الوقفة (94) : على منصة توقيع الكتب في معرض الرياض الدولي للكتاب
في مطلع العام الهجري 1433هـ شاركت ولله الحمد في معرض الرياض الدولي للكتاب بثمانية كتب منشورة من تأليفي من خلال جناح المؤلف السعودي الذي افتتح لأول مرة في المعرض ، وكانت المجموعة التي شاركت بها تضم كتاب الحقائب التعليمية وكتاب المعلم السعودي وكتاب مشكلات التنمية الاجتماعية في المملكة وكتاب خميسيات حالمة إضافة لأربع كتب جديدة شاركت بتوقيعها في منصة توقيع الكتب في المعرض وهي كتاب تطوير برامج إعداد المعلمين وكتاب حقائب تدريبية في التفكير والتخطيط الاستراتيجي وكتاب قضايا ورؤى تربوية المجموعة الأولى وكتاب قضايا ورؤى تربوية المجموعة الثانية ، وقد كانت المشاركة في المعرض هي المشاركة الأولى بمجموعة مؤلفات حيث كانت المشاركات السابقة من خلال موزعي بعض كتبي من دور النشر السعودية والمؤسسات الثقافية .
وفي الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة 26 ربيع الثاني 1433هـ الموافق 6 مارس 2013 ، تشرفت بالتوقيع على مؤلفاتي المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب على المنصة المخصصة لذلك داخل المعرض وتشرفت أثناء التوقيع بلقاء على الهواء مباشرة على القناة الثقافية السعودية ومجموعة لقاءات صحافية لمجموعة من الصحف المحلية والعربية ، كما تشرفت بلقاء مجوعة من المهتمين بالشؤون الثقافية والإعلام الثقافي في المعرض والتقطت لي معهم و مع الزوار والأصدقاء الصور التذكارية وقد كانت فرصة سانحة لتبادل الخبرات مع الكثيرين من المهتمين بالكتاب وبالحراك الثقافي العربي عامة وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص ، وقد شاركت في ذلك العام بمؤلفين ضمن جائزة الكتاب السنوية التي تقيمها وزارة الثقافة والإعلام متزامنة مع المعرض الدولي للكتاب إلا أنني لم أفز في أي من فروع الجائزة وقد هنأت الفائز في مجال الكتب العلمية والتربوية سعادة الأخ الدكتور راشد العبدالكريم الذي فاز مؤلفه بالجائزة في تلك الدورة ، وقد كررت مشاركتي في معرض الرياض الدولي للكتاب في العام التالي 1434هـ 2014م بنفس مجموعتي المشاركة سابقًا في جناح المؤلف السعودي مضافًا إليها كتابي الجديد كتاب تعليم مبادئ حقوق الإنسان في مناهج الاجتماعيات الذي شرفت بتوقيعه على منصة توقيع الكتب في المعرض مساء يوم السبت 7 جمادى الأولى 1435هـ الموافق 8 مارس 2014 وهو الكتاب الذي سبق أن نلت عليه مع شريكي في التأليف على جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج للبحوث والدراسات في دورة العام الهجري 1431هـ ، وقد شرفت كذلك بالعديد من اللقاءات الإعلامية للقنوات والصحف خلال مشاركتي بتوقيع الكتاب ، وقد شاركني أفراد أسرتي حضور توقيعي على مؤلفاتي في الدورتين ، ولا تزال لدي الرغبة في المشاركة بالجديد من المؤلفات في معرض الرياض الدولي للكتاب والمعارض الدولية الأخرى ، وقد فرغت بعد آخر مشاركة في المعرض من إنجاز ثلاث مؤلفات ولله الحمد وقد يأذن الله لي أن أوقعها في معرض الكتاب الدولي القادم .
والحقيقة أن رحلتي مع الكتاب بدأت مبكرة كماهي رحلتي مع البحوث والدراسات العلمية ، فقد بدأتها جادًا من المرحلة الجامعية ، واستمريت شغوفًا بإنتاج المزيد من العلم النافع لمنفعة الأمة والوطن حتى اليوم ، ولعلها أحد الشمائل التي من الله علي بها ، فسعادتي الكاملة أجدها مع الكتاب وبين صفحاته ومع القلم وما ييسر الله لي أن أخط به من علم نافع، ولم أكن من الراغبين في المتاجرة بالعلم والإنتاج الفكري فلم أحرص على تسويق مؤلفاتي بهدف الربح بل حرصت على إيصالها مجانًا إلى مريديها والمنتفعين بها من طلاب العلم والمهتمين عن طريق الإهداءات ونشر نسخها الإليكترونية المتوافرة من خلال موقعي الإليكتروني على الإنترنت ، وسأستمر على منهج نشر العلم للعلم ونفع الناس إيمانًا مني بأن ما عند الله من الأجر أكبر مما يمكن أن أتحصل عليه من مال أو سمعة في الدنيا، وأدعوا الله أن يجعل كل أعمالي خالصة لوجهه تعالى ولتحقيق مرضاته واستحصال ما أعده للصالحين من عباده من أجور ودرجات عليا في الجنة .
لقد تطور الاهتمام بالتأليف وحقوق المؤلفين في وطني وانتشرت في ربوعه ولله الحمد العديد من المكتبات العامة والمكتبات الجامعية والتعليمية ومكتبات القطاع الخاص والجمعيات وازدادت دور النشر وسجلت حضورًا مؤثرًا في معارض الكتاب الدولية داخل الوطن وخارجه ، وتزايدت اهتمامات الأندية الأدبية والثقافية بنشر الكتب والاصدارات وشكلت دافعًا محفزًا للكثيرين من عشاق التأليف والإنتاج العلمي والثقافي ، وقد حضيت بشرف طباعة أحد مؤلفاتي في النادي الأدبي بمنطقة الباحة كما شرفت بطباعة مؤلفين آخرين من مؤلفاتي على حساب أحد رجال الأعمال المهتمين بنشر العلم ، وقد دفعت مؤخرًا بمؤلفين جديدين لأحد الأندية الأدبية في وطني العزيز وقد يأذن الله بنشرهما ضمن إصدارات النادي ، وهذه الوقفات ستشكل في مجموعها مؤلفي الأخير الذي أرجو أن ينفع الله به فهو يضم خلاصة خبراتي وتجاربي والمواقف التي لا أزال أتذكرها مما أعتقد بأنها تحتوي على الخبرة والتجربة النافعة ، وأرجو من الله التوفيق لاتمامها وفق خطتها المرسومة .
ونصيحتي في هذه الوقفة لعشاق التأليف والبحث العلمي باستثمار الوقت لإنتاج المعرفة المعلمة والنافعة ويكفي المرء تخصيص ساعة يوميًا لتدوين صفحة أو صفحتين مما يرى فيه النفع وسيتكون لديه في كل عام بإذن الله مؤلف أو مؤلفين يمكن الإسهام بها في مجالات العلم والثقافة وتكون إضافة مهمة للمكتبة الوطنية ، فحركة التأليف في بلادنا العربية لا تزال متأخرة قياسًا بما هي عليه في دول أوربا وأمريكا ، وتتنافس الدول على الإنتاج المعرفي كما تتنافس على القراءة ولعلنا نحقق في مستقبلنا ما يجعلنا بين الدول المتقدمة في خدمة التأليف والمؤلفين ، والله الموفق والمستعان .،،،