في يوم 2014/05/16 كما في هذا اليوم كنت قلقًا جدًا من أن أكتب مقالاً لا ينفع المتلقي ولا يضيف له جديدًا في مجال من مجالات العلم والثقافة المتنوعة وكتبت حينها مقالة تتضمن نفس أهداف هذه المقالة تقريبًا بعنوان ” بين الغث والثمين ” ، فليس الغرض الرئيس من كتابة المقالة أو الرواية أو الكتاب ولا الغرض من إجراء أي دراسة أو بحث من وجهة نظري المتواضعة أن نملأ بها مساحة محددة في ورقة أو مجموعة ورقات أو نملأ بها صفحة إليكترونية أو مجموعة صفحات دون أن يكون لها أثرًا إيجابيًا في متلقيها قارئًا أو زائرًا متصفحًا وأن يكون فيها النفع لتطوير وضع أو قيمة أو منهج ،
إذ أن حلم الكاتب أي كاتب يرجو رضا الله تعالى أن يتحقق النفع المباشر وغير المباشر مما يكتب وإلا السلامة في الترك اتقاء للوزر ، فما يلفظ الإنسان من قول إلا لديه رقيب عتيد ومعه راصد أمين وهو مسؤول عما يلفظ أو يكتب أو يدون فإن كان خيرًا فخير وإن كان شرًا فشر ونعوذ بالله من شرور أنفسنا .
إن فن الجذب الثقافي في الكتابة يعز على الكثيرين من الكتاب في كل العصور وتزداد المعاناة عند الكتاب اليوم لتنوع مجالات الثقافة وتنوع مجالات العرض واستشراء الغث وطغوته على الثمين، فأنا إلى الآن لا أعلم عن الحكم المتجرد لدى بعض قراء مقالاتي الأعزاء، هل يترتب على ما أكتبه من أجلهم تغذية راجعة لديهم تفيد في ثقافتهم ووعيهم وخبراتهم إيجابيًا ؟، أم أنني كمن يحرث في الماء؟ ومرض الكتابة التي لا تتجاوز أحبارها قد فتك بي كما فتك بالبعض من الكتاب المعاصرين ، وحتى أحصل على تقييم علمي من المستفيدين من القراء والمتابعين الكرام، فإنني استسمح الجميع في أن أكمل على الأقل مقالتي هذه إلى أن تكتمل رسالتها التي رسمتها وتمخضت عن حيرة متصلة أثناء تقليبي صفحات الصحف والمقالات الإليكترونية المتوافرة حيث أني وقفت منذ مدة عن شراء الصحف الورقية ليقيني بوجود البدائل الكافية عنها ، وحتى أختصر على القارئ وقته فإنني أهدف من هذه المقالة إلى التعرف على اتجاهات القراء الكرام تجاه مقالاتي بصفة عامة من حيث الفكر والسبك والبناء والأهمية والنفع ، فإن كانت على ما أرجو فلله الحمد والشكر على توفيقه ، وإن كانت على غير ما أرجو ويرجون فإني أطلب العفو والصفح من العليم القدير ثم من كل من صرف وقتًا عزيزًا ليتصفح مقالاتي ، ولعلهم يلتمسون لي عذر الاجتهاد من أجل النفع والصواب ، وأن يرشدني كل أمين على الفكر والثقافة النافعة إلى الطريق الذي يجعل النفع فيما أكتب ، وإنني لأسترشد بالحكماء وأعلم أنني لن أصل إلى الغاية المنشودة إلا بالتوجيه والنصح والإرشاد .
إن المقالة الثقافية والأدبية تصبح غثاء إذا انتهى القارئ من قراءتها دون أن تترك عنده أثرًا إيجابيًا ، و تتجرد من ثقافتها وأدبها بالتأكيد ، وحلمي المستمر أن أصبح من النافعين لأمتهم وتاريخهم المؤكدين على القيم النبيلة ، والموجهين إلى تثقيف المجتمع ، ولهذا فإنني أحرص جدًا في انتقاء موضوعات مقالاتي وأحرص على أن تقدم فكرًا جديدًا وأن تلفت الانتباه إلى رسالة سامية نبيلة وأن تكون سببا في بناء رؤية معاصرة ومستقبلة ، وأحاول ما استطعت أن تكون من اللغة السهلة غير المعقدة أو المركبة ليسهل فهمها واستقراء رسائلها وتوجيهاتها ، وقد أكون أفلحت في النهج والأسلوب في بعض أو جل مقالاتي السابقة وقد أكون غير ذلك ، لكنني في أمس الحاجة بعد كتابة العديد من المقالات أن أعرف رأي القارئ العزيز حول ما أكتب وحول الأسلوب المتبع ، وسأظل أنتظر التوجيه مؤملا العطاء من أهل العطاء ، والتوجيه من أهله فإني إلى الرأي السديد فقير ، وسيظل الكتاب كل الكتاب في حاجة ماسة إلى تقويمهم من المستفيدين منهم وهو نهج التقويم المعاصر الذي لم نتبناه في الكثير من الأمور العامة والخاصة لأننا قوم نحب المديح والتزلف أكثر من حبنا للحقيقة وكشف الواقع المشوه في الكثير من الأحيان ، وهذا عيب ورثناه ثقافيًا ولا نزال نحافظ عليه حتى غدا قيمة اجتماعية عند الكثيرين وللأسف الشديد ، وإلا لما رأينا صحفًا يملؤها النفاق والتزلف والمديح والتمجيد لعظيمات الأمور وتوافهها ، فلننفض عنا العادة وننطلق في فضاءات الواجب فنقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت ، والله الموفق والمستعان .
تجربة .. أرجو أن أجد تعليقات للقراء .