أنا بينَ خلقِ اللهِ قلبٌ متيمٌ
وروحٌ تتوقُ السِّلمَ والصلواتِ
أنا نحن أحيانًا وكلّي مَطامِحٌ
ولم أبلغ الآمالَ بالكلماتِ
أنا سائحٌ لا زالَ يكتبُ قصةً
تنوءُ بها الأفهامُ في العتمَاتِ
أنا من يُحبُّ اللهَ في كل موقفٍ
ويرجوه عفوًا يمسحُ الزلاتِ
أنا في فؤادي حنينٌ لموطني
إذا ما نأيتُ لغيرِها ساعاتِ
أعودُ إليها مثلُ طفلٍ تضمُهُ
إلى الصدرِ أمٌ تُكثرُ السجداتِ
أنا الأبنُ والجَدُّ الكبيرُ أنا الأبُ
أنا الخاشعُ المسكينُ في صلواتي
أنا من عفا عن كلِّ ظُلْمٍ بِحقِّهِ
ليكسبَ عفوَ اللهِ في العَرَصاتِ
أنا من بنى مجدًا وعزًا لِذاتِهِ
بعلمٍ وجُهدٍ بالغِ الأثراتِ
ولم يبلغ المجدَ العصي بِشُفْعَةٍ
ولكن بعزمٍ حُفَّ بالعثراتِ
أنا من له سعدٌ بصحبٍ وعِشْرةٍ
ويحزنُ مثلُ الناسِ في النكَباتِ
أنا البَرُّ إن جادَ الكريمُ بفضلهِ
وإن ضاقتِ الدنيا عليّ بذاتي
أحبُ عبادَ اللهِ من دونِ مِنَّةٍ
وأكرهُ أن أُدْعى إلى الشُبهاتِ
وأعتزُّ بالإسلامِ دينًا ومنهجًا
وأسعى إلى ما يُكسِب الحسناتِ
واعتزلُ الأحداثَ إن كنتُ موقنًا
بأن بها شرٌّ ينالُ سِماتي
وأعكِفُ في ركني لِأُنتجَ حِكمةً
فتنفعُ خلقَ اللهِ في الأزَماتِ
وأرجو بما ألفتُ في العلمِ رحمةً
من اللهِ لا أرجو سوى الرّحماتِ
وأن ينفعَ اللهُ العليمُ بثروتي
من العلمِ والأوقافِ والكلماتِ
فليسَ لنا في الأرضِ إلا مبرةٌ
وقربى تقربنا إلى المرضاةِ
فإن كنتُ في أمسي ويومي أنا أنا
فعلمي إلى ربي بيومِ وفاتي
وآمل أن أنجو بنفسي من الأنا
وتُخْتَمَ أعمالي بخيرِ صفاتي
وأُبْعَثُ في يومِ اللقاءِ مُلبيًا
وأُكرمُ بالفردوسِ في الجنّاتِ