إنَّ شِعْرِي لَوْ تُرَصِّعْهُ الحُلَلْ..
وَيُعِيدُ الشَّوقَ مَنْ غَيرِ هَزَلْ..
لَيْسَ يَرْقَى إلى مَنْ قَدْ نَظَمْ..
“إنَّمَا الحِيْلَةُ في تَرْكِ الحِيَلْ”
أوْ إلى مَا قَدَّمَ مِنْ نُصْحٍ لَهُ..
في بُيُوتِ الشِّعْرِ مِنْ هَذَا المَثَلْ..
“لَا تَقُلْ أصْلي وفَصْلي أبَداً..
إنَّمَا أصْلُ الفَتى مَا قَـْد حَصَلْ..”
سَأحَاولُ جَاهِدًا أبْنِي هُنَا..
بَيْتَ شِعْرٍ لَا يُواريهِ الخَجَلْ..
فِيهِ نُصْحٌ فِيهِ عِلْمٌ نَافِعٌ..
فِيهِ إرْشَادٌ يُجَافِيهُ الزَّلَلْ..
فِيهِ إحْقَاقٌ لِحَقٍ وَاضِحٍ..
فِيهِ كَشْفٌ لِلخَطَايَا وَالخَلَلْ..
فَانْتَبهْ لِلنَّظْمِ إنِّي عَازِمٌ..
أتْرُكُ النَّظْمَ إذَا لَمْ يَكْتَمِلْ..
أيُّهَا العَاقِلُ فَاعْقِلْ إنَّهُ..
فَازَ بِالإحْسَانِ مَنْ فِينَا عَقَلْ..
وَتَرَدَّى مَنْ تَعَدَّى قَاصِدًا..
ظَالمًا نَفْسًا تَوَارَتْ بِالخَجَلْ..
وَتَسَامَا مَنْ تَعَامَى تَارَةً..
عَنْ خَطَايَا غَيرِهِ أوْ مَنْ غَفَلْ..
غُضَّ طَرْفَ النَّقْدِ عَنْ إطْلاقِهِ..
فَعَذَابُ النَّفْسِ مِنْ مَكْرِ المُقَلْ..
وَتَعَلّمْ كَيْفَ تَبْدُو صَابرًا..
عِنْدَمَا يَغْشَاكَ خَطْبٌ أوْ جَلَلْ..
وَتَجَنّبْ أنْ تُجَامِلْ فَاسِدًا..
بِمَدِيحٍ لَنْ يُصَدِّقْهُ الخَبِلْ..
سِرْ عَلى دَرْبِ الهُدَى مُتَّكِلًا..
مَا تَخَيَّبَ مَنْ عَلى اللهِ اتَّكَلْ..
وَتَوَاضَعْ في بِلادٍ أهْلُهَا..
أهْلُ مَعْرُوفٍ وَإحْسَانٍ وَطَلْ..
وَتَدَرّبْ حِينَ تَرْجُو غَايَةً..
فَعَدُو السَّعْيَ لِلعَليَا الكَسَلْ..
يَا ابنَ رُوميْ إنَّ شِعْري سَابِحٌ..
بَينَ أقْمَارٍ وَنَجْمٍ مَا أفَلْ..
فَلَكَ الأوُلى وَليْ مَا بَعْدَهَا..
عِنْدَمَا يَحْكُمُ فِينَا مَنْ عَدَلْ..
فِإذَا أحْسَنْتَ فِيمَا قُلْتَهُ..
فَلَعَلّي هَاهُنَا كُنْتُ البَطَلْ..
وَلَعَلّي قُلْتُ شِيئًا نَافِعًا..
غَيرَ مُحْتَالٍ وَلَا مَنْ قَدْ بَخِلْ..
فَارْجِعَ الأمْرَ إلى أهْلٍ لَهُ..
فَليَ الإبْدَاعُ وَلِلنّحْلِ العَسَلْ..
قَدْ تَسَاءلْتَ وَهَا أنَا سَائِلٌ..
أيْنَ مَنْ سَادُوا بُغاةً وَدُوَلْ؟
قُلْتَ قَبْلي أيْنَ عادٌ بَعْدَمَا..
حَكَمَ اللهُ عَليْهِمْ وَنَكَلْ؟
” أيْنَ أرْبَابُ الحِجَى أهْلُ النُّهَى؟
أيْنَ أهْلُ العِلْمِ وَالقَومُ الأوَلْ؟”
وَأنَا في هَذِهِ أسْألُ عَنْ..
كُلِّ مَنْ قَدْ مَاتَ قَبْلاً وَانْتَقَلْ؟
أيْنَ مَنْ كَذَّبَ وَحْيًا ثَابِتًا؟
وَرَسُولاً صَادقًا أعْطَي الأَمَلْ؟
أيْنَ مَنْ ألْحَدَ بِاللهِ وَلَمْ..
يَعْتَرِفْ بِالوَحيِ أوْ حَقٍ نَزَلْ؟
أيْنَ أهْلُ الشِّرْكِ مِمَّنْ أسْرَفُوا؟
وَطَغَوا في الأرضِ مِنْ غَيرِ خَجَلْ؟
أيْنَ مَنْ ضَرَبَ اللهُ لَهُمْ..
في كِتَابٍ بَيّنِ الآيَاتِ مَثَلْ؟
إنَّهُمْ عَادُوا إلى رَبٍّ لَهُمْ..
يَعْلَمُ الخَافِي وَأرْبَابَ الزّلَلْ..
وَيُجَازِي كُلَّ عَبْدٍ عَادِلاً..
مُذنِبٍ أوْ مَنْ تَعَدَّى وَغَفَلْ..
فَاسْتَقِمْ وَاعْدِلْ لِتَنْجُو إنَّمَا..
يَأتيَ الأجْرُ عَلى جِنْسِ العَمَلْ..
يَا ابْنَ رُوميْ يَا بَدِيعًا نَظْمُهُ..
هَذِهِ مِنّي لِتُوصِلَ مَنْ وَصَلْ..
وَإذَا مَا قُلتُ شَيئًا فَوْقَهَا..
فَلأنّي صِرْتُ في قِمّةْ جَبَلْ..
كَلُّ مَا حَوْلي نُجُومٌ وَسَماءٌ..
وَعَلى القِمَّةِ جَاوَزتُ المَطَلْ..
بَارَكَ اللهُ بِشِعْرٍ قَائِلٍ..
قَدْ أقَلَّ الفِكْرَ فِيمَنْ قَدْ أقَلْ..
وَتَجَلّا بَينَ أشْبَاهٍ لَهُ..
وَتَسَامَا بَينَهَا ثُمَّ احْتَفَلْ..