خامسًا : وصفات للثقة
(١) تضفي الثقة في العلاقات الخاصة والعامة وفي التعاملات الشعور بالأمن والارتياح ، فالواثق لا ينحو إلى التقصي والتدقيق في الأمور ولا إلى الظن والشك اعتمادًا على تأكده الكامل من صدق من يتعامل معه، فكن أهلًا لثقة من يتعاملون معك .
(٢) المؤمنون يثقون في رحمة الله وفضله ولا يساورهم الشك في أنهم مرحومون ، ولذلك يعملون بإخلاص لمرضاة الله تعالى وتقودهم ثقتهم في الله تعالى إلى الثقة في من يؤمن بالله ويوحده لأنهم يعلمون أن المؤمنين صادقون أوفياء .
(٣) أنا أثق بك بمعنى أنني أسلم تسليمًا تامًا بتقبل جميع تصرفاتك ونواتجها المتعلقة بك والمتعدي تأثيرها إلي ، فالثقة لا تنشأ من عدم بل لا بد من إيمان وتصديق وتقدير واحترام يؤسسها وينميها، فثق بي عندما أثق بك .
(٤) تبدأ الثقة عند الإنسان أولًا بنفسه وقدراته ثم تنتقل بعد ذلك إلى الثقة في الآخرين ، فالمهزوز الثقة بذاته لا يستطيع منح ثقته لغيره حيث سيحكم على مشاعر الآخرين وتصرفاتهم بمعايير حكمه على ذاته وسيجد أكثر من مبرر لتكذيب الآخرين .
(٥) تتلاشى الثقة لدى الإنسان وقد تنعدم عندما يكتشف أن من منحهم ثقته كذابون ومحتالون ومنافقون حيث تتحطم جسور الثقة التي لا تقوم إلى على الصدق والإخلاص والتقدير والاحترام ، فلا تجعل من وثق بك يعدل عن ثقته .
(٦) أن تكون جديرًا بثقة الآخرين هذا يعني أنك قد أصبحت تملك صفات الصدق والأمانة ، وخير لك أن تكسب ثقة الآخرين من أن تكسب حبهم فقط ، فالثقة أساس للتعامل الآمن بين الناس والدول .
(٧) الإفراط في الثقة بالآخرين بدون معايير عالية ومحكمة يعد مهلكة وخطرًا يكاد يلقي بظلاله على نواتج علاقاتك وتعاملاتك ، فإذا أشعرت أحدًا بثقتك فيجب أن تتأكد بأنك محق وأن ثقتك لن تتأثر بأخطاء من وثقت به.
(٨) عند الشدائد التي تمر بها فانظر إلى من منحتهم ثقتك فمن ساندك وواساك فذلك من استحق ثقتك بالفعل أما الآخرون فثقتك بهم لم تكن صوابًا فراجع معايير ثقتك في الآخرين بناء على المواقف الصعبة .
(٩) من أصعب ما قد يواجه الإنسان ويجعل منه وحيداً ومنعزلاً، هو فقدانه للثقه فيمن منحهم ثقته، وقد يتعرض لخيبة أمل في الآخرين وخاصة الذين ابتعدوا عنه وانصرفوا ولم يقدموا له المساعدة في وقتها.
(١٠) قال بيتر تي مكينتير : “لا تأتي الثقة بالنفس من خلال كونك على حق، بل من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ” وأقول : من لا يثق بنفسه وقدراته سيواجه أزمات الحياة ضعيفًا .
(١١) بين الثقة بالنفس والثقة بالآخرين يأتي الايمان والاستعداد وتعويد الذات على تقبل الأقدار والمتغيرات والصدق واليقين بالنجاح وعدم الخضوع للشك والظن السيء فهي أساسيات لبناء الثقة المأمولة ، فعود نفسك لتثق وتتعود الثقة .
(١٢) قد يستخدم بعض المنافقين إظهار الثقة للخداع والتزلف ، فلا تثق بمن أعلن لك ثقته وأنت لا تثق به ولك مبرراتك الموضوعية في ذلك ، واحذرهم أن يفتونك فالثقة الحقيقية لا تنبع إلا من الصادقين .
(١٣) بين الثقة بالنفس والغرور خيط رفيع جدًا لا يدرك الإحساس به إلا العقلاء والحكماء المتواضعون الصادقون ، فثق بنفسك إلى الحد الذي لا يظهرك بين الناس متغطرسًا متعاليًا والا ستفقد ثقتهم بك .
(١٤) ليست الثقة بالنفس خاصة بالعلماء والعقلاء فهناك من يحس بالثقة بنفسه رغم جهله وقلة معرفته واختلال عقله ، القضية في اليقين بتحقيق معايير الثقة عند كل فرد فقد تكون معايير عالية جدًا وقد تكون في الحضيض ، ولكل مستوى من الثقة .
(١٥) تأتي الثقة بالنفس وتنمو بتكرار النجاحات والصبر على الفشل وتأتي الثقة في الآخرين بصدق تعاملهم ووفائهم بوعودهم وبرعايتهم لأماناتهم وبإحسانهم وإن لم يحسن إليهم ، وتتحطم الثقة باليأس والكذب .
(١٦) الثقة العمياء هي الثقة بالحدس ولا تقوم على معايير وغالبًا ما يولدها الحب من طرف واحد ولا يترتب عليها في الغالب إلا خسارة الحب وخسارة الثقة معًا ، فكن متعقلًا عند اختيارك من تثق به .
(١٧) تقول بدرية المبارك : ” لا تقتل الثقة بداخلي ثم تطلب مني إعادة ترميمها… هذا محال فإني لا أحيي الموتى! ” وأنا أقول: إذا ذهبت الثقة فانظر إين يقع الخطأ فلربما تكون أنت من ارتكب الخطأ .
(١٨) يقول توماس شاز : “نكتسب المعرفة بالتعلم، والثقة بالشك، والخبرة بالتجربة، والحب بالحب” وأنا أقول: تكتسب الثقة بالإيمان والعدل والتعلم والصدق والحب والتجربة وإلا ستكون منقوصة .
(١٩) لكي لا تندم على ثقتك في البعض فعليك بتقييم ثقتك في الآخرين قبل تثبيتها والتسليم بها ففقدان الثقة مؤلم ومؤثر ، فلنفسك عليك حق ألا تدعها تتألم من سوء اختياراتك وقراراتك الخاطئة .
(٢٠) كن واثقًا بأن تأثيرك في غيرك يقوم على صدقك في القول وحبك لبذل الخير فشارك بدعوتك معي في هذا الوسم إلى الثقة الصادقة في النفس وفي الآخرين بما يرضاه الله تعالى ، فإذا شاعت الثقة في المجتمع شاعت المحبة وشاع الأمن .