الاعتزال

 

 

 

قَيَّمَ الأحْوالَ مِنْ حَولِهِ ثُمَّ اعْتَزَلْ..

وَجَدَ النَاسَ تَحْيَا بَينَ جَدٍّ وَهَزَلْ..

 

بَيْنَهُمْ مَنْ قَامَ للهِ وَصَلّى وَاعْتَمَرْ..

ثُمَّ أفْنَى عُمْرَهُ بَينَ البَذَاءَةِ وَالغَزَلْ..

 

ظالمٌ كَذَّابُ لَا يُوفي لِجَارٍ حَقَّهُ..

مُسْرِفٌ مُرْتَابُ لَمْ يَرْدَعْهُ دِينٌ مُكْتَمِلْ..

 

يَصْعَدُ المِنْبَرَ يَدْعُوا النَّاسَ هَيَّا..

نَحْوَ تَقْوَى اللهِ مِنْ غَيرِ رِيَاءٍ أوْ زَلَلْ..

 

ثُمَّ يَأتِي المُوبِقَاتِ جَهَارًا ضَارِبًا..

بِفَتَاوَاهُ عَرَضَ الأرضِ مِنْ غَيرِ خَجَلْ..

 

يَغْمِطُ الحّقَّ عِنِ العُمَّالِ لَا يَأبَهْ بِهِ..

وَإذَا مَا دَانَهُ الدّائنُ فَلَا يُوفي الأَجَلْ..

 

وَرَأى المُغْتَابَ وَالنَّمّامَ يُعْطَى قِيمَةً..

وَيُقَدَمُ في احْتِفَالاتِ مَنْ فِيهِ احْتَفَلْ..

 

وَرَأى مَنْ يَشْهَدُ زُورًا مُعْرِضًا وَمُكَابِرًا..

وَإذَا قَاضَاهُ مَظْلُوٌم تَوَارَى وَارْتَحَلْ..

 

وَرَأى الغَشَّاشَ يَكْذِبُ في يِمِينٍ حَالِفًا..

عِنْدَ بَيعٍ أوْ شِرَاءٍ دُونَ خَوْفٍ أوْ وَجَلْ..

 

مَسْجِدٌ يَجْمَعْهُمُ في صَلاةٍ سُجَّدًا..

لِيُرَوا في أعَيُنِ النّاسِ مِنْ غَيرِ خَلَلْ..

 

وَإذَا مَا غَادَرُوا المَسْجِدَ عَادُوا عُصْبَةً..

مِثْلَ مَا كَانُوا عُصَاةً لَيْسَ مِنْهُمْ مَنْ عَقَلْ..

 

عِنْدَهَا قَرَّرَ أنْ الأمْنَ في هُجْرَانِهِمْ..

يَعْتَزِلْهُمْ ثُمَّ يَأوي لِمَكَانٍ مُنْعَزِلْ..

 

يَعْبُدُ اللهَ تَقِيًا دَونَ شِرْكٍ مُهْلِكٍ..

وَيُنَاجِي اللهَ في العُزْلَةِ مِنْ دُونِ كَلَلْ..

 

لَا يُرَائي النَّاسَ إنْ صَلّى وَحِيدًا مَفْرِدًا..

وَيَصُونُ العَينَ مِنْ مَشْهَدِ الإثْمِ الجَلَلْ..

 

يُشْغِلُ الوَقتَ بِتَسْبيحٍ وَذِكْرٍ صَادِقٍ..

وَيُؤدّي الحَقَّ لَا يُثْنِيهِ أفَّاكٌ جَهِلْ.. 

 

اعْتَذِرْ عَنْ كُلِّ جَمْعٍ فِيهِ إثْمٌ ظَاهِرٌ..

وَيُوَاصِلْ عُزْلَةَ النّفْسِ لِيرْقى في العَمَلْ..

 

قَدْ يُرَى في أعْيُنِ البَعَضِ مُحِقًّا إنَّهُ..

قَرَّرَ العُزْلَةَ وَالتَّمْثِيلُ ذَنْبٌ لَمْ يَزَلْ.. 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شعر جديد

    ما بين شعر مغنّى هزّه الطرب.. وبين شعر مقفّى كله ...