ماءٌ وارتقاءْ
لا تَقولي لستُ ماءْ ،، أنا من طيِّ السماءْ ،،
بَلْ أنا قدْ كُنتُ ماءً ،، وكَذلِكِ أنتِ كُنتِ ماءْ ،،
قدْ خرجَ الماءُ من بينِ صُلبٍ وترائبْ .. في لقاءْ ،،
فاستحالَ بإذنِ اللهِ خَلْقًا آخرَ يسبحُ في فَضاءْ ،،
قدْ خُلقْنَا هكذا قبلُ النَّماءْ ،،
وكبرنا وتغيَّرنا وصِْرنا ،، فوقَ متنِ الأرض ِننظرُ للسماءْ ،،
بشرٌ نحلمُ مثلُ كلِّ الحالمينْ ،،
ونُحِسُ الّلوعةَ من عِشقٍ دفينْ ،،
ونُكابرُ فوقَ آهاتِ الأنينْ ،، بقلوبٍ تَنزِفُ الآن الدِّماءْ ،،
ونفوسٍ قدْ مُلئتْ بالكبرياءْ ،،
نحنُ كُنَّا هكذا مُختلفينْ ،،
وغدونا عبرَ أدراجِ السنينْ ،، في اختلافٍ مستمرٍ في الرؤى حتّى اليقينْ ،،
ثمَّ ماذا بعدُ ؟ ماذا بعدْ ؟
إننا كالعاشِقينْ ولسنا عاشِقينْ ،،
إننا ماءٌ وطينْ ،، قدْ نَفِي يومًا ولكنْ ،، أينَ ذَيَّاكَ الوَفاءْ ،،
نَقصدُ الخيرَ ونُؤذي بعضَنا ،، بكلامٍ ووعودٍ في هَباءْ ،،
ونَظن ُبِأنَّا بُرَءاءْ ،،
هكذا يُثبتُ التأريخُ والأحداثُ أنَّا ضُعفاءْ ،،
وبِأنَّا أقوياءْ ،،
نَرسمُ الخطواتِ عَمْدًا ،،
ثم نَمْحُوهَا بأيدِينا وأرجلِنا سَواءْ ،،
مثلُ كلِّ الأشقياءْ ،، أو كبعضِ الأتقياءْ ،،
إنَّنا خلقٌ من الصلصالِ والأنسالُ ماءْ ،،
لستُ معصومًا من الأخطاءِ ،، وأنتِ لستِ معصومًا ،،
فكلٌّ كانَ مِنَّا بعضُ ماءْ ،،
وكبرنا وعشقنا،،
ثم تفرّقنا بإذنِ اللهِ لنعلمَ أنَّ الأمرَ ليسَ بأيدِينا ،،
وأنَّ الأمرَ كلَّ الأمرِ لله ِالحكيمْ ،،
خالقِ الإنسانِ والظلمةِ خلّاقِ الضياءْ ،،
فَتَعَاليْ نعتذرُ عمّا سلفْ ،،
ونعيدُ الكرةَ في العشقِ ولكن بذكاءْ ،،
نتازل ُ،، نتعاونُ ،، ونَغضُ الطرفَ عن أخطائِنا ،،
كي نحسُ الحبَّ إحساسَ السعداءْ ،،
ثم نمضي في الحياةِ الباقية ،،
معصمينِ وقد شدّتهما حبلُ الإخاءْ ،،
لا حبلُ العداءْ ،، أو حبلُ الجَفاءْ ،،
عشقُهما العشقُ الذي لا ينتهي ،، بجدالٍ أو حوارٍ فوقَ مائدةِ العشاءْ ،،
عشقُهما يبقى ويزهو كلما ظلَّ البقاءْ ،،
فارتقي بيَ عشقًا،، وارتقي بكِ عشاقًا ،،
فما أجملُ بينَ العاشقينَ الارتقاءْ ،،