أيَا وردةَ الحبِّ.. ماذا جرى
ذَبلْتي وأنتِ دمًا تَشربين
بذلتُ لأجلِكِ كلَّ المشاعرِ
ليصبحَ عِطْرُك عِطْري..
فينعشُ كلَّ الفراشاتِ في عُرْسِها
وينعشُ حتى هوى الحالمين
أيَا وردةَ الحبِّ.. أحلمٌ؟ أرى؟
تلاشتْ به الذكرياتُ.. وعشقُ السنين..
ذبلتي.. وكنتِ تَفُوحينَ عِطرًا
يتوهُ به النحلُ بين الزهورِ
يفتشُ عن مصدرِ العطرِ كالتائهين..
أُحِبُّكِ حُبَّ الشَغوفِ المُتيَّمِ
وأرقبُ حينًا تَبَسُّمَك الساحرَ
في روضتي..
فحينا أشمُ شذاكِ
وحينًا أراقبُ طلَّ الصباحِ
تلألأ فوقَ شفتيكِ..
والأقحوانُ تمايلَ مع نسيمِ الصّباحِ
ليُهديكِ قُبُلاتِهِ الفارهاتِ..
وأنتِ بِعُرسِكِ تَهدينَ أريجَكِ للعاشقين..
فلا تَذْبُلي.. وعُودي كما كُنْتِ قَبلًا
ولا تَذْبُلي..
لعلَّكِ تَشْكِينَ لي في ذُبُولِكِ
عجزَ الرُّعاةِ..
لِمَنْحِكِ يا فِتْنَةَ الوردِ تلكَ الحياة..
فمنْ لا يَرى الوردَ رمزَ الحنينِ..
وعطرَ السنينِ..
فلنْ يَمْنَعَ الوردَ غَدْرَ البغاةِ..
فلا تَذْبُلي.. وعُودي كما كُنْتِ قَبلًا
ولا تَذْبُلي..
إذا ذَبُلَ الوردُ في المزرعةْ..
فعاتبَ من بالوبا جَرَّعهْ..
وأهملَ يرويهِ قبلَ الذبولِ..
واغلقَ أُذنيهِ أنْ تسمعهْ..
فيَا أيتها الوردةُ لا تَذْبُلي..
رجاءً.. رجاءً..
وعُودي كمَا كنتِ قبلًا
ولا تَذْبُلي..