الهمسة السابعة
المستقبل المتطور !!
أفكر كثيرًا فيما ينبغي لي كتابته للأجيال المستقبلة فهم في وجهة نظري المتواضعة من ينبغي أن نبذل الجهد مضاعفًا لإرشادهم إلى ما يصلح أحوالهم وتوجيههم نحو الطرق الأصوب للفاعلية والإيجابية في الحياة وذلك انطلاقًا مما خبرناه وعايشناه خلال حياتنا المملؤة بالمشقات والصعاب وبالمتغيرات المتنوعة ،
وحيث أن الزمن بإذن الله يتغير وجميع مقومات الحياة تتبدل وتتطور فإن ما كان صالحًا من وجهة نظرنا لنا ليس من الضروري أن يكون صالحًا للأجيال المستقبلة ، فكل ظرف من الزمن له مقوماته وسماته التي يتطلب من الأجيال التي تعيش تفاعلاته والتفاعل معها وفق خصائصها ، فعلى سبيل المثال كان زمني الذي عشت مدركًا أغلبه يتسم بالتطورات المتلاحقة في جميع المجالات وخاصة مجال الاتصالات فبعد أن كنا نتعامل مع البريد والبرقيات للتواصل الكتابي ظهر الهاتف الثابت الذي اختصر علينا الكثير من الجهد للتواصل الصوتي مع الأهل والأقارب والأصدقاء من خلاله عوضًا عن الرسائل البريدية أو البرقيات ثم ما لبث أن تطورت وسائل التواصل الاجتماعي ليظهر في الأفق أجهزة البيجر التي تمكنا من خلالها تلقي الرسائل القصيرة وطلب التواصل الهاتفي ثم ظهرت بعدها أجهزة الهاتف النقال في أبسط صورها لكنها كانت حلاً مثاليًا لتمكيننا من التواصل الصوتي والكتابي عن طريق الرسائل القصيرة من خلالها في الوقت الذي نشاء ، ثم تطورت الوسائل لتظهر لنا وسائل التواصل الإليكترونية من خلال البريد الإليكتروني ( الإيميلات ) وكانت في بدايتها وقفًا على أجهزة الحاسبات المكتبية ثم ظهرت أجهزة الحاسبات المنقولة ( اللاب توب ) وأمكن التواصل بالبريد الإليكتروني من خلالها ، وما لبث الحال كثيرًا حيث برزت إلى الساحة الأجهزة المطورة من الهواتف الذكية المنقولة وأجهزة الحواسب الذكية المنقولة ( الآيباد ) والتي أتاحت لنا تصفح الإنترنت وتلقي الرسائل المتنوعة الصوتية والمكتوبة والمصورة وتلقي رسائل البريد الإليكتروني، وهكذا تطورت الأحوال معنا ، وفي اعتقادي أن ما بين أيدينا وأولادنا اليوم من وسائل الاتصال والتواصل سيكون بعد مدة من الزمن مثل البريد العادي والبرقيات في زمننا الأول ما لبثت أن تطورت إلى ما نحن فيه اليوم من ترف الوسائل المتنوعة ، وقد يتصدى كاتب من الأجيال المستقبلة ليكتب بعد مدة من الزمن كيف تطورت وسائل التواصل والاتصال الاجتماعية بدءًا مما هي عليه اليوم إلى ما ستبلغه مستقبلاً .
وقد لفت نظري كثيرًا تلك الابتكارات الجديدة التي تعرض في معارض الابتكارات الجديدة في بعض المعارض العالمية وخاصة ما تعلق منها بالتواصل والاتصال العالمي ، حيث تبنت إحدى الشركات جهاز ترجمة فورية عبارة عن سماعة أذن تمكن مستخدمها من تلقي جميع اللغات المستهدفة في الابتكار بلغته الأم دون الحاجة إلى مترجم وسيط آخر وهي إحدى ثورات الابتكارات الجديدة التي ستغير في الخطط الإستراتيجية للتعليم والتعلم في الكثير من دول العالم مستقبلاً ، وهناك من الابتكارات الجديدة ما سيساعد على تحسين التواصل المستقبلي ، ومن البديهي أن الجيل القادم سيتعايش مع وسائل تواصل جديدة ومتطورة ستظهر معها وسائل التواصل الحالية تقليدية .
ولعل أشهر الشركات العالمية شهرة وثراء اليوم تلك التي وظفت التقنيات لتحقيق التواصل وأدارت مواقع تواصل جاذبة لكل المستفيدين ومنها على سبيل المثال الفيس بوك وتويتر وسناب شات والواتساب ونحوها من المواقع والتطبيقات الجماهيرية ، فضلاً عن شيوع التجارة الإليكترونية من خلال مواقع إليكترونية وتطبيقات متنوعة مثل أمازون وعلي بابا ونحوها مما وجد له رواجًا تجاريًا عالميًا أو إقليميًا ، وقد نشأت شركات تجارة إليكترونية متنوعة فتحت المجال أمام الراغبين في العمل في مجالات تأجير السيارات مثل أوبر وكريم وإيزي تاكسي ونحوها لا تحتاج إلى رأس مال ولا إلى مقرات للعاملين تدير أعمالها من خلال التطبيقات الإليكترونية كما نشأ شركات أخرى كوسطاء لحجز الفنادق والرحلات الجوية ونحوها تعتمد على التطبيقات الإليكترونية ،، وهذا يعني امتداد التطوير في اتجاه التقنيات والتطبيقات الإليكترونية في المستقبل القريب .
ومن المهم جدًا الإشارة إلى أن التخصصات التي كانت مهمة بالأمس قد بدى نتيجة للتطورات في الصناعة والابتكارات ما هو أهم منها اليوم وهكذا سيكون الحال بعد غد بإذن الله إذ سيظهر لأجيال المستقبل ما يبدو أنه أهم ، وقد قام بعض المهتمين بتوجيه الناشئة إلى الاهتمام بتخصصات الغد وتأكيد أن مجال الوظائف والأعمال المستقبلية سيتطور في مجالات التقنيات والتطبيقات الإليكترونية والتي ستكون سائدة لتحقيق التواصل والتجارة وتقديم الخدمات الاجتماعية والمصرفية المتنوعة ،مما ستطوى معها الكثير من الوظائف والأعمال التقليدية السائدة اليوم .
وعليه فإن توجيهاتي لجيل المستقبل تتلخص في ضرورة دخول مجالات التنافس العالمية لابتكار المزيد من الوسائل والتقنيات التي ستسهل عمليات التواصل الاجتماعي وتسهل تقديم الخدمات الاجتماعية والتجارية والثقافية والخدمات اللازمة الأخرى ، فالظاهر أن العالم ماض في ابتكار المزيد من هذه التقنيات والوسائل الإليكترونية ، وينبغي أن لا يقف الجيل القادم موقف المستهلك لما تنتجه العقول المبدعة بل عليهم خوض غمار المنافسة والابتكار