الرئيسية / الجديد من قصائدي / معادن الإنسان

معادن الإنسان

 

 

لابدَّ منْ ألمٍ بِعمرِكَ يصْفعكْ

وتعيشُ حزنًا لا يغُادرُ مضْجَعكْ

فإذا الشدائدُ أقبلتْ بِشُرورِها

والدهرُ مِنْ بعدِ المسرّةِ أوجَعكْ

لا ترجُ شيئًا منْ أخٍ أو صاحبٍ

إنْ لمْ يكنْ وقتَ الشدائدِ يسمعكْ

وارفعْ يديكَ إلى السماءِ ففوقُها

ربٌّ إذا ناجيتَهُ ما ضَّيعكْ

فالمرءُ في الدنيا يَعيشُ تجاربًا

وأشدُّها عُنفًا بِعمرِكَ تَصْنعُكْ

والناسُ حولكَ يا حبيبًا صادقًا

أو حاقدًا يسعدْ بِمشهدِ مصرعكْ

فاحذرْ تصدِّقُ منْ يفرُّ إذا رأى

بلْوى تُحيطُكَ دُونما يَحزنْ معكْ

أو أنْ يقودَكَ نحو صبرٍ جابرٍ

أو أنْ يواسي بالذي قدْ يَنفعُكْ

واقبِلْ على منْ في الشدائدِ داعمًا

يُقيلُ حُزنَكَ ثمَّ يمسحُ أدمُعَكْ

فالخيرُ فيمنْ للوفاءِ مُلازمًا

يُعطيكَ مما غيرُهُ قدْ يمنعَكْ

والشرُّ كلُّ الشرِّ فيمنْ حِقدُهُ

يؤذيكَ في تَرَحٍ وفيما رَوّعكْ

فمعادنُ الإنسانِ يظهرُ زَيْفُها

عندَ الشدائدِ في مَصاهرِ مَصْنعكْ

خَبُثتْ معادنُ منْ يُنافِقُ غِيلةً

ويَعُضُّ في يومِ الندامةِ أصْبعَكْ

فاربأ بنفسكَ عنْ جُحودٍ غادرٍ

لو كانْ ثديًا في مِهادكَ أرضَعكْ

واطلبْ نجاتَكَ إنْ أردتَ ترفُّعًا

عنْ كلِّ ساقطةٍ تزيدُ مَواجِعَكْ

وامسكْ بحبلِ الودِّ حتى تَرتَقي

بينَ الخلائقِ مَنزلاً قدْ يَرفعُكْ

صدقًا وعدلًا لا تضامُ بِحمْلِهِ

فتطيبُ بالودِّ الكريمِ ويُقْنعُكْ

فالأوفياءُ إذا تقادَمَ عهدُهمْ

تبقى بِهمْ عَبْرَ الزمانِ مَناَفعُكْ

فاحرصْ على منْ قدْ وَفَاكَ محبةً

وأغْدِقْهُ وِدَّكَ وافتديهِ بِما مَعكْ

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كُورونا

  كانتْ كُوروْنا التي قَضّتْ مَضَاجِعَنا ،، وبَاعدتْنا وفيها كلُّ مَا فِيْها ...