الوقفة الأربعون : عضو مجلس إدارة منتخب لنادي الربيع
بعد أن فرغت ولله الحمد من برنامج الدراسات العليا للماجستير وحصلت على شهادة الماجستير من كلية التربية بجامعة أم القرى في تخصص المناهج وطرق التدريس في العام الهجري 1408هـ أحسست بفراغ كبير رغم انشغالي بعملي وكيلا للقبول والتسجيل بثانوية فلسطين والذي كان يأخذ مني جهدًا مضاعفًا عما كنت عليه أيام العمل معلمًا للاجتماعيات ورئيسًا لقسم الاجتماعيات في نفس الثانوية ،
حيث كنت قد تعودت على الإنشغال طوال الوقت من خلال الجمع بين العمل والدراسة العليا ، ولذلك حاولت استثمار الوقت المتبقي من الفراغ الذي كنت أشعر به فيما ينفع الوطن في مجالات الرياضة والثقافة والصحافة وقبلت الترشح لعضوية مجلس إدارة نادي الربيع مع مجموعة من الزملاء الأعضاء المتميزين آنذاك منهم الأمير محمد بن خالد بن فيصل والأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عمر الخولي ورجل الأعمال الأستاذ فيصل العلاوي وزميلي معلم التربية الرياضية الأستاذ عبدالله العمودي وآخرين .
ونجحت في انتخابات النادي وحملت مسؤولية أمانة الصندوق والإشراف على الشؤون الثقافية والاجتماعية والإشراف على لعبة الدراجات ولعبة رفع الأثقال والتان حقق فيهما النادي نتائج متميزة خلال إشرافي عليهما ، واستمر عملي في النادي خلال دورة مجلس الإدارة التي بدأت في عام 1409هـ ، وفي الوقت نفسه انضممت إلى عضوية الصحافيين العاملين في مؤسسة المدينة المنورة للصحافة والنشر والتي تنتج صحيفة المدينة المنورة عندما كان يرأس تحريرها آنذاك الأستاذ عبدالله الحصين رحمه الله تعالى ، ولعلي أقف في وقفة أخرى عند هذا الحدث في حياتي الصحافية وما حدث خلالها من أحداث لا تزال باقية في ذاكرتي المتواضعة .
وفي نادي الربيع كنت أدوام مساء بمقر النادي لأكثر من أربع ساعات فيما لا يقل عن ثلاثة أيام في الأسبوع لمراجعة الحسابات وتدقيقها مع محاسب النادي ، والتخطيط لأنشطة ثقافية واجتماعية متنوعة أو الإشراف على تنفيذها ، وعلى الرغم من أن مقر النادي المستأجر آنذاك يفتقر إلى المرافق اللازمة لتنفيذ تلك الأنشطة إلا أننا كنا نستثمر المتوافر منها ونستأجر بعض الصالات القريبة أو نستعيرها لتنفيذ بعض الأنشطة الثقافية ذات الصلة الوثيقة بالشعر والأدب والمحاضرات والندوات وقد نظمنا خلال فترة العضوية العديد من الأنشطة التي لاقت استحسان المثقفين في مدينة جدة ومن خلالها تعرفت على العديد من الشخصيات المبدعة والمؤثرة في المجتمع ولا أنسى ذلك اللقاء الذي نظمناه في النادي للمغفور له الأستاذ المؤرخ والأديب محمد حسن زيدان ، وقد همس في أذني همسة لا أنساها أبدًا بعد جولة من المحادثات البينية مع سعادته رحمه الله حيث قال : “لديك بني من العزيمة ما ستتفوق بها في مجالات العلم والثقافة فلا تهملها ، فأساسك متين ورغبتك في النفع كبيرة فانطلق في رحاب النفع بتوفيق الله تعالى “، رحم الله الأستاذ محمد حسين زيدان فلقد بث في شخصي بتحفيزه وتشجيعه روحًا جديدة تواقة إلى الإبداع والتميز والمشاركة الجادة في الأعمال التطوعية والعلمية والثقافية لمنفعة الوطن والأمة ، وكنت كلما أنجزت إنجازًا لإيجابيًا بعد ذلك أتذكر تلك الكلمات الحانية للشيخ محمد غفر الله له ولكل من قدم جهودًا كريمة للإسلام والمسلمين أحدثت أثرًا طيبًا وإيجابيًا .
وعلى الرغم من وجود عملاقين من الأندية الرياضية السعودية بمدينة جدة وهما نادي الاتحاد والنادي الأهلي إلا أنني أذكر أن نادي الربيع رغم تأخره في كرة القدم حيث كان إبان عضويتي من أندية الدرجة الثانية وصعد إلى الدرجة الأولى لكنه كان المتصدر والمتسيد على أندية المملكة آنذاك في مجموعة من الألعاب مثل رياضة رفع الأثقال والمصارعة الرومانية والدراجات وتنس الطاولة وكان من بين ممتاز السلة والطائرة لكننا لمسنا كما لمست مجالس إدارة النادي السابقة تسرب أفضل اللاعبين إلى أندية الاتحاد والأهلي لما يتوافر فيهما من إمكانيات لا تتوافر لدى نادي الربيع وكان ذلك قبل نشأة الاحتراف في الأندية السعودية ، وأذكر أننا أخرجنا أكثر من مطبوع للنادي يرصد تاريخه وتطوره وإنجازات فرقه في الألعاب المتنوعة ، وقد احتفظت بتلك المطبوعات في مكتبتي الخاصة ، ولأسباب انشغالي فيما بعد بمجال الصحافة وتأليف بعض المؤلفات الخاصة فقد طلبت إعفائي من عضوية مجلس الإدارة قبل أن تنتهي فترتها بأشهر قليلة ولم أكرر الترشح لعضوية مجلس الإدارة في الدورات التالية ، لكنني كنت أتابع حركة النادي ونشاطاته قبل أن أنتقل إلى خارج الوطن العزيز للعمل في الأكاديمية السعودية بموسكو .
لقد تعلمت من العمل التطوعي من خلال عضوية مجلس الإدارة بنادي الربيع أن السعادة التي ينشدها الكثيرون من التواقين لها يمكن أن يجدونها في الأعمال التطوعية حيث يبذل الفرد أقصى ما لديه من جهد لمرضاة الله تعالى بما ينفع الآخرين ، ويشاهد أثر جهوده الطيبة في الذكر والشكر والتقدير ممن أثر فيهم وتأثروا به ، وأن العمل التطوعي المخلص للمشاركة في تنمية الوطن لا يتطلب أن يكون له مقابل دنيوي مادي أو معنوي مادامت النية معقودة على احتساب الأجر والثواب عند الله تعالى ، وهو ما يعزز في النفس الرضا والاعتداد بالجهود المثمرة برًا وتقوى ، وكذلك كان شعوري خلال تلك الفترة من تطوعي للعمل في عضوية مجلس إدارة نادي الربيع ، ولعل ما حققته من نجاحات تالية بتوفيق الله تبارك وتعالى كان بسبب النية الصافية والإخلاص الذي توشحت به خلال تلك الفترة التطوعية بتوفيق الله ، وأنصح الشباب المحب لوطنه ومنفعة الإسلام والمسلمين الانخراط في الأعمال التطوعية في مجالات البر والخير ومنفعة الناس والترشح إلى عضوية المؤسسات والجمعيات والأندية واللجان التي تقدم في أنشطتها المتنوعة ما يساعد على نماء الوطن والمواطنين وقضاء حاجات الناس بما يرضي الله تعالى ، وأؤكد للجميع بأن ما سيتركونه من آثار إيجابية من أعمالهم التطوعية ستكون بإذن الله مفاتيح للرزق والخير ورفعة الدرجات لهم في الدنيا والآخرة ، والله الموفق والمستعان .،،،
الله يقويك. ويزيدك علم ونور
الحقيقه انت من الاشخاص الذين يندر وجودهم بهذا الزمن
واصل ونحن هنا ننتظر المزيد
لك كامل الود