الرئيسية / مقالات / كلمتي في ذكرى اليوم الوطني 94

كلمتي في ذكرى اليوم الوطني 94

 

كلمتي في هذه المناسبة للشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا ، ولعلها تصل إليهم ويتحقق منها الهدف .

فعندما كنت وجيلي في مثل أعماركم. لم يكن بين أيدينا من مصادر المعرفة ومن وسائل العلم والتعلم واللهو والترف ما هو موجود ومتوافر بين أيديكم اليوم ، فلم يكن يطرأ على خلد أحد منا أن يتعامل مع الأنترنت والتطبيقات الرقمية الذكية ولم تكن تتوافر لنا التقنيات وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الهواتف الذكية ، وكنا نجاهد لاستحصال العلوم والمعارف بما تبسر لنا آنذاك وننتمي إلى وطننا انتماءً صادقًا نحب الوطن ونبذل في سبيل استمرار نمائه كل ما باستطاعتنا بذله، مؤمنين بأن الله قد تفضل علينا فيه بالتوحيد والعقبدة الصحيحة وبالأمن والاستقرار وبالتكافل الاجتماعي واستمرار النمو والنهضة ، وكنا نشاهد تطوره خلال تطور أعمارنا ونحمد الله ونشكره على ما خصنا به من خير ونعمة ، ونتسابق كما تسابق آباؤنا على المشاركة في البناء والمحافظة على المكتسبات كل بقدر طاقته وجهده وموقعه من المسؤولية العامة والخاصة ، ونعشق الوطن لاستظلالنا بأفيائه دون افتئات على حاكم أو سلطان أو خروج على ما اتفقت عليه الجماعة ، فانظروا أيها الشباب إلى ما كنا فيه وما أنتم عليه .

إن وطننا العزيز نشأ عندما قيض الله لنا من أجدادنا وآبائنا المخلصين فيه من آزر ونصر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله ليؤسس دولة العز الشماء ويضع أسس البناء الذي نشاهد آثاره اليوم في حال وطننا العزيز ، فبين ماض عابق بالقيم والرجال الذين سطروا أعظم السير والعبر، ومستقبل سمته التقدم الدائم واستشراف العلا مدى وغاية، يحل اليوم الوطني الرابع والتسعين للمملكة العربية السعودية لعام 1446- 2024 محطة اعتزاز واستذكار وتأمل، اعتزاز وافتخار بما تحقق بفضل الله تعالى ثم بتكافل كل مكونات الوطن، واستذكار لنعم الله تعالى علينا ومداومة شكره عليها، وتأمل في كيفية استكمال مسيرة التقدم وتحقيق الأفضل للبلاد والعباد، ووعد بالمحافظة على الأمانة، أمانة القيم والمبادئ العربية والإسلامية.

فقد أنعم الله تبارك وتعالى على بلادنا بأن هيأ لها من أبنائها من بناها وحماها وحافظ على وحدتها ونمائها وهيأها لتأخذ موقعها الريادي بين دول العالم باعتبارها بلاد الحرمين الشريفين ومأوى أفئدة المسلمين، وها هي الأجيال المتعاقبة في وطني تجني ثمار غراس الآباء والأجداد وتشهد التحولات الهائلة والتطورات المذهلة في شتى الجوانب التنموية.

وإني بهذه المناسبة أناشد شباب اليوم عدة الوطن في مستقبله أن يحافظوا على أمن وطننا العزيز ونهضته المستمرة وأن يشاركوا بإخلاص كل وفق طاقته وقدرته للمحافظة على مكتسبات وطننا العزيز ونمائه ، فإننا إذ نتذكر هذه المناسبة و الذكرى الغالية لنستشعـر أهمية العمل على غـرس حب الوطن في نفوس النشء وتعزيز وتنمية مشاعـر الانتماء لهذه الأرض الطاهرة في نفوس أبنائنا وبناتنا وتحصينهم ضد حملات التضليل التي تستهدف أمننا واستقرارنا ، و لقد قامت حضارتنا المجيدة على أساس متين من القيم والثوابت مستمدة دستورها ومنهجها من كتاب الله عـزّ وجل وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرا وتحكيم شريعة الله في عصر ازدحم بالأيدولوجيات والمذاهب الفكرية الوضعية المختلفة التي تقوم عليها كثير من الكيانات السياسية في العالم ، فكانت الدولة السعودية نتاج فكر إسلامي وسطي لا تزعـزعها ولا تهزها التيارات والنظريات الفكرية المختلفة ومتفردة بالمنهج والدستور والحكم والسياسة واللحمة المتينة بين القيادة والشعب ونحمد الله تبارك وتعالى على ذلك.

وأوصي جميع المواطنين من مثلي بالمحافظة على ما من الله به علينا من نعمة الأمن والاستقرار والسلامة من الفتن التي عصفت بالدول المجاورة من حولنا نتيجة الاختلاف والتحزب والأطماع في السيادة والسيطرة والحكم ، وأدعو كل إخواني المواطنين إلى الإكثار من شكر الله تعالى على السلامة والحرص على سد باب الفتن من ناحيتهم والمشاركة في التنمية كل بقدر طاقته وخبرته وعلمه ومكانه من العمل والمشاركة ، وأدعوهم إلى الاستفادة من وسائط التقنيات المعاصرة في التعليم والعمل واللقاءات والتواصل الرقمي وفقًا لضوابط الشرع وبما ينفع الأمة والوطن ، وأدعو في الوقت نفسه حكومتنا الرشيدة إلى الاستمرار في إحداث مشاريع التنمية المتطورة واستكمال البنى التحتية لرخاء المواطنين ، والتطوير في أنظمة الحكم والسياسة والاقتصاد والتربية والتعليم والإسكان والقضاء وغيرها بما يتيح أكبر قدر ممكن من المشاركة الوطنية الآمنة في الهياكل واتخاذ القرارات وتحقيق رؤية الوطن 2030  وفي تشكيل الرأي السياسي والاقتصادي والثقافي والرقابي والمحاسبي ، والتوسع في اعتماد الانتخابات والمعايير العلمية والعملية العادلة في تكليف القيادات وأعضاء المجالس والهيئات والتوظيف ، والمضي قدمًا نحو القضاء على الفقر والبطالة والأمراض الوبائية ورفع مستوى الأداء الحكومي والجودة في جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات ، وتكريس مبدأ الوسطية في الاعتقاد والفكر والتوجهات على منهج النبوة والسلف الصالح ، ونبذ العنف والإرهاب والغلول والاحتكار والتمايز بغير التقوى ، ونبذ المزايدات على العقيدة والمواطنة الصالحة .

متمنياً لبلادنا مزيداً من التقدم والازدهار في رعاية الله تعالى وحفظه وأن يديم المولى سبحانه وتعالى علينا نعمة الإسلام والأمن والسلام. ودمت شامخًا بالعز والإيمان والسلام والتقدم يا وطني. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،،،

 

 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كلمتي بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الواحد والتسعين 1443-2021

الحمد لله الذي لا إله إلا هو المنعمِ المعطي الوهابِ ربِّ العالمين، ...