كنَّا نُحِبُ وكانَ الحُبُّ سُلطانُ
وكانَ للحُبِّ إغْضاءٌ وتَحْنانُ
فأبدلَ اللهُ ذاكَ الحُبَّ مَنْغصَةً
فلمْ يَعُدْ في ثَنايا القلبِ عِنوانُ
نَظُنُّ في الحُبِّ ظنًا لا يُؤكّدُهُ
في غَالبِ الأمرِ سَكْرانٌ ونَشْوانُ
فللمحبةِ إنْ أبدتْ مَزيّتَها
في القلبِ والعقلِ ألوانٌ وألوانُ
فمنْ أحبَّ لأجلِ اللهِ مُحْتَسِبًا
لا كالّذي حَبَّ إذْ يَغْشاهُ عِصْيانُ
فنَشْوةُ النفسِ تأتي حينَ يَرْكبُها
في صحوةِ العقلِ آمالٌ وشَيطانُ
ومنْ يخافُ منَ الآثامِ قاطبةً
فلنْ يُضَرَ به إنسٌ ولا جانُ
يُحِبُّ للهِ حبًا لا يُكدِّرُهُ
نَزقٌ ولا شَهوةٌ في النفسِ تَزْدانُ
ومنْ أحَبَّ لأجلِ النفسَ يُشْبعُها
سينتهي حُبُّهُ يومًا ويَنْهانُ
إنْ يأذنِ اللهُ لي بالعيشِ في نِعمٍ
فلنْ يتَوهُ معي في الحُبِّ إنسانُ
أنا أحِبُّ وحُبّي ليسَ مَعْصيةً
أحِبُّ في اللِه إذْ في القلبِ إيمانُ
فليتَ حُبّي الذي أكْننْتُ مُنتصرًا
وفي ثناياهُ إخلاصٌ وبُرْهانُ
يَبقى بِقلبي أنيسًا لا يُعكِّرُهُ
في صفحةِ الدَّهرِ نُكْرانٌ وهُجْرانُ
فقدْ كَرِهتُ صُدودًا لا يُبرّرُهُ
شُغلٌ ولا فِتنةٌ فينا وإفْتانُ
فليسَ لِلْحُبِّ وجهٌ لا نُصَدّقُهُ
وليسَ لِلْكُرْهِ في الأحْبابِ عِنوانُ
يا منْ يُحِبُّ ولِلأحبابِ يَبْذُلُهُ
حُبًا نقيًا وفيًّا ما بهِ رانُ
أمْسِكْ عليكَ شُعورَ الحُبِّ إنْ لهُ
في الخافقينِ تراتيلٌ وشِرْيانُ
” هي الأمورُ كما شَاهدتَها دولٌ
منْ سَرّهُ زمنٌ ساءَتْهُ أزمانُ”
قدْ قالها منْ زِمَامُ الشِعرِ في يدِهِ
فاقْنعْ بأنّكَ إنْ أحببتَ إنسانُ
فكنْ معَ الحبِّ قَيُّومٌ ومتَّزِنٌ
فما تمتّعَ بالأشواقِ ولهانُ