِ الروادِ والمنجزينَ والمبادرينَ لِخدمةِ أمَّتِهِم ومُجتَمعِهِم .
أصحابَ الفضيلةِ والسعادةِ أيُّهَا الحفلُ الكريم .
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .
لقدِ اهتمتْ حُكومتُنا الرشيدةُ أيَّدَهَا اللهُ تباركَ وتعالى مُنْذُ نَشأتِها بالرجالِ الأوفياءِ الذين شاركوا في البناءِ والتنميةِ وخدمةِ الوطنِ في شتى المجالات ، واهتمتْ بأعمالِ البِرِّ والخيرِ وحَثَّتْ على تأسيسِ المشروعاتِ الخيريةِ التي امتدَّ خَيرُهَا بإذنِ اللهِ تعالى إلى كُلِّ جُزءٍ في وطنِنَا المعطاءِ وانْطلقَ مِنها الخيرُ لِيشملَ كُلَّ بلادِ المسلمين في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها ، وما رعايةُ صاحبِ السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود أميرِ منطقةِ الباحةِ –حفظَهُ اللهُ – لإطلاقِ هذه المبادرةِ الكريمةِ من أبناءِ المغفورِ له بإذنِ اللهِ تعالى الشيخِ محمدٍ بن أحمدَ الزهراني لتأسيسِ مشروعٍ خيري لوالديْهِم إلا مشهدًا من مشاهدِ الوفاءِ والتقديرِ والدعمِ والتشجيعِ المتواصلِ من سموِهِ الكريمْ لِكُلِّ ما يُحققُ الخيرَ والنفعَ والنماءَ لمجتمعِنا السعودي عامةً ومجتمعِ منطقةِ الباحةِ خاصةْ ، ولِكُلِّ ما يزيدُ من فَاعليَّةِ مُشَاركةِ الأوفياءِ في التنميةِ الوطنيةِ وخدمةِ المجتمعِ واستثمارِ هذه المبادراتِ لِتطويرِ منطقةِ الباحةِ وحَثُّ أبنائِها للمزيدِ من الإسهاماتِ الخيِّرَة ، وهو الشعورُ المخلصُ الذي لَمَسنَاهُ في قادةِ بلدِنَا الْمِعطاءِ مُنْذُ تَأسيسِهَا على يدِ المغفورِ لهُ بإذنِ اللهِ تعالى الملكِ عبدُالعزيزِ بنُ عبدُالرحمنِ آل سعودٍ رحمَهُ اللهُ وعهودِ أبنائِه البررةِ من بعدِه رحمَهُمْ اللهُ إلى عهدِنَا الزاهرِ عَهدِ خادمِ الحرمينِ الشريفين الملكِ عبدُاللهِ بن عبدُالعزيزِ وفقَهُ اللهُ وأيدَهُ والذي شَجَّعَ بتأسيسِهِ مَشروعِ الملكِ عبدُاللهِ بن عبدُالعزيزِ لِوالديْهِ لِلأعْمَالِ الخيريةِ الأبناءَ البررةَ والأوفياءَ لوالدِيْهِمْ في وطنِنَا العزيزِ وغيرِه من بُلدانِ العالمِ الإسلامي لِتأسيسِ مشاريعٍ خيريةٍ متنوعةٍ وأوقافٍ متعددةٍ بِرًا ووفَاءً بِوالدِيْهِمْ ورجاءً في أَنْ يصلَ بِرُّهَا لَهم رفعةً في جناتِ عدنٍ التي وعدَ الرحمنُ عبادَهُ الصالحين ،، والحمدُ للهِ على ما أكرمَ بهِ بلادَنَا منْ خيرٍ وفيرٍ وسخاءٍ منقطعِ النظيرِ لِبذلِ الخيرِ لكُلِّ المسلمين .
أيها الحفلُ الكريم
إنَّ منطقةَ الباحةِ عامةً وقريةَ الحكمانِ خاصةً لتذكرُ مؤكدًا ما بَذلَهُ المغفورُ له بإذنِ اللهِ تعالى الشيخُ الوقورُ محمدٌ بن أحمدَ الزهراني رحمَهُ اللهُ تعالى من جهودٍ مثاليةٍ في حياتِه لخدمةِ أبناءِ المنطقةِ وخدمةِ الناسِ عامةً فقدْ بذَلَ جُهدَه الكريمَ لِتنميةِ منطقةِ الباحةِ والدعوةِ إلى تطويرِهَا بنشرِ التربيةِ والتعليمِ في رُبُوعِها وإنشاءِ المشروعاتِ التنمويةِ المتنوعة ، وكانَ مخلصًا في عطائِهِ عَلَمًا في وفَائِه عَرفَهُ الناسُ في عهدِه بالكَرَمِ والسخاءِ والإيثارِ وقدْ عَرَفهُ جِيلي بالأبِ الحنونِ والناصحِ المحبِّ لأهلِهِ وللجميعِ المبادرِ إلى الطيباتِ من الأقوالِ والأفعالِ ، وكانَ له الدورُ البارزُ في حَثِّ أبناءِ قريتِهِ على العلمِ والتعلمِ والمشاركةِ الفاعلةِ في خدمةِ الوطنِ وتنميتِهِ وكانَ رحمَهُ اللهُ ذا عقلٍ راجحٍ وكان مفكرًا بارزًا وفكرُهُ كان سابقًا عهدَهُ وجيلَهُ ، خَططَ لِقريةِ الحكمانِ النموذجيةِ وسعى حَثيثًا لِتحويلِ خُططِها إلى مشروعاتِ واقعيةِ وقدْ وافاهُ الأجلُ والحلمُ لا يزالُ يسكنُ فكرَهُ ، اشتهرتِ الحكمانُ بِهِ وبمنجزاتِهِ وأولادهِ الروادِ في مجالاتِهم وافتخرتْ قريةُ الحكمانِ ولا تزالُ بانتمائِهِ لَهَا وبجهودِه الحثيثةِ لتطويرِهَا ،، كانَ يَحْلَمُ بأن تكونَ الحكمانُ رائدةَ القُرى وأن تَدعَمَ الوطنَ بالأوفياءِ من أبنائِها وبناتِها المنتجينَ المنجزينَ المبدعينَ الناجحينَ المخلصينَ الأوفياءْ ، والحمدُ للهِ أنْ تحققَ الكثيرُ من أحلامِ شَيخِنَا المرحومِ ولا تزالُ أحلامُ أهالي قريةِ الحكمانِ مستمرةً على حُلْمِهِ ونَأملُ أنْ يَتحققَ لَهَم ما يَتَمنونَهُ منْ أَسبابِ التنميةِ ومتطلباتِها ومشروعاتِها المتَواصِلَة .
أيها الحفلُ الكريم :
إنَّنَا ونحنُ نحتفلُ اليومَ برعايةِ صاحبِ السموِ الملكي الأميرِ مِشاري بن سعودِ بن عبدُالعزيزِ أميرِ منطقةِ الباحةِ – حفظَهُ اللهْ – لِتدشينِ مشروعٍ خيري لوالدي سعادةِ العميدْ طيارْ ركنْ متقاعدْ إبراهيمُ بن محمدٍ الزهراني وسعادةِ المهندسْ عمرُ بن محمدٍ الزهراني في شهرٍ كريمٍ خصَّهُ اللهُ تعالى بِالبَركاتِ والرحماتِ والمغفرةِ والعتقِ من النَّارْ، لَندعُو اللهَ تباركَ وتعالى أنْ يوفقَ الأبناءَ البررةَ في مَسعاهُم وأنْ يَجْزِلَ لَهُمُ الأجرَ والثوابَ لقاءَ ما يُقدِّمونَهُ مِنَ البِّرِّ لوالدَيْهِم وأن يَجعلَ ما يُقدمونَهُ خيرًا لِلمنطقةِ والوطنِ عامةْ ،، وقد أحسنوا ووفقوا في تخصيصِ جائزةٍ لخدمةِ المجتمعِ ضِمنَ أهدافِ مشروعِهِم الخيري لوالدَيهم ، وَلعلَّ هذه الجائزةَ تكونُ دَافعًا لأبناءِ المنطقةِ لِبذلِ المزيدِ منَ الجهودِ لخدمةِ وطنِهِم ومجتمعِهِم ، وأنْ تتواكبَ معَ مَا تَوافَرَ مِنْ جَوائزَ في المنطقةِ لتكريمِ الأوفياءِ المخلصينَ والمبدعينَ منْ أبنائِها ، ونَدعوهُ تعالى أن يُسدِّدَ الأهدافَ والخطواتِ لتحقيقِ الخيرِ والنماءِ المسترسلِ لمنطقةِ الباحةِ وأهلِها الأوفياءْ .
أيها الحفل الكريم
أبت شاعريتي ألا أنْ تُسجِّلَ حضورًا ببعضِ مُحاولاتي الشعريةِ فَجَادت قَريحتي بِهذِه الأبياتِ المتواضعةِ : فقلتُ شِعرًا :
رَمَضانُ حَلَّ وبرُهُ يَتنامَا ،، والروحُ في ساعاتِهِ تَتَسامَا ،،
فمحمدٌ شيخٌ كريمٌُ أصلُهُ ،، في الباحةِ الغراءِ كانَ هُمَامَا ،،
قَدْ كانَ برَا صَالحًا في قومِهِ ،، أعْطَى الضعيفَ وأَكْرَمَ الأيتامَا ،،
وشجعَ الأبناءَ في أعمالِهم ،، وقَدَّمَ الخِدْماتِ والإسْهَامَا ،،
حتى غدا رمزًا لكلَِ فضيلةٍ ،، أعْطَي وأَغدقَ لا يخافُ مَلامَا ،،
وقريةُ الحكمانِ تَذكرُ دائمًا ،، عَزيزَها والشيخَ والأعلامَ ،،
فاللهُ يرحمُ شيخَنَا وَيزيدُهُ ،، في العالياتِ من الجنانِ مقامَا ،،
أيها الحفل الكريم :
يسرُّنِي في هذِهِ المناسبةِ الغاليةِ والتي سَتُسَجَّلُ في تاريخِ قريةِ الحكمانِ لأبنائِها البررةِ أنْ أقدمَ الشكرَ والتقديرَ الوافرينِ باسم أهالِي قريةِ الحكمانِ خاصةً وأهالي محافظةِ القَرى ومنطقةِ الباحةِ عامةً لكمْ أنتمْ يا صاحبَ السموِ لرعايتِكُم وتشجيعِكُم لِكُلِّ ما ينهضُ بالمنطقةِ ويزيد من كفاءةِ نهضتِها وتنميتِها،، وشكرًا لأبناءِ المغفورِ لَهُ بإذنِ اللهِ تعالى الشيخِ محمدٍ بن أحمدَ الزهراني رحمَهُ اللهُ تعالى لِتَأسيسِهِم هذا المشروعِ الخيري لوالدَيهم من أجلِ خدمةِ أبناءِ منطقتِهم ففيهِ تَعبيرُهُم الصادقُ بالوفاءِ للوالدَين طلبًا لمرضاةِ اللهِ تعالى والوفاءِ للأهلِ والعشيرةِ والوطنْ ، وشكرًا لِمَنْ بَذَلَ جُهدًا كَثيرًا أو قَليلاً لخدمةِ الوطنِ والمنطقةْ ، وشكرًا لمِن حَفَّزَ أبناءَ المنطقةِ على البذلِ والعطاءِ وخدمةِ المجتمعْ ، وشكرًا لسعادةِ محافظِ محافظةِ القرىَ الأستاذ عبدالله بن زايد الحربي ولسعادة شيخِ قبيلةِ بني جندب الأستاذ محمد بن فيصل بن زنان وإخوانِه شيوخِ القبائلِ في المحافظة وشكرًا لمُديري ورؤساءِ الإداراتِ الحكوميةِ في المحافظةْ والموظفينَ العاملينَ فيها على اهتماماتِهم المتواصلةِ بتطويرِ قريةِ الحكمانِ والقُرى الأخرى في المحافظة ، وشكرًا لِكلِّ مواطنٍ مخلصٍ أحبَّ الوطنَ وسعى جاهدًا من أجلِ المحافظةِ على وحدتِهِ ومقوّمَاتِهِ والإسهامِ في نهضتِهِ ،،
وأسألُ اللهَ العليَّ القديرَ أنْ يحفظَ لنَا دينَنَا ووطنَنَا وحكومتَنَا الرشيدةَ ، وأنْ يوفقَنَا جميعًا للوفاءِ للوالدِين ولِحكومتِنَا الرشيدةِ ولوطنِنَا الحبيبِ ومَنْطَقَتِنَا وقُرَانَا بِمَا يُحققُ الآمالَ الوطنيةِ والتنمويةِ وبما يُؤكدُ على المحبةِ والتكافلِ والتلاحمِ والمحافظةِ على مقوماتِنَا العَقَديةِ و الاجتماعيةِ والوطنيةِ ، واللهُ وليُّ التوفيقْ . والسلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهْ
أ.د . سعود بن حسين الزهراني
المستشار التربوي بوزارة التربية والتعليم متقاعد
مدير عام التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة سابقًا
نشكرك سعادة الدكتور سعود كثيرا على مشاركتك في وضع حجر الأساس للمشروع الخيري لوالدينا بقريتنا قرية الحكمان بمحافظة القرى بزهران التابعة لمنطقة الباحه
كانت كلمة جميلة مرتبة فيها كثير من المعاني الجميلة والرقيقة التى كان لها وقعها وأثرها على الحاضرين.
فجزاك الله خير الجزاء على هذه الكلمات التي خرجت من القلب ووصلت لقلوب الحاضرين ، ثم اتبعت الكلمة بأبيات شعرية رائعه .
لقد وفقت سعادة الدكتور كثير في الكلمة وفي الإلقاء .
خالص الشكر والتقدير
إبن صاحب المشروع الخيري
وعضو مجلس المؤسسة الخيرية