وهبتُ لها قلبي وما فاضَ من فمي
وأغليتُها في الناسِ من غير مَحْرَمي
وأهديتُها شعري وكلَّ مشاعري
وأسلمتُ تفكيري لها دونَ مَسْأمِ
فما كان منها بعْدَ شوقي وحيرتي
وبعْدَ عذابي في رِحالي ومَقْيَمي
سوى الصدَّ والنكرانَ إنِّي أسيرُها
وقتلي بسيف الهجر سبف مشرم
فوا أسفًا من كانَ في العشقِ غَايتي
يردُّ لمن يعشقْهُ غدرًا بأسْهُمِ
فيُردِيني في عشقي كأني مُجَرَّمٌ
ولستُ بما أكْننْتُ عشقًا بِمُجْرِمِ
ألا أيُّها العشاقُ زُوروا دِيَارَها
وقولوا لها أنِّي قتيلٌ لِمُسْلمِ
خُذوا بدمي منها فإنِّي قتيلُها
وما زالَ يقطرُ من أناملِها دَمِي
فإنْ أنكرتْ قتلي وجاءتْ بشاهدٍ
بأنِّي على قيدِ الحياةِ بأعْظُمِي
فقولوا لها إنَّ العظامَ سقيمةٌ
وجسمي تعلّلَ بعْدَ عشقي بِأسْقُمِ
وما كنتُ أحيا بعدَ أنْ صارَ وصلُها
منيعًا وما حالي بخير ومَكْرَمِ
قتيلٌ وإنْ كانتْ عظامي سَليمةً
وقلبي من الأشواقِ غادَرَهُ دَمِي
خُذوا بِدمي منها وقولوا لأهلِها
قَصَاصًا ولا غير القصاصِ بِمُرْغِمِ
فمنْ كانَ مثلي عاشقًا ومتيمًا
وكانَ قتيلَ العشقِ للعشقِ يَنْتَمِي
فلا يتنازلْ عنْ حقوقِ اقْتِصَاصِه
منَ القاتلِ الغدّارِ بالسيفِ والفَمِ
فكلٌّ له قلبٌ منَ العشقِ يَكْتَوي
وكلٌّ له حقٌ منَ العشقِ يَحْتَمِي