كلٌ له حُلُمٌ مازالَ يَحْتضِرُهْ ..
ومَقصدٌ لا يملَّ العمرَ ينتظرُهْ ..
فحَالِمٌ همُّهُ للمالِ يجمعُهُ ..
فإنْ بلغْ تسعةً فقصدُهُ العَشَرَةْ ..
وحالِمٌ أنَّهُ سُلطانَ مملكةٍ ..
يَدِينُ فيها لهُ بالطاعةِ المَهَرةْ ..
وحَالِمٌ أنَّهُ في قَومِهِ عَلَمٌ ..
مُقَدَّمٌ في المجالسِ طيبُ الأثَرةْ ..
وحَالِمٌ أنَّهُ في العِلْمِ مدرسةٌ ..
ولا تُشَقُّ له في عِلْمِهِ الغَبَرةْ ..
وحَالِمٌ أنَّهُ يَرْقى لِمنْزِلةٍ ..
يكونُ فيها فريدًا دُونَما عَثَرةْ ..
وحَالِمٌ أنَّهُ في الناسِ داعيةٌ ..
من التُقَاةِ بيومِ الفصلِ والبررةْ..
وحَالِمٌ أنَّهُ يُعْطي بِلا قَتَرٍ ..
وحَالِمٌ أنَّهُ يَحيَا بلا قَتَرةْ ..
وحَالِمٌ لمْ يَمَلّ الحُلْمَ مُنتظِرًا ..
تَحقيقَ حُلْمٍ تَعدّى قَصْدُه أثَرهْ ..
فالحُلْمُ حُلْمٌ وبعضَ الحُلْمِ مُعجِزَةٌ..
وبعضُنَا حُلْمُهُ في التيهِ قد أسَرهْ ..
فاحْلَمْ ولكنْ بِمَعقولٍ ومُقتدَرٍ ..
واعملْ لِتحقيقِهِ والنفسُ مُنْتَصِرةْ ..
فليسَ أسوأُ من حُلْمٍ تَحَارُ بهِ ..
نفسُ الطَموحِ فَتغدوا فيه مُنْكَسِرةْ ..