المزرعة

 

لا تلومنَّ فلاحًا أتَى منْ مَزرعةْ

ثوبُهُ المفروجُ عَرَّى أذرُعَهْ

سابقَ الوقتَ لِيدركَ نَفْحةً

مِنْ شَذا شِعرٍ يُعطرْ مَسْمَعةْ

جاءَ والمِعْولُ في كفِ يدٍ

وطيورُ الشوقِ سًِربًا تَتْبعهْ

وحزامُ الخصرِ مَشدودٌ على

خِصرِه النّاحلِ لمْ يُبقي سَعهْ

انْثنى فوقَ حَصيرٍ مُهْترٍ

وتدثّرْ فوقَ ما قدْ جَمّعهْ

ثُمَّ أنْشدْ بعضَ شعرٍ قالَهُ

فيهِ مِمَا قالَ لَسْتُ بإمّعَهْ

أنا فلاحٌ وحُرٌّ شَاعرٌ

ينْظُمُ الشعرَ ويُمسِكْ أذْرُعَهْ

ليسَ بي لَبسٌ ولا بي جِنَّةٌ

ولِشعري في القَوافي مَنْفعَةْ

بعضُهُ عِلْمٌ وأخرى حِكْمةٌ

يَستطيبُ السامعُ إذْ قدْ يسْمعُهْ

منْ زرعْ وردًا جَنَى مِنْ وَردِهِ

أطيبَ العطرِ ومَا قدْ ينَفعُهْ

بينما الشوكُ إذَا أسقيتَهُ

أنتجَ الشوكَ وما قدْ يَتبعُهْ

فحصادُ الشوكِ ليسَ بنافعٍ

غيرَ أنَّ الشوكَ بعضٌ يَزْرعهْ

فتخيرْ أيَّ حالٍ تنْتَقي

زرعةَ الوردِ أم الشوكُ معهْ

وتمّيزْ باختيارٍ طيّبٍ

فخِيارُ الطيبِ خيرًا تَجْمعهْ

وتنّزه عنْ ذَنوبٍ شرُّها

مستطيرٌ مُهلكٌ ما تَصْنعهْ

أيُّها الغارقُ في لذّاتهِ

ليسَ في اللّذّاتِ إلّا المُوجِعةْ

يومَ تُؤتَى كُلُّ نفْسٍ كَسْبَها

وذَنوبُ المذنِبُ حتمًا تَصْرعهْ

فإذَا ما جئتَ يومًا قارئًا

هذهِ الأبياتِ في وقتِ السَّعةْ

فتفكّرْ وتَدبَّرْ واتَّعِظ ْ

وازرعِ الخيرَ لتِحْصدْ مَطْلَعهْ

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

العشق الهني

  يا فتنتي هذا أنا فلتَنْثني وتواضعي للعاشقِ المُتَفنِّنِ