مقلتي

 

 

قد كنتَ لي مثلُ ابني قبلَ ترتحلُ

وقد سبقتَ ووافى عمرَك الأجلُ

أدعو الرحيمَ بأن يرحمْك مُرتحلًا

إلى جلالِ عظيمِ العفو مُنتقلُ

ويكرمَ العبدَ من وفّى أمانتَهُ

في الدينِ والحقِّ يملأْ قلبَه أملُ

قد بُحْتَ لي بكثيرِ السرِّ في تَعبٍ

وكنتَ راضٍ بحكمِ اللهِ تَتّكِلُ

تَرجو رضا اللهِ في سرٍّ وفي علنٍ

وتحتسبْ صبرَك الغالي وتَحتملُ

تقولُ لي: عمي الغالي أنا جَلِدٌ

فلا تخافَ فلن تعييني الحِيلُ

آمنتُ باللهِ ربي إنّهُ أملي

ولن أكلُّ وإنْ أضنتني العِللُ

إنْ مِتُّ يومًا فقلْ قدْ ماتَ ابن أخي

على الهدى صابرًا ما ردّه كسلُ

بذلْ من الخيرِ ما يَرجو به كرمًا

ورفعةً في رحابِ العلمِ مُنشغلُ

وقصدَهُ الخيرَ في قولٍ وفي عملٍ

مسددَ القولِ بالأحبابِ مُتّصلُ

يرجو من اللهِ إكرامًا ومغفرةً

وجنةً بنعيمِ اللهِ تكتملُ

وقلْ بأنّي مضيتُ العمرَ مُجتهدًا

موحدًا صادقًا للهِ يبتهلُ

يُعطي بلا مِنّةٍ في كلِّ منفعةٍ

ولمْ يُصبْهُ مع إكثارِه المللُ

فليدعو لي كلُّ من أرجو مودتَهُ

برحمةِ اللِه لا يُثنيهمُ الخجلُ

وليذكروا أنني يا ما دعوتُ لهم

بكلِّ خيرٍ وأني بالدعا مَثلُ

أدعو لنفسي وكلِّ المؤمنين متى

سجدتُ للهِ شكرًا ما به خللُ

وأنني قدْ بَذلتُ النفسَ مُحتسبًا

فيما عملتُ وما أضناني العملُ

أُسرُّ بالنفعِ للطلابِ إن نجحوا

وكم سَعدتُ بمن منهم قد انتقلوا

إلى صفوفِ العلا في كلِّ مدرسةٍ

قد حققوا غايةً في الخيرِ تُؤتملُ

يا عمي لا تحزنْ فإني آملٌ بغدٍ

في رحمةِ اللهِ تغشاني وتَشْتملُ

ولتدعو أن يكتبَ الرحمنُ جَمْعتَنا

في جنةِ الخُلدِ ولتكثرْ وتبتهلُ

أنْ يجمعَ اللهُ أحبابًا قد اتكّلوا

على كريمٍ فنعمَ اللهُ مُتّكَلُ

واصبرْ على ما أصابَ القلبَ من حزنٍ

فكُلنا نحوَ ربِّ العرش ِمُنتقلُ

واذكرْ رجائي ولا تحزن فإنَّ لنا

عندَ الكريمِ مقامٌ ماله بَدلُ

استودعُ اللهَ أحبابي فإنَّ لهم

ربٌ رحيمٌ سيعفو إن همُ زللوا

ويقبلُ التوبَ إن تابوا واعتصموا

باللِه في كلِّ أمرٍ دُونما وجلُ

حسينُ ودّعتَ عمًا كنتَ مُقلتَهُ

فلمْ تعدْ بعدَكمْ تغْنيني المُقلُ

سأسألُ اللهَ أن ألقاكَ في عَجلٍ

فالشوقُ يا مقلتي في القلبِ مُشْتعلُ

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خمسٌ وستون

    تمضي السنونُ وتُطوى فيكَ أسرارُ  ولا يظلُ بباقي العمرِ أعذارُ