للمرءِ في النّاسِ أصْحابٌ وأترابُ ،،
يَجُوبُ معهم ضِرابَ العُمْرِ إنْ جَابُوا ،،
ويَأنسُ المرءُ بالإخلاصِ في زمنٍ ،،
تَتُوهُ فيهِ معَ الأَحْداثِ ألْبَابُ ،،
إنَّ الكِرامَ وإنْ ضاقتْ معيشتُهم ،،
دامتْ فَضَائلُهمْ والأصلُ غَلّابُ،،
للهِ درَّ أناسٍ أينما ذُكِروا ،،
تطيبُ سيرتُهم حتَّى وإنْ غَابوا ،،
ورُبَّ مَكْرَمةٍ أبْدتْ شمائِلَهم ،،
كالغيثِ منْ وَدَقِ الأنْواءِ يَنْسابُ ،،
الخيرُ يعرفُهم والشَرُّ ينكرُهم ،،
وهمْ إلى البرِّ والمَعْروفِ أسْبابُ ،،
يحبُّهم كلُّ قلب ٍ مؤمنٍ فقهٍ ،،
فهمْ شموسٌ لِكلِّ الخلقِ أحبابُ ،،
طابتْ منازلُهم في كلِّ مَنْزِلةٍ ،،
وليسَ فيهمْ عن التوقيرِ أغرابُ ،،
فَصِلْ صديقَك في ضيقٍ وفي سَعةٍ ،،
حتَّى ولو أُغْلِقتْ في وجهِكَ البابُ ،،
ودُمْ على ودِّه فالودُّ مَحْمَدةٌ ،،
وكُنْ لهُ العونَ إنْ أظْلمْ بِه الغَابُ ،،
ولا تُصدِّقَ مُغتابًا يُريدُ أذىً ،،
ولا تُصدِّقَ في الأصحابِ من عَابوا ،،
ولا تَرُدَّ لِمنْ يحتاجُ مسألةً ،،
فخيرُ من يُنْجِدُ الأصحابَ منْ طَابوا ،،
وصادقَ البَرَّ إنَّ البرَّ مَغْنَمةٌ ،،
فكلُّ منْ صَادقَ الأبرارَ ما خَابوا ،،
واحفظْ لِأصحابِكَ الأبرارِ عزّتَهم ،،
فأنتَ فيهم عزيزُ النفسِ أوَّابُ ،،
وادعو لِصحبِكَ في حلٍ وفي سفرٍ ،،
بالخيرِ والسَّعدِ إنْ ذهبوا وإنْ آبوا ،،
واعلمْ بأنَّكَ والأصحابَ في سَبَقٍ ،،
وخيرُكم سَابقٌ للخيرِ طَلّابُ ،،