الوقفة (86) : محافظة الخرج تكرمني لانتقال عملي إلى المدينة المنورة
في أواخر العام الهجري 1431هـ تلقيت دعوة مدير التربية والتعليم بمحافظة الخرج الأستاذ سعود العثمان لحضور حفل تكريمي والدكتور محمد التميم مدير التربية والتعليم للبنات بمحافظة الخرج برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ الحرج وذلك بعد إنتقال عملي مديرًا عامًا للتربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة للبنين وانتقال عمل الدكتور محمد التميم مستشارًا في وزارة التربية والتعليم ، وقد لبيت الدعوة الكريمة لزملائي الأوفياء في محافظة الخرج ولم يكن حفلا تقليديًا بل احتفاءً فريدًا من نوعه اجتمع فيه كل المسؤولين في المحافظة ورجال الأعمال إضافة إلى قيادات التربية والتعليم في المحافظة .
وقد تشرفت بإلقاء كلمة في ذلك الحفل اختلطت عندي فيها مشاعر الاعتزاز بوفاء الأوفياء من الأحبة مع مشاعر الحزن على توديع صحبتهم في العمل الذي عشقته وبذلت له مخلصًا كل طاقاتي وجهدي ووقتي وكنت أجد بينهم من يدعمني ويشجعني ويبارك مسيرتي ونشاطاتي بدون تحفظات وبدون حدود وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب عبدالرحمن بن ناصر محافظ الخرج والذي لم تشهد الخرج عهدًا أزهى من عهد إدارته ، وقد شكرت سموه على الرعاية الحانية والدعم المستمر والتشجيع المتواتر طيلة عملي في المحافظة كما شكرت الجميع على ما علموني أياه في سنوات عملي بالمحافظة من مكارم الأخلاق والإيثار والإخلاص في العمل وتحمل المشقات والصعوبات لإحداث نقلة نوعية على مستوى التعليم في المحافظة ، وقد كنت أحس فعلا بأنني واحد من أبناء المحافظة ومن أهلها رغم عدم إقامتي فيها وكنت محيطًا بكل صغيرة وكبيرة فيها عضوًا في الكثير من مجالسها ولجانها وجمعياتها ومتعاونًا مع جميع المسؤولين في المؤسسات الحكومية والأهلية ، ولعل المتابع لما دونته في هذه الوقفات يقف على بعض تلك النشاطات التي سأظل أفتخر بالقيام بها وما تحقق لها من نجاحات بالتعاون مع الزملاء المخلصين في جميع القطاعات وتركت أثرًا متميزًا في مستوى التعليم وعلاقاته بالقطاعات والمؤسسات الأخرى ، كما ألقى أخي الدكتور محمد التميم ابن المحافظة كلمة تضمنت الكثير مما تضمنته كلمتي المتواضعة وأكد على ذلك الرباط الأخوي الذي كان بيننا إبان عملنا في إدارة التربية والتعليم للبنين والبنات وما أفضى إليه تعاوننا من تحقيق العديد من المنجزات التي يفتخر بها التعليم في المحافظة ولا يزال ولا تزال آثارها باقية بفضل الله تعالى ، ثم تحدث سمو المحافظ بكلمات أبوية حانية أكد فيها شعوره بتوديع أولاده من محافظة الخرج للمساهمة في تنمية الوطن في أجزاء غالية منه في مواقع أخرى وأكد فيها استمرار دعمه للتعليم وللقيادة الجديدة واعتزازه بأبناء وطنه المنتجين في كل مجال وتشرفت أنا وزميلي الدكتور محمد التميم بتسلم هدية سموه الكريم وهدايا الزملاء في إدارة التربية والتعليم وفي المؤسسات الحكومية والأهلية المتنوعة في المحافظة وإنني لأعتز بكل تلك الهدايا التي لا تزال تذكرني بذلك الوفاء منقطع النظير الذي قابلته في محافظة الخرج منذ أول يوم عملته فيها إلى آخر يوم ودعني فيه من الزملاء في حفل بهيج رعاه سمو الوالد الأمير عبدالرحمن بن ناصر وفقهم الله جميعًا ، ولا يزال وفائهم مسترسلا إلى اليوم فلهم مني خالص الحب والتقدير على وفائهم وإخلاصهم ودعائي المستمر أن يبارك الله فيهم ويديم عليهم فضله .
لقد احتفظت ذاكرتي بمجموعة من احتفالات التكريم والتوديع بدأ من ثانوية فلسطين بمدينة جدة عندما ودعني زملائي الأوفياء بحفل تكريم عند انتقالي للعمل مديرًا لثانوية الخندق بمدينة جدة والحفل الذي أقامه الزملاء الأوفياء في ثانوية الخندق بجدة عند توديعي للعمل مديرًا لثانوية فلسطين والحفل الكريم الذي أقامه الزملاء في ثانوية فلسطين عند توديعي للعمل في إدارة الأكاديمية السعودية بموسكو ومثله الحفل المتزامن معه الذي أقامه الزملاء الأوفياء في ثانوية رضوى الليلية والحفل الذي أقامه الزملاء الأوفياء في الأكاديمية بموسكو برعاية كريمة من سفير المملكة العربية في روسيا آنذاك عند إنتهاء مدة إيفادي وتوديعي عائدًا للعمل في الوطن العزيز والحفل الكريم للزملاء في الإدارة العامة للمناهج عند توديعي للعمل مديرًا للتربية والتعليم في محافظة الخرج ، وقد أقام الزملاء المخلصون مؤخرًا في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة حفلا لتكريمي عند توديعي للعمل مستشارًا بالوزارة قبيل تقاعدي المبكر وجميعها احتفالات تدل على وفاء الزملاء وكرمهم وأحتفظ من كل احتفال من احتفالات التكريم التي شرفت بها من الزملاء الأوفياء بذكريات هدايا المخلصين من الزملاء وأعتز بها كثيرًا إلا أن الحفل الذي أقامته إدارة التربية والتعليم في محافظة الخرج يظل أكثرها وفاء واحتفاءً ولاتزال ذاكرتي تحتفظ بالكثير من لمسات الوفاء فيه وخاصة تلك اللفته الحانية من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز حفظه الله الذي لم أصادف في مراحل عملي بالتربية والتعليم أكرم منه قائدًا محبًا لأولاده والعاملين معه حريصًا على رفع معنوياتهم النفسية لأداء أكثر إبداعًا وإنتاجًا ، ورغم أن علاقتي بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة سابقًا حفظه الله كانت علاقة مبنية على الثقة والمحبة والمودة والاحترام وقد أحسن حفظه الله وفادتي وتوديعي كما أحسن توجيهي إلى ما ينفع الوطن إلا أن علاقتي بأخيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر تظل هي الأميز والأوثق وأعتقد أن من عمل مع سموه الكريم يحمل مشاعري ويزيد عنها وسأظل ما حييت أدعو له بالخير وحسن العمل والخاتمة فقد كان نعم القائد والوالد الحنون والمحب لوطنه وللعاملين معه في كل المجالات والميادين وفقه الله وسدد أعماله وبارك له في ذريته .
ولعلي في هذه الوقفة أوجه النصح لكل العاملين في مجالات التربية والتعليم وفي المجالات الأخرى بأن يحفظوا لإخوانهم وأخواتهم الود والوفاء فما أبلغ تأثيرها في النفوس وأؤكد بأنها من الخلق الإسلامي الرفيع والسامي فبقدر ما يكون الاحتفاء يبقى الأثر ، وكل حتمًا مودع مكانه مهما طال به المقام فليحفظ المخلصون لإخوانهم وأخواتهم الود فما يبقى للمرء سوى ما يتركه من أثر طيب وما يحمله من ود واحتفاء وكرم ، وأدعو الله تعالى أن يديم حبال الوصل الرحيم بين الأحبة والأصدقاء متصلا وأن يوفق الله كل العاملين في جميع المجالات الخدمية لتأكيد مثل هذه المشاعر والأخلاق الإسلامية الكريمة والنبيلة ، والله الموفق والمستعان .