الرئيسية / مقالات / وصفات للحياة ، تاسعًا: وصفات للأمن

وصفات للحياة ، تاسعًا: وصفات للأمن

تاسعًا: وصفات للأمن

(١) يعتبر الأمن حاجة أساسية لكل مخلوق حي ، فإذا توافر الأمن توافرت معه الحياة المطمئنة الهانئة ، وإذا انعدم الأمن انعدم الاستقرار والاطمئنان ووجب على المرء البحث عن المكان الآمن للحياة ، فلنحمد الله ونشكره على توافر الأمن والأمان في وطننا العزيز .

(٢) قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ” مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا” أفلا نكون ممن يحرص على أمنه وأمن وطنه ونحن المؤمنون بالله ورسوله ؟

 

(٣) ليس الأمن حالة تفرضها القوة والسطوة والحرب بل هو شعور داخلي قد لا يحسه من يعيش في أكثر البلدان استقرارًا ، إنه شعور عام وشامل لكل ما يحس الإنسان بأنه آمن به من مكر الماكرين ، فالبلد الآمن هو الخالي من المكر .

 

(٤) الأمن هو عدم توقع حدوث مكروه في الحال والمستقبل، وهو شعور ينشأ من قراءة الأحداث حولك فإن غلب عليها السلام كانت محفزًا للشعور بالأمن وإن غلب عليها الاضطراب كانت محفزًا للخوف والتوجس ، ولا يجتمع الخوف مع الأمن في خلد بشر .

 

(٥) حينما يضطرب الأمن في بلدٍ ما، وتُفتقد السيطرة على تصرفات المجتمع؛ فإن الفوضى ستسود وتعم وتتعرض الأنفس والأموال والأعراض للقتل والبطش والهتك والإذلال ، ولذلك فإن الأمن من النعم التي من الله بها على عباده الآمنين ، فلنحمد الله على نعمه.

 

(٦) أرقى درجات الأمن ما يحسه أهل الجنة المخلدون فيها ، ولذلك فإنه مطلب المؤمنين ورجاؤهم ، قال الله تعالى :”وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحًا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون “فاطلب الأمن الأسما لتكون من الآمنين .

 

(٧) يحتاج الإنسان في حياته للأمن الشامل ومنه العقائدي والصحي والغذائي والفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والرقمي ونحوها من تصنيفات الأمن المتنوعة ، فإن نقص منها جانب نقص الاحساس بالأمن .

 

(٨) يقول محمد كالو :” جميع المخلوقات عامة والإنسان خاصة بحاجة ماسَّة إلى نعمة الأمن، فهي تفوق حاجته إلى طعامه وشرابه وملبسه ليعيش حياة سعيدة مستقرة مطمئنة” وأنا أقول من لم ينعم بالأمن في حياته سيواجه الخوف والقلق والتشرد.

 

(٩) يتقوقع المفكر ويعتزل الإنتاج والإبداع عندما لا يأمن على نفسه ممن يعارض فكره ، فالأمن الفكري وتوفير الحرية الفكرية مطلب لكل المفكرين المبدعين ، فكلما قمع المفكرون قمعت الأفكار .

 

(١٠) أحيانًا يدفع توافر الأمن في بعض الأمور إلى اجتراء الذنب والإساءة والمخالفة والمعصية ، مثل الأمن من العقوبة والقصاص، يقال في المثل :” من أمن العقوبة أساء الأدب ” فليس كل أمن مأمول .

 

(١١) للأمن معايير ومواصفات قد تختلف بين ثقافة وأخرى فما نعتبره من متطلبات الأمن قد لا يبدو كذلك من وجهة نظر أخرى ، إلا أن جميع الثقافات تحتاج إلى الأمن كما هو في مفاهيمها وتدعو إليه، فلنحافظ على الأمن مما نفهمه .

 

(١٢) قد يكون الأمن مطلب للحرية وقد تكون الحرية مطلب للأمن ، وقد يتوافر أحدهما فقط وقد لا يتوافران معًا، إلا أن توافر أحدهما دون الآخر أو عدم توافرهما يعيق حراك النخب المثقفة ، فغاية آمال المبدعين أن تتوافر لهم متطلبات إبداعاتهم ومنها الأمن والحرية .

 

(١٣) إذا نشأ الناشئ في بيئة آمنة مطمئنة فإنه يكتسب الثقة بالنفس والإحساس بالأمن الدافع إلى العمل والعطاء والابتكار ، فليس أذهب بلب الإنسان واهتزاز نفسه واضطراب عواطفه من الحياة في خوف مستمر وتساؤل مُلحّ أيسلم ويسلم من حوله أم يهلكون؟

 

(١٤) يلد الطغيان والاستبداد من رحم الفوضى والظلم عندما يغيب الأمن وتغيب معه العدالة فيصبح الناس في بلد الطغيان عبيدًا للغالب والطاغية وتذهب مع ذهاب الأمن الكثير من القيم النبيلة ، هكذا ينبئنا التأريخ فهل من مدكر ؟

 

(١٥) يعد الأمن والشعور به شعور إيجابي في أغلب الحالات إلا أن هناك نوع من الأمن خاص بالخاسرين ، يقول الله تعالى ” أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ” ولذلك فإن آمنت بالله موحدًا فلا تأمن مكر الله تعالى ، فإن الله خير الماكرين .

 

(١٦) عندما تتمتع بالأمن فلا تغتر باستمراره إذا لا ينبغي أن يغادرك الحذر فالأيام دول ومن بات في أمن وسلام قد يصبح في فتنة ومن أصبح في أمن وعافية قد يمسي في حرب ، والعرب تقول ” من مأمنه يؤتى الحذِر ” فاسأل الله الأمن وأن يجرك من الخوف والفزع والفتنة .

 

(١٧) في هذا العصر الرقمي وانتشار استخدام التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي نحن في أمس الحاجة إلى الأمن المعلوماتي والسيراني فلا يمكن ترك الحبل على الغارب دون ضوابط أمنية تحمي المجتمعات والناشئة من الانحرافات .

 

(١٨) لا يتحقق النمو والازدهار والتقدم في أي بلد إلا بتوافر الأمن الداخلي والخارجي لذلك البلد ، فالأمن أساس التنمية بكل صورها ، فعلينا إن أردنا ازدهار وطننا العزيز المحافظة على أمنه واستقراره كل فيما يخصه ويليه من المسئوليات .

 

(١٩) الأمن في ممارسة العبادة التي شرعها الله تعالى مطلب وحق مشروع لكل مؤمن موحد، فإذا ما ضيق على العبد ممارسته لعبادته فقد انتهكت حقوقه الإنسانية ، وعلى المؤمن أن يهاجر من بلد تنتهك فيه حقوقه لطلب الأمن في بلد آخر كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم .

ً

(٢٠) كل منا يرجو أن يحيا المسلمون في أمن من الخوف والروع والتشريد وفي أمن من الطغاة الفاسدين ، فإن كنت تهتم لذلك فشارك معي بدعوة للأمن في هذا الوسم لتثاب على دعوتك ومشاركتك الإيجابية .

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كلمتي بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الواحد والتسعين 1443-2021

الحمد لله الذي لا إله إلا هو المنعمِ المعطي الوهابِ ربِّ العالمين، ...