الوقفة (71) : إلى الكويت ممثلا للمملكة في ورشة عمل
في عام 1427هـ 2006م وبعد بضعة أشهر من مشاركتي في دولة تونس العربية في مؤتمر دولي تلقت وزارة التربية والتعليم دعوة من اللجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم والثقافة لترشيح مرشح المملكة العربية السعودية لحضور ورشة العمل شبه الأقليمية حول حقوق الإنسان والمواطن في المناهج التعليمية في دول الخليج ، والتي قامت على تنظيمها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم -الإيسيسكو-بالتعاون مع اللجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم والثقافة في المدة من 10-14 ربيع الأول 1427هـ، وتم ترشيحي لتمثيل المملكة والوزارة لحضور ورشة العمل تلك ولله الحمد .
وعملت بالتنسيق مع الجهة المنظمة على المشاركة الفاعلة في الورشة ، فقمت بإعداد بحث حول حقوق الإنسان والمواطنة في المناهج التعليمية،وورقة عمل حول البيئة التعليمية في مدرسة المستقبل في ظل تطورات التقنية والاتصالات والمعلوماتية، وتم اعتماد مشاركتهما في ورشة العمل بعد تحكيمهما من اللجنة العلمية للورشة ، وغادرت وطني العزيز إلى دولة الكويت الشقيقة وكانت المرة الأولى التي أزور فيها الكويت ، وبعد استقبال حافل من الجهة المنظمة تم إسكاني في فندق الهوليدي إن وتخصيص سيارة خاصة لتنقلاتي من الفندق إلى موقع إنعقاد ورشة العمل ذهابًا وإيابًا خلال مدة تواجدي في مدينة الكويت ، وقد شرفت في تلك الورشة إضافة إلى تقديم البحث وورقة العمل برئاسة جلسة من جلسات ورشة العمل الأقليمية التي حضرها مجموعة من المهتمين بالتربية والتعليم في دول الخليج وممثلين عن الآيسسكو ورعاها آنذاك وزير التعليم في دولة الكويت الشقيقة ، كما شاركت في لجنة الصياغة النهائية لتقرير الورشة ، والتقيت بزملاء من وزارات التربية والتعليم في دول الخليج سبق لي الإلتقاء ببعضهم في تونس ممثلين لأوطانهم في المؤتمر ، وكما هو الحال في مثل هذه المشاركات الأقليمية وخاصة على مستوى دول الخليج يلاحظ التنافس الشريف بين المشاركين لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه لزملائهم المشاركين وتعد من الفرص الجيدة لاكتساب خبرات جديدة في المجال الذي يمثل موضوع اللقاء أو الورشة أو المؤتمر ، وأذكر أنني في تلك المرحلة قطعت وشريكي في البحث الميداني حول تعليم مبادئ حقوق الإنسان شوطًا لا بأس به في مراحل الإجراءات الميدانية ولقيت من الزملاء في دول الخليج ترحيبًا بتوسيع دائرة البحث على مستوى دول الخليج واستعدادهم للمشاركة معي للتوصل إلى نتائج تفيد في عمليات التطوير التربوي وتطوير المناهج على مستوى دول المجلس ، وقد وعدت الزملاء ببحث الموضوع مع شريكي في البحث ، أو القيام ببحث مستقبلي لذات الغاية بالشراكة معهم، وشغلت بعد إنجازي وشريكي البحث بالقيادة التربوية الميدانية فاعتذرت للزملاء من دول الخليج عن عدم تمكني من إتمام المشروع المأمول معهم .
وكما هي عادتي في الكثير من المشاركات الخارجية الحرص على الاستفادة من الوقت المتاح على هامش المشاركة في التعرف على أهم معالم البلد المنظم فقد زرت بعض الأسواق الشعبية وبعض المتاحف ومجلس الأمة الكويتي واستمتعت ببعض الوقت على الشاطيء وزرت مركز العلوم والتكنولوجيا وبرج الكويت وغيرها من المعالم الحضارية التي تزخر بها مدينة الكويت ، وبعد أن فرغت من ورشة العمل عدت إلى وطني بالكثير من الخبرات التربوية والتعليمية وخاصة ما اتصل منها بموضوعات مدرسة المستقبل والتربية على حقوق الإنسان والمواطنة ، وبدأت الاهتمام فعليًا بموضوع مدرسة المستقبل والبحث في مجالها وشاركت في أكثر من لقاء وورشة عمل حول تطوير التربية والتعليم في دول الخليج ومدرسة المستقبل كان أبرزها مشاركتي في المؤتمر الدولي ومنتدى التعليم العالمي في دورته الثالثة لعام 2010م بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة متحدثًا رئيسًا وممثلا لوزارة التربية والتعليم ومقدمًا ورقة عمل بعنوان ” البيئة التعليمية في مدرسة المستقبل ” وذلك في المدة من 23-25 فبراير 2010م ، وقد شغلت خلال السنوات التي تلت مناقشتي للدكتوراه في التربية بالقيادة العليا في وزارة التربية والتعليم وفي الميدان التربوي وشغلت معها بالبحث العلمي في الكثير من الموضوعات المتصلة بالتربية والتعليم عامة وبالتربية والتثقيف على حقوق الإنسان خاصة وبمدارس المستقبل والمدارس المستقلة وقدمت عنها الكثير من البحوث والدراسات والمشاركات العلمية الفاعلة داخل الوطن وخارجه ، وقد تمت استضافتي من الإدارة العامة للتربية والتعليم في العاصمة المقدسة متحدثًا رئيسًا في الأنشطة التي نفذتها احتفاءًا باختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية وقد كانت ورقة العمل التي أعددتها ونشرت في الكتيب التوثيقي للمناسبة بعنوان ” التربية على حقوق الإنسان في مناهج التعليم بالمملكة العربية السعودية ” كما قدمت في ذلك اللقاء شرحًا مفصلا عن الإستراتيجية الوطنية للتثقيف بحقوق الإنسان التي تبنتها اللجنة الوطنية للتثقيف بحقوق الإنسان عندما كنت رئيسًا لها ، وتتابع اهتمامي بهذه الموضوعات ولا أزال في عمليات البحث عن المفيد لتطوير التربية والتعليم والثقافة في الوطن العزيز بناء على أسس ومبادئ حماية حقوق الإنسان وتعزيز الأخذ بنظام مدارس المستقبل المستقلة فهي من وجهة نظري الحل الأمثل لتطور التربية والتعليم وتجويد مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها.
وكنت ولا أزال أعتقد بأن انفصال دول الخليج وهي تحمل ذات الثقافة والعقيدة والتاريخ إلى مجموعة دول متعددة يعد هدرًا لقواها البشرية وتشتيتًا لقدراتها الإقتصادية التي لو اتحدت لشكلت قوة عظيمة ومهابة ، وعلى الرغم من إنشاء مجلس التعاون الخليجي منذ مايزيد عن الثلاثين عامًا إلا أن جهوده في سبيل تحقيق الإتحاد والوحدة لدول الخليج قاصرة عن الوفاء بأقل المتطلبات الضرورية التي يتطلع إليها المواطن الخليجي للتعايش المشترك ، ففي كل زيارة لي إلى أي دولة من دول الخليج يتأكد لدي الشعور بأن انفصالها إلى دول متعددة لا يتلاءم مع طبيعة سكانها ومواطنيها الشائع بينهم الألفة والمحبة والتوادد والتراحم والتماثل في الكثير من الصفات الاجتماعية والثقافية ، وقد يدرك الجيل القادم بإذن الله تعالى تحقيق هذا الحلم الذي سيظل أملا لجميع أفراد شعوب المنطقة الخليجية ، وقد استبشرنا خيرًا عندما نادى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى بالتحول في سياسة مجلس التعاون الخليجي نحو الاتحاد بدلا عن التنسيق والتعاون ، ونأمل أن يوفق الله الحكومات الخليجية الحالية والمستقبلة إلى تحقيق الوحدة والاتحاد المأمولين لتنعم شعوب بلداننا بخيرها في كل المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية ، والله الموفق والمستعان .،،،