ولي فؤادٌ إذا عاتبتُه ارتدعَ
ولم أجدْه على الآثامِ مُندفعَا
لكنني مثلُ خلقِ اللهِ في وجلٍ
من الذنوبِ وما قد كنتُ مُبتدعا
فبينَ عقلي ونفسي حربةٌ وقنا
وفي فؤادي من الأحكامِ ما امتنعَ
فالعقلُ يرجحُ أحيانًا فيردعُني
والنفسُ تسبقُ في أهوائِها طمَعَا
أردتُ وقفَ حروبي قبلَ سَعْرتِها
لكنها تَستعرْ في مهجتي سَرعَا
فلا انتصارٌ لنفسي من براعتِها
ولا انتصارٌ لعقلي لو بها بَرعَ
أحارُ والقلبُ في أرجائِه أملٌ
للسلمِ بيني وبيني يرتقي ورَعا
يزدادُ نبضًا مع نفسي إذا طَرِبتْ
ومن يطاوعُ فيه النفسَ ما شَبِعَ
ويستحي من رجوحِ العقلِ ثمَّ لهُ
يُخفّضُ النبضَ لمّا يُظهرُ الهلعَ
فمهجتي وفؤادي تَصْطلي لهبًا
والقلب يتبعهما منْ وَجْدِه تَبَعَا
تحتارُ إذ تختارُ منْ قولٍ ومنْ عملٍ
وتستقر ُّعلى ما الحقُ قد شَرعَ
فما لروحي إذا ما مهجتي سكنتْ
تدعو الفؤادَ ليبني حولَها شُرعَا
وما لقلبي إذا نفسي سرتْ لهوى
يستنجدُ العقلَ لا يَخفي به ولعَا
أنا.. أنا؟ أمْ أنا نحنُ الجميعُ وما
في كل ذاتي من الأعضاءِ قد بُدِعَ
وكيف ينشَقُ عضوٌ عن جماعتِه
فيغلبُ النفسَ حتى تنتهي صَرعَا
سبحانَ من أبدعَ التصويرَ في بدنٍ
وأبدعَ الخلقَ في الأعضاءِ مُبتدعَا
وحَكَّمَ العقلَ حينَ النفسِ يجذبُها
هوىً وشوقٌ إذا في النفسِ قد جُمِعَا
سبحانَهُ الله ُ قد أوجدْ لنا جسدًا
نحتارُ في كنهِه خلقًا و ما صنعَ
فآيةُ اللهِ في الروحِ التي سكنتْ
في كلِّ نفسٍ ولا ندركْ لها وَسَعَا
فلنرقَ بالعقلِ إن العقلَ محكمةٌ
بالعدلِ يحكمُ إتقانًا ومطَّلِعَا
فإن تشبّع بالإيمان زاد له
مع العدالةِ والإتقانِ ما شُبِعَ
فنحنُ أرواحٌ ونحن أفئدةٌ
وأنفسُ مهجةٌ والطبعُ ما طُبِعَ
والعقلُ محكمةٌ فينا قدْ اكتملتْ
له الحكومةُ يحكمُ حيثُما سطعَ