يَا مَنْ بَلَغْتَ مِنَ السّنينَ عِتِيّا..
وَمَضَيْتَ تَلهُو عَابِثًا وَعَصِيّا..
سَبْعُونَ عَامًا شَاهِدَاتٌ جُلّهَا..
بَمَا اكْتَسَبْتَ بِغُدْوَةٍ وَعَشِيّا..
هَلْ كَانَ قَلبُكَ آمِنًا في غَيِّهِ؟
أوْ كَانَ قَلبُكَ بِالمَشَاعِرِ حَيّا؟
أوْ كُنتَ تُؤمِنُ أنَّ رَبَّكَ وَاحِدٌ..
يُعْطِي وَيَمْنَعُ إنْ يَشَاءَ رَضِيّا..
وَإليهِ تَرْجِعُ وَالمَآلُ لِمُلْكِهِ..
فَتَرى حَصَادَكَ فَاسِدًا وَنَدِيّا..
يَا عَبْدُ مَا الدُّنْيَا سِوَى مَرْحَلةً..
تَفْنَى وَيَبْقَى مَا اكْتَسَبْتَ بَقَيّا..
إنْ كَانَ خَيرًا فَالنَّجَاةُ تَرُومُهَا..
أمَّا الذَّنَوبُ فَحُكْمُهَا مَقْضِيّا..
ارْجَعْ عِنِ الغّيّ الذِي تَهْوِي بِهِ..
في قَعْرِ حَارِقَةٍ وَلَسْتَ قَويّا..
وَاسْتَغْفِرِ اللهَ الرَّحِيمَ تَذَلُّلًا..
كَيْ تَغْدُو مِنْ كُلِّ الذَّنُوبِ نَقِيّا..
فَتَفُوزُ بِالأُخْرَى وَتَتْرُكُ فَانِيًا..
وَتَكُونُ في بَاقي السِّنينَ تَقِيّا..
العُمْرُ دَقَّاتٌ لِقَلْبِكَ فَانْتَبِهْ..
تَمْضِي حَيَاتُكَ مُسْرِفًا وَشَقِيّا..
سَبْعُونَ عَامًا لَيْسَ تَرْجُو بَعْدَهَا..
إلّا السَّلامَةَ مُسْلِمًا وَأبِيّا..
لِتَنَالَ رِضْوَانَ الكَرِيمِ وَفضْلَهُ..
وَتَكُونَ بَينَ الفَائِزينَ عَليّا..
تُبْ أيُّهَا العَاصِي فَمَالَكَ مَخْرَجٌ..
إلّا الثَّوابَ وَأنْ تَأوبَ سَوِيّا..
وَاكْثِرْ مِنَ الأذْكَارِ إنَّكَ رَابِحٌ..
تَرْوِي بِهَا نَفْسًا تَتُوقُ الرَّيّا..
فَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيرَ مَطِيّةٍ..
نَحْوَ النَّجَاةِ لِمَنْ يَكُونُ عَصِيّا..
وَجَنْةُ الفِردَوسِ لَيْسَ لِغَيرِهَا..
تَهْفُو النُّفُوسُ فَفُزْ بِهَا مَرْضِيّا..