الوقفة (82) : الفوز بجائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج للبحوث والدراسات
بعد أن أنجزت وشريكي الأستاذ الدكتور عبدالله الفهد وفقه الله الدراسة التي وسمناها بتعليم مبادئ حقوق الإنسان في مناهج الاجتماعيات للمرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية ، في العام الهجري 1428هـ تقدمنا بالدراسة إلى جمعية جستن لتولي طباعتها ضمن الدراسات والبحوث التي تقوم على طباعتها لأعضاء الجمعية ، وفي الوقت نفسه أعلن مكتب التربية العربي لدول الخليج استقبال الدراسات والبحوث للراغبين المشاركة في مسابقة المكتب للحصول على جائزته في البحوث والدراسات ، وقد تلقينا إجابة المكتب ولله الحمد قبل إجابة الجمعية بدخول الدراسة ضمن الدراسات المرشحة للحصول على الجائزة ، وقد تم إعلان نتيجة الدراسات والبحوث الفائزة بجائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج في دورته المالية 1428/1429هـ وكان من بينها دراستنا الميدانية حول تعليم مبادئ حقوق الإنسان .
ومساء يوم السبت 24 جمادى الأولى 1431هـ ، أقام مكتب التربية العربي لدول الخليج حفله السنوي لتسليم جوائز المكتب الدورية في مدينة الرياض ، وقد رعاه آنذاك صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، وزير التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية وحضره مجموعة من الوزراء السابقين والقائمين لوزارات التربية والتعليم في دول مجلس التعاون لدول الخليج ومجموعة من قيادات التربية والتعليم وأعضاء مجلس الشورى ، وتخلل الحفل كلمة لمعالي مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور علي بن عبد الخالق القرني وفقه الله أوضح فيها أن الجائزة تأتي من أجل تشجيع الباحثين والمبدعين من أبناء المنطقة على خدمة أهداف التنمية الشاملة وهي تعد بمثابة تقدير مادي ومعنوي للإبداع والمبدعين، إضافة إلى تشجيع التجارب التربوية التطويرية، وإثراء الفكر التربوي بما يحقق الرؤية المتميزة للمنطقة التي دأب المكتب على تشجيعها وجاء وقت التكريم حيث شرفت وشريكي في الدراسة بتسلم درع الجائزة وشهادتها وشيك بقيمة الجائزة الممنوحة من المكتب وألقيت كلمة الباحثين الفائزين بالجائزة ، فكانت لحظات اعتزاز وفخر بما تحقق لنا بفضل الله تعالى من إنجاز عمل علمي تربوي نال جائزة المكتب وتقدير القائمين على الجائزة واللجنة العلمية والمحكمين ، ويتوقع أن يسهم بشكل إيجابي في تطوير التربية والتعليم في دول المجلس ، وقد تم طباعة الدراسة العلمية التي نلنا شرف الفوز بجائزة المكتب عنها في كتاب حمل عنوانها وشرفت بتوقيعه على منصة توقيع الكتب في معرض الرياض الدولي للكتاب في عام 1435هـ ، بعد أن وقعت في السنة التي قبلها أربعة كتب من مؤلفاتي التي بلغت ولله الحمد أكثر من ثلاثين مؤلفًا عملت على تأليفها في أكثر من عشرين عامًا بذلت فيها قصارى جهدي لإنتاج المعرفة مرضاة لله تعالى من أجل الانتفاع بها لدى عشاق المعرفة وطالبي العلم ، وأدعو الله تعالى أن يجعلها جميعًا من العلم الذي ينتفع به .
لقد كان فوزي بجائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج هي المرة الثانية التي أنال فيها جائزة دولية في مجال البحوث والدراسات فقد سبق وأن حصلت على جائزة دولية في موسكو عن بحثي الذي وسمته بمشكلات التنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية وطبع البحث في جامعة سانت بطرسبورغ ، وكان حصولي على الجائزتين محفزًا لي للمشاركة في مسابقات دولية أخرى ومنها مسابقة وزارة الإعلام السعودية حيث تقدمت إليها بأكثر من مؤلف خلال دورات معرض الكتاب للأعوام 1434هـ 1435هـ إلا أنني لم أوفق فيهما بالحصول على أي من جوائز الوزارة للكتاب ، ولا أزال أطمح في أن أنال إحدى الجوائز المحلية أو الدولية في مجالات البحوث والدراسات والمؤلفات العلمية ، فقد أنجزت ما يستحق من وجهة نظري الحصول على إحداها ، وسأستمر بعون الله تعالى في بذل الجهد لإنجاز بحوث ودراسات ومؤلفات جديدة تنفع الوطن والأمة وتستحق إحدى تلك الجوائز التي أسهمت بالفعل وتسهم في حفز الكتاب والباحثين على بذل المزيد من الجهود للإنتاج وتجويد إنتاجاتهم وترفد المكتبات الوطنية والعالمية بالمزيد من العلم النافع .
لقد استثمرت الكثير من وقتي في الدراسة والتأليف وإنجاز البحوث والدراسات المتنوعة في مجالات العلم والثقافة وتعاونت مع مجموعة من الجامعات والمؤسسات العلمية والجمعيات ومراكز البحوث لإنجاز الدراسات والبحوث ومساعدة الباحثين وطلاب العلم وتحكيم الدراسات وأدوات البحث العلمي وشاركت في الكثير من مشاريع التأليف والإنتاج العلمي وكنت في كل مشاركة أحس بسعادة غامرة لإنتاج ما ينفع الناس وأملي في مرضاة الله تبارك وتعالى ورفعة الدرجات في الدنيا والآخرة ولم أندم على أي دقيقة أو لحظة بذلتها في هذا الطريق الذي رزقني الله فيه الصبر والتحمل والعزيمة على الإنجاز بل أن ما استثمرته حقيقة في حياتي هو الزمن الذي بذلته في طلب العلم وإنتاج المعرفة ومساعدة الآخرين على استثمار أوقاتهم في مرضاة الله طلبًا للعلم وإنتاج المفيد من المعرفة والعلم ، ولعلي في هذه الوقفة أؤكد على أن طريق العلم وإن بدى للكثيرين شاقًا إلا أن فيه من السعادة ما يغلب على مشقته ، ولذلك أوجه النصيحة للجيل المعاصر والمستقبل أن ينطلقوا في طلب العلم ولا يتذمروا من استثمار الوقت في الدراسة والبحث والإنتاج العلمي ، وأن ينتجوا ما يرون أنه نافعًا للأوطان ولأمة الإسلام فالعالم في تنافس شديد لإنتاج المعرفة المتطورة ولا ينبغي لأمة الإسلام إلا أن تتصدر الأمم في العلم وإنتاج المعرفة النافعة والمتطورة ، فالحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو الأحق بها .
لقد شاء الله تبارك وتعالى أن يكون من المواقف الرائعة استلامي ثلاث جوائز وطنية ودولية من يدي صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وفقه الله ، الأولى في مدينة جدة في عام 1415هـ للمعلم المثالي على مستوى الوطن وجاءت الثانية في مدينة الرياض في عام 1431هـ لفوزي بجائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج وكانت الثالثة في مدينة الرياض أيضًا لفوزي بوسام رائد الجودة التربوية في عام 1433هـ ، وقد ذكرت ذلك لسموه فرد علي ملاطفًا بقوله : لعل في وجهي فأل خير لك ، فقلت : ذلك فضل الله علي لأذكركم بما اعتززت بذكره والاشارة إليه ما دمت أشعر بالاعتزاز ، ولعلي أتناول في وقفة أخرى وصف بعض مشاعري عندما نلت ولله الحمد وسام رائد الجودة في التربية والتعليم ، وأعتقد بأن مثل تلك المواقف جميعًا إذا ما وفق الله إليها مكافح فستكون له ذكرى لا تنسى لما ارتبط بها من مشاعر سعادة وفخر واعتزاز ، وأدعو الله أن يوفق طلاب العلم والباحثين إلى تحقيق المزيد من مواقف الشرف والفوز بالجوائز المحلية والدولية ، والله الموفق والمستعان .،،،